اقتصاد المعرفة: السيد واضح يبرز بشنغهاي جهود الجزائر في مجال الرقمنة وتطوير الذكاء الاصطناعي    بطولة إفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين 2024 /المؤجلة الى 2025/: المنتخب الوطني يواصل تحضيراته بسيدي موسى    الألعاب الإفريقية المدرسية-2025: تألق منتخبات مصر، تونس، السودان ومدغشقر في كرة الطاولة فردي (ذكور وإناث)    تواصل موجة الحر عبر عدة ولايات من جنوب البلاد    اختتام المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية : تكريم الفائزين الثلاث الأوائل    جثمان الفقيد يوارى بمقبرة القطار.. بللو: سيد علي فتار ترك ارثا إبداعيا غنيا في مجال السينما والتلفزيون    تمتد إلى غاية 30 جويلية.. تظاهرة بانوراما مسرح بومرداس .. منصة للموهوبين والمبدعين    السيد حيداوي يستقبل مديرة قسم المرأة والجندر والشباب بمفوضية الاتحاد الإفريقي    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: 73 شاحنة فقط دخلت إلى القطاع رغم الوعود والمجاعة تزداد شراسة    الألعاب الإفريقية المدرسية /الجزائر2025: المصارعة الجزائرية تتوج ب10 ميداليات منها 7 ذهبيات في مستهل الدورة    يوميات القهر العادي    الهواتف الذكية تهدّد الصحة النفسية للأطفال    هذا موعد صبّ المنحة المدرسية الخاصّة    غوارديولا.. من صناعة النجوم إلى المدربين    وفود إفريقية تعبر عن ارتياحها لظروف الإقامة والتنظيم الجيد    رغم الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار.. استمرار القتال بين كمبوديا وتايلاند    نيجيريا : الجيش يصد هجوماً شنته «بوكو حرام» و«داعش»    إستشهاد 12 فلسطينيا في قصف على خانيونس ودير البلح    إشادة بالحوار الاستراتيجي القائم بين الجزائر والولايات المتحدة    الوكالة تشرع في الرد على طلبات المكتتبين    العملية "تضع أسسا للدفع بالمناولة في مجال إنتاج قطع الغيار    تحقيق صافي أرباح بقيمة مليار دج    إقامة شراكة اقتصادية جزائرية سعودية متينة    تدابير جديدة لتسوية نهائية لملف العقار الفلاحي    رئيس الجمهورية يعزي نظيره الروسي    وهران.. استقبال الفوج الثاني من أبناء الجالية الوطنية المقيمة بالخارج    خاصة بالموسم الدراسي المقبل..الشروع في صب المنحة المدرسية    الجزائر العاصمة.. حملة لمحاربة مواقف السيارات غير الشرعية    ضمان اجتماعي: لقاء جزائري-صيني لتعزيز التعاون الثنائي    المجلس الوطني الفلسطيني: اعتراض الاحتلال للسفينة "حنظلة"    الاتحاد البرلماني العربي : قرار ضم الضفة والأغوار الفلسطينية انتهاك صارخ للقانون الدولي    الابتلاء.. رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات    ثواب الاستغفار ومقدار مضاعفته    من أسماء الله الحسنى.. "الناصر، النصير"    وزير الثقافة والفنون يشدد على "ضرورة بلوغ أعلى درجات الجاهزية" لإنجاح الصالون الدولي للكتاب بالجزائر (سيلا 2025)    إنجاز مشاريع تنموية هامة ببلديات بومرداس    عندما تجتمع السياحة بألوان الطبيعة    هدفنا تكوين فريق تنافسي ومشروعنا واحد    لا يوجد خاسر..الجميع فائزون ولنصنع معا تاريخا جديدا    870 ألف مكتتب اطلعوا على نتائج دراسة ملفاتهم    تزويد 247 مدرسة ابتدائية بالألواح الرقمية    عنابة تفتتح العرس بروح الوحدة والانتماء    حملة لمكافحة الاستغلال غير القانوني لمواقف السيارات    بداري يهنئ الطالبة البطلة دحلب نريمان    المخزن يستخدم الهجرة للضّغط السياسي    "المادة" في إقامة لوكارنو السينمائية    تحذيرات تُهمَل ومآس تتكرّر    منصّة لصقل مواهب الشباب    جثمان المخرج سيد علي فطار يوارى الثرى بالجزائر العاصمة    الجزائر رافعة استراتيجية للاندماج الاقتصادي الإفريقي: معرض التجارة البينية 2025 فرصة لترسيخ الدور الريادي    دعوة مفتوحة للمساهمة في مؤلّف جماعي حول يوسف مراحي    شبكة ولائية متخصصة في معالجة القدم السكري    منظمة الصحة العالمية تحذر من انتشار فيروس شيكونغونيا عالميا    وهران: افتتاح معرض الحرمين الدولي للحج والعمرة والسياحة    النمّام الصادق خائن والنمّام الكاذب أشد شرًا    إجراءات إلكترونية جديدة لمتابعة ملفات الاستيراد    استكمال الإطار التنظيمي لتطبيق جهاز الدولة    رموز الاستجابة السريعة ب58 ولاية لجمع الزكاة عبر "بريدي موب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هؤلاءِ خُصُومُ (سلايميَّة)!
نشر في الشروق اليومي يوم 22 - 02 - 2014

لا يَكادُ يَطلُعُ علينا مَقالٌ للكاتب (سلايميَّة)، إلاَّ ونزدادُ تيقُّنًا بفَسَادِ مَذهبِهِ وسُوءِ طَوِيَّتِهِ، وإنَّنَا نَدعوهُ وندعُو مَن قد يغترُّ بتبَاكِيهِ، إلى التَّفكُّر في هذه الكلمات: مَن هُم خصومكَ يا (سلايميَّة)؟ أتَدري مَن هُم؟ إليكَ الجوابُ:
1 ربُّ العِزَّةِ والجلال سبحانهُ:
ثَبَتَ في الحديث القُدسيّ: «يقولُ الله تعالى: من عادى لي ولِيًّا فقد بَارَزَنِي بالمُحَارَبَة». رواه البخاريّ.
وفي روايةٍ: «.. فقد آذَنْتُهُ –أي: أَعْلَمْتُهُ، مِن الإِعْلاَمِ- بالحَربِ»، يعني: بأنِّي أُهْلِكُهُ وأُخْسِرُهُ فيَرجِعُ بالخَيْبَةِ والذِّلَّةِ والمَهَانَةِ. وفي روايةٍ: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي». ورُؤُوسُ الأَولياء بعدَ الأنبياء هُم أصحابُ النَّبيِّ (صلَّى الله عليهِ وسلَّم)؛ الَّذينَ يَطعنُ في دينِهِم (سلايميَّة) ويَحُطُّ مِن أَقدَارهِم ويُوَالِي مَن يحكمُ عليهِم بالكُفرِ والخِيَانَة ويَسلبُهُم الإيمانَ ويُجَرِّدُهُم مِن الأخلاقِ. وهُوَ بِذَا يُعَادِي ربَّ العالمين ويُؤذي القَوِيّ العظيم، وسَينتقِمُ اللهُ منهُ وممَّن وراءَهُ، وتكونُ لهُ العاقبَة المَشِينَة، إِن لم يُعَاجِل بتوبةٍ ونَدَمٍ.
وقال اللهُ تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا)[سورة الأحزاب/57]. قالَ السيوطي في كتابه «الدّرّ المنثور في التفسير بالمأثور» (12/136): «أخرج ابن جرير عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: أُنزِلَت في عبد الله بن أُبَيٍّ –وهُوَ رأسُ النِّفَاق- وناسِ مَعَهُ؛ قَذَفُوا عائشةَ (رضي الله عنها)»، أي: طعنُوا في عِرْضِها ورَمَوهَا بالفاحِشَة، كما يُصِرُّ عَلَيهِ أَوبَاشُ الشِّيعَة الرَّوافِض ومعَهُم بالوَلاء (سلايميَّة). وإنَّا نَدعُوهُ إلى الدِّفَاعِ عَن عِرضِ أُمِّهِ (عائشةَ) إن كانت أُمًّا لهُ –فهيَ أُمُّ المؤمنين-، ونَدعُوهُ إلى التَّبرِّي مِن أعدائِهَا الّذينَ يُؤْذُونَها ويُؤْذُونَ بذلكَ ربَّ العِزَّة جلَّ وعلاَ، إن كانت عندَهُ شَيءٌ مِنَ الغَيرَةِ، فقدَ غَارَ اللهُ لِعَائشَةَ ودَافعَ عَنها وأَنزَلَ في حقِّهَا قرآنًا يُتلَى إلى يومِ القيَامةِ.
ومِن خُصُومِ (سلايميَّة):
2 رسولُ ربِّ العالمين (محمَّدٌ) (عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام):
ثبتَ مِن حديث عبد الله بن عبَّاسٍ –ابن عمِّ رسولِ الله (صلَّى الله عليهِ وسلَّم)- (رضي الله عنه وعن أبيهِ): «مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فعَلَيهِ لَعنَةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أَجمَعِين»[رواه الطَّبرانيّ في «المعجم»، وهو في «صحيح الجامع الصغير» (6285)].
وثَبتَ مِن حديث عبد الله بن عمر (رضي الله عنه وعن أبيهِ): «لَعَنَ اللهُ مَن سَبَّ أَصْحَابِي»[رواه الطَّبرانيّ في «المعجم» وهو في «صحيح الجامع الصغير» (5111)].
وإنَّ مَن يطعنُ في أصحابِ الرَّسُولِ، إنَّما هُو يَطعنُ في الرَّسُولِ نفسِهِ، ورحمَ اللهُ إمامنَا إمامَ السُّنَّةِ مالك بن أنس (رحمه الله) حينَ قالَ في هؤلاء الشِّيعَة الرَّوافِض: «إِنَّما هؤلاءِ أقوامٌ أَرَادُوا الطَّعنَ في الرَّسولِ (صلى الله عليه وسلم) فلم يُمكِنهُم ذلك، فطَعَنُوا في أَصحابِهِ حَتَّى يُقَالَ: رَجُلُ سُوءٍ؛ ولَو كَانَ صَالِحًا لكَانَ أَصحَابُهُ صالِحِين»[انظر: «الصّارم المسلول» (ص581)]. فهؤلاء –ومنهم ومعهم (سلايميَّة)- شَاؤُوا أم أَبَوا: يُؤذُونَ رسولَ اللهِ (صلَّى الله عليهِ وسلَّم)، ويَتوجَّهُونَ بالطَّعنِ والشَّتمِ إلَيهِ؛ وَأنَّهُ مَخذُولٌ –نعوذُ باللهِ تعالى-. وإنَّا نَدعُوهُ إلى التَّوبةِ والإقلاعِ عَن فِعْلَتِهِ النَّكرَاء، وإلاَّ فقد لعنَهُ (=طَرَدَهُ وأبعَدَهُ) اللهُ، ولعنَهُ رسولُهُ، ولَعَنَتهُ الملائكَةُ، ولَعَنَهُ النَّاسُ كلُّهُم (دُعاءً عَلَيهِ). وإنَّا ندعُو جريدةَ (الشُّروق اليوميّ) لإبعادهِ وطَردِهِ كَفًّا لِعَادِيَتِهِ ومنعًا لتَطَاوُلِهِ، فذاكَ ما يَستَحِقُّهُ بما اجترَأَ على أَعرَاضِ المؤمنين الأوَّلِين.

ومِن خصومِ (سلايميَّة):
3 أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب (رضي الله عنه):
«عن سالم بن أبي الجعد، أنَّهُ سمع محمّد بن الحَنَفِيَّة يَقولُ: سمعتُ أَبِي –يعني عليَّ بن أبي طالب- ورَفَعَ يَدَيهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبطَيْهِ، وقَالَ: اللَّهُمَّ العَن قَتَلَةَ عُثمانَ في البَرِّ والبَحرِ والسَّهلِ والجَبَلِ- ثلاثًا يُرَدِّدُهَا»[«تاريخ المدينة» لابن شبَّة (4/1267)].
قال محبّ الدِّين الخطيب (رخمه الله): «وقد كُنَّا هُناك نُورِدُ هذه الأدلّة لنُبَرْهِنَ على أنّ عليًّا كان على مذهبِ أهل السّنّة في عثمان، وأنّه كان مِثلهم يَلْعَنُ قَتَلَةَ عثمان، وليس على ضلالةِ شِيعَتِهِ في حِقْدِهِم على عثمان، وانتصارهم لقَتَلَتِهِ، واسْتِحْسَانِهِم عَمَلَ أولئك المجرمين فيما أَحْدَثُوهُ مِن الفتنة في الإسلام....وقد عَلِمَ الإنسُ والجنّ أنّ عليًّا بريءٌ مِن مذهب الشِّيعة في عثمان، وأنّه كان يعتبرُهُ أَخًا له منذُ أَسلَمَا إلى يوم القيامة، وأنّ عائشة ومَن معها أرادوا أن يَتَعَاوَنُوا معه على إقامة حَدِّ اللهِ على الّذين انتهكوا حُرُمَاتِ اللهِ بقَتْلِ عثمان، لعنهم اللهُ وأعَدَّ لهم جهنّم وساءت مصيًرا» [التّعليق على «المنتقى من مِنهاج الاعتدال للذَّهبيّ» (ص250)]. وقالَ: «والرَّافِضَةُ تمدحُ قَتَلَةَ عثمان وتَرْضَى فِعْلَهُم مَعَ أنّ عليًّا كان يَلعنُهُم ويَلْعَنُ مَنْ يَرْضَى فِعْلَهُم، فهل يكونُ مَن يَلعنُهُم عليٌّ شِيعةً لعليٍّ؟إنَّهم شيعةُ الفِتنة أعاذنا الله منها» [التّعليق على «المنتقى» (ص272)]. ويُحاول (سلايميَّة) تضليلاً أن يُفهِمَنا أنَّ الشِّيعَة الرَّوافِض هُم على دينِ عليٍّ (رضي الله عنهُ) وهُم أَنصارُهُ، وأنَّهُ مَن لم يَكُن شِيعيًّا رَافِضِيًّا شتَّامًا للصَّحابَةِ فهو عدوٌّ لعليٍّ. أيُّ تضليلٍ هذا؟
وقالَ حافظ المغرب: ابن عبد البرّ المالكيّ في كتابه «الاِستيعاب في معرفة الأصحاب» (1/321):
«قال عليٌّ (رضي الله عنه): مَن تَبَرَّأَ مِن دِينِ عُثمانَ فقَد تَبَرَّأَ مِنَ الإِيمَانِ، واللهِ مَا أَعَنتُ على قَتلِهِ ولاَ أَمَرتُ ولاَ رَضِيتُ». وقال في (1/297): «قال عليٌّ (رضي الله عنه): لاَ يُفَضِّلُنِي أَحَدٌ على أبي بَكرٍ وعُمرَ إلاَّ جَلدتُهُ حَدَّ المُفتَرِي -أي: الكذَّاب-»[رواه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1219)].

ومِن خصومِ (سلايميَّة):
4 علماءُ الإسلام وأئمَّةُ الدِّين والأُمَّةُ بِأَسرِهَا:
فقد أَجمعُوا –وأُمَّةُ محمَّدٍ (صلّى الله عليه وسلَّم) لا تَجتمِعُ على ضلالةٍ-؛ أجمعُوا على وَلاءِ الصَّحَابَة، قال الإمام ابن أبي زيد القيروانيّ –الملقَّب بمالِك الصَّغير- في كتاب «الجامِع» (ص107و115-116): «فمِمَّا أَجمَعَت عَلَيهِ الأُمَّةُ مِن أُمُورِ الدِّيانَة، ومِن السُّنَن الَّتي خِلاَفُها بِدعَةٌ وضلالةٌ: .... أَنَّ خَيرَ القُرُونِ قَرْنُ الصَّحابةِ ثُم الَّذين يَلُونَهُم ثُمَّ الَّذِين يَلُونَهُم، كما قال النَّبيُّ عليه السَّلام. وأَنَّ أَفضلَ الأُمَّةِ بَعدَ نَبيِّها أبو بكرٍ ثُمّ عُمر ثُمَّ عُثمان ثُمّ عليّ... ثُمّ بَقِيَّة العَشَرة ثُمَّ أَهل بَدرٍ مِن المهاجرين ثُمَّ مِن الأنصار ومِن جميعِ أصحابِهِ على قَدْرِ الهِجرة والسَّابِقَة والفَضِيلة. وكُلُّ مَن صَحِبَهُ ولو ساعةً، أو رَآهُ ولو مَرَّةً فهُوَ بذلكَ أَفضلُ مِن أَفضلِ التَّابعين. والكَفُّ عن ذِكرِ أَصحَابِ رَسولِ اللهِ (صلى الله عليهِ وسلَّم) إلاَّ بخيرِ ما يُذكَرُونَ بِهِ. وأنَّهم أحقُّ النَّاسِ أن تُنشَرَ محاسِنُهم، ويُلتمَسَ لهُم أحسَن المخارِج، ويُظَنّ بهِم أحسَنَ المذاهِب. قال الرَّسولُ (صلى الله عليه وسلم): «لا تُؤذُونِي فِي أَصحَابِي، فوَ الَّّذي نَفسِي بيَدِهِ لَو أنفقَ أحدُكُم مِثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما بلغَ مُدَّ أحدِهِم ولا نَصِيفَهُ». وقال عليه السَّلام: «إذا ذُكِرَ أصحابي فأَمسِكُوا». قال أهلُ العِلم: لا يُذكَرُونَ إلاَّ بأَحسنِ ذِكرٍ»اه.
وعلى هذا فالأُمَّةُ قاطبةً عُلماؤُها وأئمَّتُها وعامَّتُها في صَفٍّ، و(سلايميَّة) وأَصحابهُ الّذِينَ يَعرِفُهم ويُوَالِيهِم في صَفٍّ مُغايِرٍ، قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[سورة النِّساء/ 115].

حقائق عن (سلايميَّة) ... للتَّفكُّر:
(أ) إنَّ (سلايميَّة) يُحسِنُ المراوغَة ويُتقنُ لُعبةَ الخِدَاع، ويَتفنَّنُ في التَّضليل والأَخذِ بالعُقُولِ الضَّعيفَة في مَتَاهَاتِ الكِذب وحَجْبِهَا عن إِبْصَار نُورِ الحقيقَةِ بِظُلُماتِ البُهتَان. وبدلاً مِن أن يُحدِّثَنا عن موقفِهِ مِن كُفريَّات وضلالاتِ الشِّيعَة ومُؤامراتهم (المكشُوفَة) على الأُمَّة، ويُبَيِّن مَوقِفَهُ منها أو بَرَاءَتَهُ مِن أَن يَكونَ لهُ مَوقعٌ في هذا الطَّابُور الخامِس (كما يُقَال). نَجِدُهُ يَهربُ مِن النِّزَال، لِيَتسلَّطَ بالأَذَى ويَتعرَّضَ بالغَمزِ في مَراجِعِ الأُمَّة وحُرَّاس المِلَّة وحُفَّاظ الشَّريعَة يُشكِّكُ في عقولِهم ويَطعنُ في مرويَّاتِهِم؟ فما بقيَ مِن شَكٍّ في أَنَّهُ على دِينِ تلكم الشِّرذِمَة الَّتي طَعنت في نَقَلةِ الإسلامِ وحَملتِهِ. وراحَ (سلايميَّة) يَنفثُ شُبُهاتٍ مسمومةً ويُلقي بتشكيكاتٍ رَدِيئةٍ؛ يزعمُ أنَّهُ هَداهُ إليهَا (العقل) الّّذي جرَّدَ أئمَّة السُّنَّةِ مِنهُ، ليَصِمَهُم بأنَّهم أعدَاءُ العَقل وأضدادُ النَّظَر وَالتَّفكِير (نعوذُ باللهِ من هذا التَّطَاوُل).
فمالكَ يا (سلايميَّة) تحشرُ أنفَكَ فيما ليسَ لكَ؟ لو كنتَ طالبَ حقٍّ لرجعتَ إلى من يُعلِّمك مَعاني ما أشكلَ عليكَ وقَصُرَ عنهُ عقلُكَ (...)؟ أمَّا أن تتجرَّأَ على الشَّرع وعلى السُّنَّة الصَّحيحة فتتطَاول على ما لم يبلغ إليهِ عقلُكَ (...) وترُدَّهُ مرَّةً واحِدةً، فهذا واللهِ هُوَ الزَّيغُ والانحرافُ الّذي يَهوي بصاحبِهِ ويُسقِطُهُ على أُمِّ رأسِهِ. أمَّا علماءُ الإِسلام الّذين تَرمِيهم بإهمالِ العقل والنَّظر والتَّفكير فقد بحثوا في مُشكِلات الأحاديث–ممَّا يصحُّ أن يكونَ مُشكِلاً-؛ ممَّا يُشكلَ على مَن هُو في مثل عقلِكَ إلى مَن هُو فوقكَ بدرجاتٍ، وأزالُوا كلَّ ذلكَ وردُّوهُ إلى واضحٍ بيِّنٍ والحمدُ لله، ولكنَّهُ الجحودُ والبَغَضَة التي ملأت قلبكَ على أئمَّة الدِّين يا (سلايميَّة).
وكأنَّ شيعَتَهُ وأصحابَ نِحْلَتِهِ قد جاؤوا بُكُلِّ ما يُوافِقُ العقلَ ويُلائِمُ التَّفكِير الصَّائِب؟ فبَدلاً مِن أن يتوجَّهَ إليهم ويُجَابِهَهُم بسَخافاتهم وحماقاتهم ومُناقَضَاتِهِم الصَّارِخة للعقل، لم يَجِد (سلايميَّة) إلاَّ دِينَنَا وميراثَ علمائِنَا يُنقِّبُ فيهِ عَن المعايِب (بلا حياءٍ منهُ ولا خجل). أيُّ (بُغضٍ) و(حَنَقٍ) دَفِينَينِ تَحمِلُهُما يا هذا على هذه المِلَّة المحفوظة بحفظِ اللهِ تعالى.
ويَكفيهِ إن كانَ لهُ (عقلٌ) أن يَتفكَّرَ في هذا الكلام ويَنصحَ بِهِ لِطائفَتِهِ قبلَ أن يَنصحَ للأُمَّةِ الجزائريَّة المَغبُونَة يومَ ابتُلِيَت بأمثالِهِ: يزعُمُ الشِّيعَة الرَّوَافِض أنَّ النَّبيَّ (صلى الله عليه وسلم) أَشَارَ جِهةَ بيت عَائِشَة (رضي الله عنها)، وَقَالَ: «الفِتْنَة هَا هُنَا»... إلخ سخَافَةِ عُقُولهم –إن كانت لهُم عقولٌ-، وَفي البخاريّ عندَنا الّذِي تلقَّتهُ الأُمَّةُ بالقبول أنَّ النَّبيَّ (صلى الله عليه وسلَّم) في مرضٍ وفاتِهِ، طلبَ أن يُمَرَّضَ في بيتِ عائشةَ أمّ المؤمِنين (رضي الله عنها)[رقم (197)]، وأمرَ أن يُصَلِّيَ أبو بكرٍ الصِّدِّيق (رضي الله عنه) بالنَّاسِ[رقم (664)]، قال الإمام ابن عقيل الحنبلي مُعلِّقًا – كما في «الإجابة» للزَّركشي (ص54)-: «انظُر كيف اختارَ لمَرَضِهِ بَيتَ البِنتِ، واختارَ لمَوضِعِهِ مِن الصَّلاَةِ الأَبَ، فمَا هذهِ الغَفلَةُ المُسْتَحْوِذَةُ على قُلُوبِ الرَّافِضَة عَن هذا الفَضل والمَنزلة الَّتي لا تَكَادُ تَخفَى عَن البَهِيمِ فَضْلاً عَنِ النَّاطِقِ»اه.
(ب) مِن مرواغاتِ (سلايميَّة) وتضليلهِ لجمهور القُرَّاء ممَّن لا يَدري، ما بثَّهٌ وكأنَّهُ حقيقةٌ دامغَةٌ –لولا قِلَّة الحَياء-: مِن أنَّنا نُعَادِي أميرَ المؤمنين عليَّ بن أبي طالب (رضي الله عنهُ) ونَشتُمُ أهلَ بيتِ النَّبيِّ (صلى الله عليهِ وسلَّم) ونُسيءُ إليهِم، ليُصَوِّرَ للغُفَّلِ والسُّذَّجِ من النَّاسِ أنَّ الشِّيعةَ قامُوا لرفعِ الظُّلمِ عن أهلِ البيتِ وأنَّهُم انتفضُوا على ممارسات وإساءات طَالَت عليًّا (رضي الله عنهُ) ومسَّت أهلَ بيتِ النُّبُوَّة، وهذا كذبٌ على جمهُور الأُُمَّة، وإنَّما وقعَ هذا مِن قومٍ سُوءٍ يُقالُ لهم (النَّاصِبَة)، أمَّا أهلُ السُّنَّة قديمًا وحديثًا -الّذِين يُسمِّيهم (سلايميَّة): (وهَّابيَّة)- فهم بَرَاءٌ مِن ذلكَ، تبرَّءُوا ممَّن يَطعن في عليٍّ ويشتُمُهُ كما تبرَّؤُوا ممَّن يَطعَنُ في أبي بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ ومُعاويةَ وعمرو ابن العاص ويشتُمُهُم، وهذه إِشَارةٌ للمُنصِف:
هذا الإمام الحافظ يحيى بن معين (رحمه الله): يقُولُ في أحَدِ الوُلاة: «كانَ رَجُلَ سُوءٍ، وكَانَ يَقَعُ في عَليِّ بن أبي طالبٍ –أي: يَطعنُ عليهِ ويشتُمُهُ-»[«تاريخ دمشق» (16/160)].
كما يقول في رجلٍ آخر: «رَجُلُ سُوءٍ؛ كَانَ يَشتُمُ عُثمانَ» [«تهذيب الكمال» (32/506)] سواءٌ بسواءٍ.
ويقول الإمامُ أبو داود صاحب «السُّنن» (رحمه الله) في أحد الرُّواة: «رَافِضِيٌّ خَبِِيثٌ»، وقالَ مرَّةً: «رَجُلُ سُوءٍ؛ يَشتُمُ أَبَا بَكرٍ وعُمرَ، رجل خَبِيثٌ»[«تاريخ بغداد» (7/137) و«إكمال تهذيب الكمال» (3/51)].
وقالَ مرَّةً: «إنِّي أُبغِضُ (...)» وسَمَّى رجلاً من الرُّواة، وقالَ فِيهِ مرَّةً: «كانَ يَسُبُّ عليًّا»[«إكمال تهذيب الكمال» (2/47)].

(ج) مِن تطاول (سلايميَّة) على الصَّحابَة: تَطاوُلُهُ على الصَّحابي الجليل معاوية (رضي الله عنه):
سُئل الإمام أجمد بن حنبل عن «الَّذي يَشتُمُ مُعاويَةَ: يُصَلَّى خَلْفَهُ؟ قالَ: لاَ، ولاَ كَرَامَة». [«طبقات الحنابلة» لابن أبي يعلى (1/107)].
وقال أيضًا: «ما لَهُم ولِمُعاوِية؟ نسألُ اللهَ العَافِيَة»[السًّنَّة للخلاَّل(2/432)].
وذكر القاضي عياض في «الشِّفا» (2/55): «قال رجلٌ للمُعافى بن عمران: أَين عُمرُ بن عبد العزيز مِن معاويةَ؟ فغَضِبَ، وقالَ: لاَ يُقَاسُ بأَصحابِ النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) أَحَدٌ: مُعاويةُ صَاحِبُهُ وصِهْرُهُ وكَاتِبُهُ وأَمِينُهُ عَلَى وَحيِ اللهِ»اه.
وزاد تطاوله فزعمَ أنَّهُ كان ظالمًا وأنَّ حكومتهُ ظالمةٌ، وإليهِ ما شَهِدَ بهِ العُدُول الثِّقاتُ: روى الخلاَّل في «السّنّة»(رقم: 672) إسنادِهِ عَن أبي إسحاق السّبيعيّ، أنّه ذَكَرَ مُعاويةَ فقالَ: «لَوْ أَدركتُمُوه أو أدركتُم أيَّامَهُ لقُلتُم: كان المهديّ». قلتُ: هذا إسنادٌ صحيحٌ مسلسلٌ بالثّقات مِن رجال «التّقريب».
ويُوضّحُهُ ما رواه الخلاَّلُ –أيضًا- في «السّنّة»(رقم: 667) يإسنادِهِ إلى أبي هريرة المكتب قال: «كنَّا عند الأعمش، فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدلَهُ، فقال الأعمش: فكيفَ لَوْ أدركتُم مُعاويةَ؟ قالوا: في حِلْمِهِ؟ قالَ: لاَ والله، بل في عَدْلِهِ».
وأختمُ بما قالَ الإمامُ الشَّافعيّ (رحمه الله): «لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ».اه بحمدِ اللهِ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.