اتهم عدد من المنتخبين بالمجلس البلدي لبوزريعة، "المير" بمخالفة قرارات الحكومة، عندما قام باقتناء 10 سيارات وصفوها ب"الفاخرة"، في عز التقشف الذي تشهده البلاد، حيث بلغ ثمن السيارات المقتناة أكثر من 18 مليون دينار، ما أجبر المنتخبين على مراسلة الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبوزريعة لمطالبته بفتح تحقيق في القضية التي رآها رئيس البلدية "لا حدث" على اعتبار أن صفقة اقتناء تلك السيارات أطلقت في 2014 قبل الأزمة ومصالحه لم تطبق إلا مداولة وصفها بالضرورية على اعتبار أن بلديته تملك سيارات قديمة لم تعد تصلح للسير. وحسب شكوى أرسلها المنتخبون إلى الوالي المنتدب لبوزريعة بتاريخ 8/10/2015، تحوز "الشروق" نسخة منها، طالب من خلالها هؤلاء بفتح تحقيق إداري في قيام رئيس البلدية باقتناء 10 سيارات فاخرة في وقت تعاني فيه البلاد من ظروف اقتصادية ومالية صعبة تتطلب شد الأحزمة ومحاربة التبذير، حفاظا على المال العام، تماشيا وتعليمات الوزير الأول في مراسلته الإدارات والمؤسسات العمومية والاقتصادية بشأن التحلي بسلوك صارم في مجال تسيير النفقات والتجهيز مع إعطاء الأولوية للمشاريع التنموية والاحتياجات الأساسية. ووصف المنتخبون، الذين يعتبرون أنفسهم شركاء في عملية التسيير والمراقبة، أن ما قام به "المير" عمل ارتجالي، كونه لم يأخذ مشورة المعارضة بالمجلس، لا سيما أن قيمة السيارات فاقت 18 مليون دينار، في وقت تؤكد فيه برقية ديوان الوزير الأول التي تحمل رقم 1356 الصادرة بتاريخ 1/8/2015 ضرورة تأجيل عمليات اقتناء السيارات الإدارية إلى غاية 2016 في إطار ترشيد النفقات وأخذ الأولويات بعين الاعتبار، تضاف إليها برقية وزارة المالية لتجميد اقتناء السيارات تحت رقم 0004308 كما تطرق المنتخبون إلى إقصاء متنافس لعلامة رغم تقديمه أقل عرض. ولمعرفة أكثر التفاصيل، اتصلنا برئيس بلدية بوزريعة، محمد الأمين كيتوني، الذي أكد أن اقتناء السيارات كان ضرورة ملحة لأنه وجد عجزا بالبلدية عندما اعتلى كرسيها بسبب قدم حظيرة سياراتها بعدما ورث عن المجالس الماضية ما وصفه ب"مقبرة"، متسائلا: هل يعقل أن يعمل رئيس البلدية بسيارته الخاصة أو التنقل على متن شاحنة؟ مضيفا أن المداولة تم إقرارها من طرف 26 عضوا وهم من يقرر إن كان من مصلحة البلدية اقتناؤها أم لا. وفي حالتنا هذه تم إجراء مداولة والمصادقة عليها من طرف المجلس بالأغلبية ليتم إطلاق المناقصة في 2014 أي قبل بداية الأزمة، لاقتناء 9 سيارات إدارية من نوع "كادي" و1 "بولو فولكسفاغن" وبأسعار منخفضة على ما كان معروضا في تلك الفترة. وقال بالحرف الواحد: "لم نشتر السيارات لكي نتجول بها بل لمصلحة البلدية والمرفق العام.. ولا يوجد دفتر شروط لاقتناء "الحمير" لو كان كذلك لفعلناه"!