لم يجد عشرات المرضى وذويهم في ولاية الوادي، من مفر أمام الندرة المسجلة في بعض الأدوية الضرورية على مستوى صيدليات الولاية والولايات المجاورة هذه الأيام، سوى التنقل بأنفسهم إلى الجمهورية التونسية بحكم قرب المسافة منها أو تكليف أصحاب سيارات "الفرود" والأجرة والمهربين من الجزائريين أو التونسيين بجلبها من هناك. وأوضح عدد من المواطنين للشروق أنهم يقصدون مدن توزر، نفطه وقبلي وقفصة التونسية بغرض شراء الأدوية لذويهم من صيدليتها بعد الندرة الملحوظة والمسجلة في عدد من الأدوية الضرورية كمراهم العيون وبعض الأدوية المطلوبة من طرف أطباء النساء والتوليد، بالإضافة إلى بعض أدوية مرض الربو والليشمانيوز الجلدي، سوءا في صيدليات الولاية أو حتى صيدليات الولايات القريبة كورقلة أو بسكرة أنهم يشترونها من تونس بأسعار باهظة، لكنها تبقى مقبولة مقارنة بتلك المعروضة به على مستوى السوق السوداء، التي يعرضها بزناسة الأدوية الجزائريين أو حتى التونسيين الذين اقتحموا هم بدورهم تهريب الأدوية بحكم عوامل عدة، منها سهولة إخفائه على حواجز الأمن أو الجمارك، بالإضافة إلى هامش الربح المقبول الذي يتحصل عليه في نشاط تهريب الأدوية. وأشار عدد من الصيادلة بأن ندرة حقيقية يشهدها نحو ستين نوعا من الدواء، وذلك منذ أشهر عديدة، وأفادوا في هذا الصدد بعدم توفر أدوية مهمة خاصة بأمراض الربو والليشمانيوز وتساقط الشعر والبرص والحقن والمضادات الحيوية الموجهة للعلاج من الالتهابات وأمراض النساء والتوليد وأمراض الحساسية، بل إن الندرة شملت حتى الحفاظات الموجهة للبالغين، والتي لم يجد المواطنون من مناص سوى جلبها من تونس، وأدت ندرة الأدوية إلى درجة برزت فيه سوق موازية للأدوية موقعا خاصا يعرفه المعنيون به من صيادلة أو حتى المرضى وذويهم، ويعرض عدد مهم من المتاجرين بالأدوية المهربة من تونس "سلعهم "على طاولات على الأرض أو يحملون حقائب أو أكياس ويتجولون بها في السوق وينادون على أهم الأدوية المقصودة والمفقودة ليقبل المحتاجون إليها على شرائها. وقال عدد من الصيادلة في هذا الشأن إن بعض التجار الغير شرعيين للأدوية من الجزائريين أو حتى التونسيين يطلبون منهم إعلامهم بالأدوية المفقودة من الصيدليات بغرض جلبها من تونس، وأضافوا بأنه ما أثار استغرابهم في قضية الأدوية المهربة هي توفر عدد من أدوية شركة "صيدال" الوطنية لدى البزناسة، في حين أنهم لم يتمكنوا من الحصول عليها رغم الكثير من الطلبيات التي تقدموا بها لدى فروع الشركة المذكورة للحصول عليها، غير أنهم شددوا في نفس الوقت أنه لا مفر أمام ندرة عدد من الأدوية الضرورية سوى الاستعانة بخدمات المهربين من أجل إنقاذ حياة عدد كبير من الأشخاص التي ترتبط حياتهم بوجود الأدوية.