مقاولات ومؤسّسات إنجاز "تهجر" ورشات مشاريع السكن!

بسبب عدم تلقيها المستحقات المالية

تسجل ورشات السكن في مختلف الصيغ على غرار الترقوي العمومي وعدل والتساهمي تأخرا وتذبذبا في الإنجاز، وتوقفا لبعض الورشات بسبب انعدام الموارد المالية وعدم حصول العديد منها على المستحقات المالية، ما جعل الكثير من المقاولات تقوم بتسريح العمال ومغادرتها...
"الشروق" تجوّلت ببعض الورشات بالعاصمة، خاصة المتعلقة ببرنامج البيع بالإيجار، والتساهمي.. وجهتنا الأولى كانت بلدية أولاد فايت وتحديدا حي البلاطو الذي يضم الآلاف من الوحدات السكنية قيد الإنجاز، إلا أن نسبة تقدم الأشغال فيها بقيت تسجل تذبذبا كبيرا، ففي الوقت الذي قاربت الأشغال بالورشات التي أوكلت إلى المؤسسة التركية على النهاية ومنها ما تم توزيعه في الشهر الماضي، إلا أن عديد الورشات ما تزال تترنح وتسجل تأخرا كبيرا بفعل نقص اليد العاملة وتقليص عدد العمال، وهو ما أثر على سرعة الإنجاز.

ورشات خالية من العمال وأخرى مهجورة
.. الساعة كانت تشير إلى منتصف النهار، حينما وصلنا إلى موقع البلاطو المجزأ إلى ثلاثة أقسام، ومنحت مؤسسة تركية جزءا من مسؤولية إنجاز السكنات، فيما يتواجد الجزء الثاني على وشك الانتهاء، أما الجزء الثالث فتشرف عليه شركة كوسيدار، وهذا المشروع انطلق مؤخرا في عملية دهن الواجهة الخارجية والأشغال النهائية بداخل الشقق والعمارات.. لاحظنا نقصا في اليد العاملة المجندة لهذا المشروع، لاسيما أن كل مشروع سكني يتطلب عددا معتبرا من العمال من أجل الانتهاء منه في آجال وجيزة.
اقتربنا من عدد من العمال من أجل الاستفسار عن وضعية الورشات السكنية، فأجابونا أن وتيرة إنجاز المشاريع تراجعات مقارنة بالنحو الذي كانت عليه، حيث تقلص عدد العمال وهم يحاولون إتمامها، وسألنا عن سبب التذبذب في الوتيرة فأجابونا قائلين: إن البعض يتحدث عن تأخر في صرف مستحقات الشركة وهو ما انعكس على المشروع.
.. غير بعيد عن مشروع "عدل" الذي تشرف عليه مؤسسة كوسيدار يوجد مشروع آخر تشرف عليه مؤسسة بناء عمومية أخرى تدعى "دي أن سي"، عمارات غير مكتملة وأخرى لم تستكمل عملية إنجاز الطوابق.. ورشة مهجورة وعمال غائبون، هي حال المشروع الذي تشرف عليه هذه الشركة، ولفت انتباهنا أن نسبة إنجاز الأشغال بهذا الموقع لم تتجاوز 40 بالمائة، ونحن بصدد مغارة المكان لنصادف أحد المواطنين القاطنين بمحاذاة المنطقة استوقفناه لنسأله عن وضعية هذه الورشة، فأجابنا قائلا: "لقد توقفت هذه الورشة منذ أكثر من 20 يوما، وحسب ما يدور من أحاديث، فإن سبب توقف الأشغال يعود إلى متاعب مالية تعاني منها المؤسسة جراء عدم تلقيها مستحقاتها، ما جعل العمال يهجرون المشروع بصفة نهائية".

تذبذب في المشاريع وتأخر ملفت في بعض المشاريع
غادرنا مشروع سكنات حي بلاطو في أولاد فايت باتجاه موقع عين المالحة، حيث لاحظنا أن الجزء الثاني من المشروع ما يزال يبارح مكانه، حيث تسير الأشغال بوتيرة متباطئة ولم نلمح أي تقدم في الأشغال مقارنة بما كانت عليه الورشة قبل 10 أشهر، واعتبر البعض ممن تحدثنا إليهم أن الكثير من المؤسسات المناولة توقفت عن العمل بسبب عدم تلقيها مستحقاتها، وهو ما سيؤثر حتما على مدة تسليم المشاريع.
ولم يقتصر الوضع على مشاريع الوكالة بالعاصمة، حيث تسجل العديد من الولايات-حسب مراسلي "الشروق"، توقفات في المشاريع السكنية في صيغة البيع بالإيجار على غرار مشاريع عدل ببومرداس التي لم تصل بعد نسبة 70 بالمائة على الرغم من إعادة بعثها في 2013، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على مشروع عدل بتيزي وزو، وكذا مشاريع ولاية البويرة.
ويشتكي مكتتبو عدل بمعسكر من عدم التزام المقاولات باستعمال وتسريع وتيرة المشاريع، واعتمادها على عدد قليل من العمال، ما جعلها تراوح مكانها حيث على الرغم من مرور أربع سنوات على انطلاقتها إلا أنها تسجل تأخرا كبيرا، في وقت تم تدعيم ورشات أخرى بعمال جدد جعلت الورشات بها تنتعش.