كشف أمس وكيل الجمهورية بمحكمة ميلة، أن الجثة التي تم العثور عليها، مساء أول أمس، على مستوى حي الكوف وسط مدينة ميلة، تعود للطفل أنيس بن الرجم، مشيرا إلى أن مواصفات الجثة تدل بشكل كبير بأنها للطفل أنيس، مضيفا أن عائلته استطاعت أن تتعرف على اللباس الذي كان يرتديه ابنها. وأفاد وكيل الجمهورية، في ندوة صحفية، نشطها أمس، أن النتائج الأولية كشفت عن التشابه الكبير بين الجثة المكتشفة ومواصفات وملامح الطفل أنيس، سواء من حيث السن والملابس، إلا أن وكيل الجمهورية لم يفصل نهائيا في القضية، وقرر انتظار نتائج تحاليل الحمض النووي، حيث تم أخذ عينات من جثة الضحية لإجراء المعاينة من طرف المخبر المركزي للشرطة بالجزائر العاصمة. وحسب ذات المتحدث، فإن التحقيق مازال مستمرا، حيث إن الجهات المختصة لا تزال تقوم بمسح المكان الذي عثر فيه على الجثة بالاعتماد على عناصر من الشرطة العلمية للمخبر الجهوي بقسنطينة، مؤكدا أن الدليل العلمي لا يزال لم يثبت بعد أن الجثة للطفل أنيس لأن نتائج التحاليل لم تظهر بعد، إلا أن ذات المسؤول أكد أن جثة الضحية لا توجد عليها أي أعمال عنف أو اعتداء أو كسور، داعيا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في المعلومة حفاظا على قرينة البراءة وسرية التحقيق ومشاعر أهل الضحية. وتشير مصادر مطلعة إلى أن اكتشاف الجثة جاء بعد عملية تمشيط للمنطقة تمت مساء أول أمس من طرف أعوان الشرطة. وذلك عقب ورود معلومات تفيد بانبعاث رائحة كريهة بالقرب من جسر مجرى الوادي لمياه الصرف الصحي، على بعد أمتار قليلة من منزل جد الطفل أنيس، الأمر الذي أدخل العائلة في حالة صدمة عنيفة، غير مصدقة بنبإ اكتشاف أنيس جثة هامدة. من جهة أخرى، صرح وكيل الجمهورية بأن تقرير الطبيب الشرعي يفيد بأن الطفل أنيس توفي منذ أكثر من أسبوعين وأقل من شهر، وهي المدة التي تم تحديدها من طرف الطبيب الشرعي، مستبعدا أي فرضية. وقال إذا كان لمقتل أنيس علاقة بعمل إجرامي، فسيتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية لكشف الفاعلين ومعاقبتهم في أقرب الآجال. على صعيد آخر، تفيد مصادر "الشروق اليومي" بأن الجثة وجدت ملقاة على ظهرها ملفوفة داخل كيس من البلاستيك مخصص لجمع الحبوب ويحيط الكيس على بطن الضحية، كما أن ملامح وجه الطفل زالت وأصبحت غير واضحة وتلونت باللون الأسود، نظرا إلى تعفنها. وقد تم العثور على "كلاكيت" بالقرب من جثة الطفل التي وجدت وسط الحجارة داخل المجرى المائي. "الشروق اليومي" تنقلت أمس إلى بيت جد الطفل أنيس وتمكنت بصعوبة بالغة من الوصول إلى المكان الذي عثر فيه على جثة الضحية، وسط الأحراش، كما أن المكان يعتبر منحدرا خطيرا من الصعب جدا السير فيه. وهو يوحي إلى زائره بالخوف والرهبة، وليس من السهل على طفل صغير في عمر أنيس أن يتنقل إليه بمفرده، فيما كشفت مصادر "الشروق" ومواطنون شاركوا في عملية البحث عن الطفل منذ اختفائه يوم 15 سبتمبر أنهم مشطوا المكان آنذاك شبرا شبرا، لكن لم يتم العثور عليه، لتبقى الكثير من نقاط الظل في القضية سيتم الكشف عنها في الأعداد القادمة. وللإشارة، فإن مراسيم تشييع جنازة الطفل أنيس تأجلت إلى اليوم الثلاثاء نظرا إلى عدم استكمال نتائج الفحوصات، فيما أقيم العزاء بمنزل والد الطفل ببلدية شلغوم العيد، وسط توافد شعبي كبير من داخل وخارج الولاية ميلة. كما سجل حضور والد الطفل "ليث" لمواساة العائلة المفجوعة التي أصبحت الآن تعيش ظروفا صعبة للغاية، خصوصا عندما تأجل الدفن إلى اليوم.