كشف وزير الدولة السابق "أبو جرة سلطاني"، الثلاثاء، عن ثلاثة فخاخ تجمّد مشروع تعديل الدستور المثير للجدل، وانتقد الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، ما سماه "إخفاء" نتائج مشاورات 2011 التي قادها "عبد القادر بن صالح" آنذاك وشهدت مشاركة 250 حساسية. في حصة "اللعب مفتوح" على إذاعة "الشروق" من تقديم المذيع "يونس صابر شريف"، أوعز "سلطاني" (61 عاما) أنّ تتويج مراجعة القانون الأعلى في البلاد، لا يزال مصطدما بعدم اتفاق المتنفذين حول ثالوث: المادة 74 المتضمنة فتح الفترات الرئاسية أو تقييدها، مسألة استحداث منصب نائب أو نائبين لرئيس الجمهورية، فضلا عن قضية الاستمرار في اعتماد منصب الوزير الأول أو العودة إلى التسمية القديمة "رئيس الحكومة". وركّز "سلطاني" على كون تعديل الدستور في محيط غير مستقر، سينتج دستورا انتقاليا، معلّقا:"نحن كرهنا المراحل الانتقالية"، وردا بشأن سؤال حول الصراع المزعوم بين المخابرات والرئاسة، ردّ كاتب الدولة السابق للصيد البحري (1996 – 1998): "صراع حول ماذا، الرئيس الحالي منتخب، وأي نقاش قادم حول تنظيم انتخابات مسبقة من عدمها، أو مسألة التوقيت وسلم الأولويات، تعديل الدستور ثمّ الانتخابات أو العكس". وتصوّر إبن منطقة تبسة: "إذا كانت هناك جهات بإمكانها منع وعرقلة إنتاج دستور فلتصيغ دستورها، لكن لا أعتقد بصحة ذلك، والخلاف يفرض مشاورة خبراء القانون والناس، لا سيما وأنّ التجميد والتأجيل يفرزان قدرا عارما من الإزعاج والجدل والتفاسير". لم نر نتائج مشاورات بن صالح كشف الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أنّ ثمة عاملين أحدهما داخلي والآخر خارجي ظلاّ "يفرملان" مسار تعديل الدستور منذ 2011، مقحما الجدل الذي لم يهدأ حول الانتصار إلى دستور توافقي أم دستور نخبة. وقال وزير الدولة السابق دون حقيبة:"متفقون على المبادئ الكبرى للدستور، فثمة مواد صمّاء لا تتغير، لكننا ضدّ الجهة الصانعة والجهة المستهلكة، ونرافع للتشاركية في صياغة منظومة الحكم، والتوافق في النقاش". وتابع خليفة "محفوظ نحناح" في 2003:"لم نر إلى حد الآن المضمون الكامل لمشاورات 2011 التي أدارها "عبد القادر بن صالح" وكانت واعدة، تبعا لمشاركة 250 ممثلا لعدة أطياف، لكن بعد ذلك طالبنا بتمكيننا من خلاصة، وهو ما لم يتم، لذا عندما أتت مشاورات "أويحيى" عارضناها لأننا لم نستسغ تغييب محصلة مشاورات بن صالح". سيناريو الأفالان خطير وقائد الأركان أخطأ العنوان اعتبر "سلطاني" صراع حزب جبهة التحرير الوطني شأنا داخليا، وشرح: "الأمر يتعلق بجوانب تنظيمية هيكلية، لكن ثمة شق خارجي، فما حدث ينذر بتداعيات، فما فعله مهندسو مؤتمر الجبهة العاشر، سينعكس على مستقبل الجزائر، ونخشى أن يطال سيناريو الأفالان أحزابا أخرى، لأنّ الجبهة ليست حزبا عاديا". ودفع النائب السابق بأنّ ما حصل في مؤتمر الأفالان لا يثبت وجود صراع بين الرئاسة والمخابرات، فما يهمّ هو "الإخراج الأخير الذي توّج بالسلامات"، وعن تفاعلات الرسالة التي بعث بها الفريق "قايد صالح" إلى "عمار سعداني" الأمين العام للأفالان، أوعز "سلطاني":"فضّلت لو قام رئيس الأركان بتهنئة رئيس الحزب وليس الأمين العام، فشخصيا تلقيت تهنئة الأجهزة الأمنية والعسكرية لدى انتخابي رئيسا لحمس في 2003، وعليه أرى أنّ رئيس الأركان أخطأ في العنوان، وهو ما جعل الانطباع بترجيح كفة على حساب أخرى". لا تعزية لجماعة "بلعياط" امتنع "سلطاني" عن الدفع بخسارة جماعة "عبد الرحمان بلعياط" في موقعة القاعة البيضاوية، وقدّر:" في السياسة كالرياضة، هناك رابح وخاسر، وموسم الربح والخسارة طويل، ودوام الحال من المحال، فقط استخدام الآليات الممكنة والأمور دول بين الناس، لذا أرفض تعزية جماعة "بلعياط". سلال "صديقي" ومقري "أخي" عارض "سلطاني" القائلين بأنّ جبهة التحرير لا تقود الحكومة حاليا، واستدلّ بكون الوزير الأول "عبد المالك سلال" من حزب الغالبية، منوّها بأنّ "سلال" كان مناضلا بقسمة الأفالان في قسنطينة وغداة تدشين عهد التعددية الحزبية، تخندق في الإدارة وعودته إلى الأفالان ليست مستغربة، على حد تعبيره. وحرص "سلطاني" على الإشادة ب"سلال"، مبرزا: "هو رجل طيب وتربطني به صداقة تمتد إلى 40 سنة، وأذكر أني انتقدته غداة توليه قطاع الشباب والرياضة، فردّ علي أنا مستعدّ لخدمة الجزائر في أي مكان". وعن تعاطيه مع سلال، أوضح:"الصداقة شيئ، والمواقف السياسية شيئ آخر، فعبد الرزاق مقري أخي وعبد المالك سلال صديقي، ويستحيل مصادرة المشاعر والمواقف". الشرّ لا يمحُ خير "الخليفة" وفي استعادته لشهادته في محاكمات "الخليفة"، استطرد "سلطاني": "في المبدأ، يفرض العرف القانوني أنّ من يدلي بشهادته لا يحق له إطلاق أقوال إضافية إلاّ بعد صدور الحكم، لكني أجدّد ما صرحت به أمام القاضي، حيث ما زلت مقتنعا بأنّ الخليفة قدّم خدمة للجزائر وساهم في حلّ مشكلة النقل، والشرّ لا يمحُ الخير، ففي تبسة كانت هناك رحلة واحدة، فلما أتى الخليفة تحوّل العدد إلى سبع، فلنقل إلى المحسن أحسنت وإلى المسيئ أسأت"(..). في حمس .. لا مجال للبذاءة وتحطيم الكراسي نفى الرئيس السابق لحمس، وجود أي أزمة في الأخيرة، مشددا: "هناك رئيس منتخب وخط سياسي مختار، ربما نبحث تغيير الخطاب، لكن كقيادة ليس هناك مشكل، ونحن نتواجد في كتلة المعارضة حتى تتغير الأمور. وفي إحالة على ما تشهده تشكيلات أخرى، سجّل "سلطاني":"حركتنا لها بعد إسلامي، وفي أدبياتنا لا مجال للتشخيص، فممكن نرفع الصوت على بعضنا، لكن لا مجال للبذاءة أو تحطيم الكراسي". وفي تفسيره لما يُراج عن خلافات مستعرة في حركة مجتمع السلم، ألّح الرجل: "الجزائريون لم يتعودّوا على النقاش المفتوح، لذا يتحدثون عن التململ وتوابعه، في حمس لدينا ثقافة النقاش والالتزام بالقرارات، وحين استجبت لدعوة الأفافاس قبل أشهر كان ذلك كشخصية وطنية، ولم تكن الحركة اتخذت أي قرار حينها. ربطت الاستوزار بشروط وبوتفليقة اتصل بي أكّد "سلطاني" صحة الأنباء التي تحدثت عن تداول إسمه في التغيير الحكومي الأخير، وذكر:"قلت آنذاك، إني مستعد للمشاركة شريطة قيام حكومة وفاق أو إنقاذ وطني". وبشأن الظروف التي جرى فيها تعيينه وزيرا في ربيع 2005، ردّد "سلطاني": "حينذاك اتصل بي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هاتفيا وعرض عليّ الاستوزار"، ولم يُبد "الشيخ" حرجا من حكاية الهاتف، حيث علّق:"الهاتف موجود في التعيينات الحكومية، لكن في حالة وزير الدولة دون حقيبة اتصل بي بوتفليقة". الوزير لا يفكر في البصل والخبز والوقود في مقارنته لوضعه كوزير سابق ومواطن عاد، لفت "سلطاني" إلى أنّه لم يبال حين سُحبت منه الوزارة، ولاحظ: "أي وزير يستعيد رصيده أيام كان مواطنا عاديا، ولكوني بقيت محظيا بحب واحترام الناس، لم أشعر أبدا بالعزلة"، وعن الامتيازات الممنوحة، ذهب مسؤول قطاع العمل والضمان الاجتماعي في مطلع الألفية الثالثة: "الوزير لا يفكر في البصل والخبز والوقود، يعفى من القفة ليتفرغ إلى المخبر، فماذا لو أنّ باحثا أتت زوجته لتنبئه بانتفاء البصل والبطاطا، كيف سيبحث؟ وعن قابليته لتقلد منصب حكومي حاليا أو مستقبلا، استبعد "سلطاني" الأمر رأسا: "قدّمت الكثير في وزارتي، لكني الآن أحتاج الآن إلى الراحة، ثمّ أنّ الاستوزار قيّد حرياتي". الرئيس مدعو للكتابة جزم "سلطاني" أنّ لا أحد في الجزائر يحوز مذكرات مثل الرئيس "بوتفليقة" الذي تنقّل من 1956 إلى 2015 عبر مختلف هرميات المسؤولية، لذا "على بوتفليقة أن يدوّن ما مرّ به على مدار 59 عاما، وكان عليه في 2014 أن يعتذر عن الاستمرار، ليكتب مذكراته". وأكّد "سلطاني" أنّ "بوتفليقة" متديّن، وله قدرة عجيبة على الاستماع والاستيعاب، ويحرص على احترام الناس، عدا مرتين أو ثلاثة انفعل فيها على الوزراء". جرى تأليب بوتفليقة ضدّي استرجع "سلطاني" ذكرى طيبة مع بوتفليقة، وحكى: "وقفت معه أمام قبر "سالفادور أليندي" في ماي 2005، حيث طلب مني قراءة الفاتحة فرفضت لأنّ أليندي غير مسلم، وهو ما أثار استغرابه واكتفينا بدقيقة صمت، واستوضحني ليلا فقلت له "القرآن أنزل على المؤمنين لا الكافرين"، فردّ: "نحن نحضرّك لوزارة الخارجية وأنت ما زلت في يجوز ولا يجوز". وبجانب استعادته ذكرى موت والده بالتزامن مع بدء موكب زفاف شقيقه وآذان العصر، تناول أول ضيوف "اللعب مفتوح"، واقعة انتقاده من طرف بوتفليقة في 26 ديسمبر 2006 على خلفية إطلاق مبادرة "فساد قف" من لدن زعيم حمس السابق: "الرئيس غضب على المباشر في خطاب برسم ندوة الولاة، وقال من له ملفات فليطرحها، لاحقا فهمت الموقف وأدركت تضايق الرئيس لأنّه جرى تأليبه ضدي وقيل له إنّ سلطاني يودّ إشعال شرارة الإرهاب عبر الفساد". لا ينبغي للحريات أن تصدم الرأي العام في تعليقه على حادثة الفتاة التي مُنعت من دخول جامعة الجزائر بسبب "تنورة"، صمّم "سلطاني" على أنّه مع الحريات الشخصية، لكن بحدود وآداب وعدم صدم الذوق العام، ومضى: "لنمنح هيبة للمسمى، المكان حرم جامعي والأمر يتعلق بطالبة مارست حريتها الشخصية بأذى، فالتنورة تستفز وتهين من ترتديها وأيضا أهلها، وحوّلت صاحبتها إلى عارضة أزياء بدل طالبة، هنا أقول لا للإجبار، لكن لا لخدش الذوق العام، فلما كنا ندرس ثمّ درّسنا وبعدها أدرنا الجامعة، كنا نسمي الأخيرة الحرم، وكانت قوات مكافحة الشغب تتحاشى تعدّي البوابات، فما معنى الدخول بلباس معين إلى هذا الحرم اليوم؟". واتكأ الامام السابق في قسنطينة على أنّ الأمر لا يتعلق بالقانون الموجّه لردع المنحرفين، بل برفض مجتمعي للأشكال الفاقعة، موقنا أنّ: "الذوق العام لا يتغير لأنّ الفطرة ترفض التطرف وتنبذ من يعيشون على الهامش، والديمقراطية لعبة لها حدود وهي مؤطرة في الغرب، خلافا لبلد لا أفهم فيه بناء فيلات فارهة بأربعين مليار لكنها محاطة بالأشواك بدل الورود والأعشاب ! "بوجدرة" تجاوز "إبليس"! اعتبر "سلطاني" أنّ "التموقع في الدين أو الكفر في الحالتين ليس بالأمر السوّي، والأصح للروائي رشيد بوجدرة أن يقول في سطر واحد ما هو معتقده وكفى"، ولم يخف "سلطاني" صدمته: "فوجئت بكلامه عن نفيه وجود شيئ بعد الموت، إبليس اعترف بكل شيئ لكنه كان عنصريا بقوله "أنا خير من آدم"، فكيف ببوجدرة أن يفتخر بإلحاده، بعدما أعطاه الله مرحلة رفع القلم ولم يسجل، فاختار الإلحاد، وعليه لا يجدر أن يُدفن في مقابر المسلمين، ما دام قال بعظمة لسانه أنّه ملحد، ومع ذلك أرمي له عجلة إنقاذ وأقول ربما كان يتحدث عن الإلحاد الفلسفي". وبلهجة مشككّة، رأى "سلطاني": "نحن لم نطلع على ما بقلب بوجدرة ونتمنى له الهداية، وأطالب بمناقشة الإلحاد عقائديا ومستعد لمواجهة بوجدرة فلسفيا، مثلما أتمنى أن يعود ويقول: كنت أمزح". قال "سلطاني": كنت أملك هاتف الرئيس لكن حاليا لا. لا أسمع الموسيقى لذاتها، والأغنية إذا كانت تمجّد البطولة والخير، فلا أجد مانعا أسهل طريق لتصبح وزيرا، أن تملك مؤهلات وحظوظا وأقدارا أفرّق بين الرأي والقرار بوجدرة قال إنّه يرغب في الحجّ معي قبل أن ينقلب إلى بوذي! أصعب موقف في حياتي، فكّ الارتباط في التحالف الرئاسي سنة 2011 لو أنّ التجمع الوطني الديمقراطي أذن بالذهاب إلى الشراكة السياسية لما خرجنا لو مكثت حمس في التحالف، لما حدثت الانهيارات الحالية قلنا: إما أن نجدد وإما أن نبدد، فاختاروا التبديد هم لم يخدموا بنا، نحن خدمنا بلدنا في ظروف صعبة سعيت لتحقيق حلم نحناح بالارتقاء من ائتلاف إلى تحالف أشتاق إلى مدرسة نحناح في توازنه، حكمته، إخلاصه، حرصه نحناح كانت له قدرة عجيبة على اكتشاف الرجال، أتى إلى قسنطينة ليزور رجلا كان سجينا برفقته في سجن الشلف، وجرى دعوتي فكانت الصورة في مخيالي أقل مما رأيته. نحناح عارض انضمامنا إليه خشية علينا وقال ابقوا مرابطين على الثغور حتى أستدعيكم، وهو ما كان عام 1991. أنا لم أنشق وبقيت وفيا لست مشاغبا، بل أحرص على مناقشة الآراء لا القرارات منع المايوه الإسلامي مؤشر على ضيق أفق العلمانيين النصرانية واليهودية استخدام سياسوي لزعزعة الاستقرار ليس هناك أقليات في الجزائر أعتز بكوني أستاذا ناجحا وعادلا، وأفتخر بتمضية ربع قرن في التعليم أدعو لطلبة البكالوريا إلى عدم التأثر بما حدث أيها التجار ربي يهديكم، ولا تجعلوا رمضان فرصة لإضاعة الحسنات لدي تقاعدي فقط وأدعو الجميع لنيل عدا ذلك ما زلت أقطن في نادي الصنوبر لأني لست أملك سكنا في حي شعبي لست مليارديرا وليست لدي شركات في دبي رهنت منزلي عندما مرض ولدي لست مهتما بإيداع ملف في عدل النضال الطويل النفس وخدمة الوطن والبعد عن التشنج جواز بلوغ السلطة لا لفصل الدين عن الدولة والدستور يقولها بوضوح "الإسلام دين الدولة". يمكنكم الإستماع إلى الحصة كاملة عبر هذا الرابط https://soundcloud.com/radioechorouk/laab-meftouh-aboujerra-soltani