يتفنن المحتالون بولاية سطيف، في تسويق مادة الفريك المغشوش، ومختلف أنواع التوابل الملغمة، والتي يتم تسويقها على أوسع نطاق خلال شهر رمضان الفضيل ليس في الأسواق الشعبية والأسبوعية فقط، وإنما حتى في المحلات في قلب الأحياء الراقية. فسوق التوابل التي لها جذورها بولاية سطيف اشتهرت وطنيا بتسويق مختلف المواد التي ينتعش بها القِدر في شهر رمضان، ومع التوافد الهائل للزبائن من كل مناطق الوطن، لاقتناء مختلف أنواع التوابل، هناك فئة من المحتالين تستغل الوضع لتسريب العديد من المواد المغشوشة وفي مقدمتها مادة الفريك التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان، فلا يتردد هؤلاء في الترويج لنوعية مغشوشة تحضر من القمح العادي الذي يُطحن وتضاف له مادة ملونة تستعمل في تلوين البلاط، فيبدو الفريك أخضر اللون يسيل لعاب الصائمين، ويلقى إقبالا كبيرا، لكن بمجرد أن يتم غسله تنكشف الحقيقة ويظهر الملون السام الذي يستعمله البناؤون في تلوين البلاط.
شربة بمواد البناء بدل التوابل عوض أن يتناول المستهلك شربة الفريك يضع في معدته كمية من مواد البناء التي توشك أن تمزق أمعاءه، وقد تمكنت مصالح الأمن بولاية سطيف منذ أيام قليلة من حجز 4 قناطير من الفريك المغشوش، كانت موجهة للتسويق خلال هذا الشهر الفضيل، اتضح بأنها ممزوجة بمواد بناء خطيرة على المستهلك، كما تم في نفس العملية حجز 17 كلغ من التوابل المغشوشة، وهي المواد التي تستغل من طرف عصابات مختصة تقوم بتصنيع مواد سامة لا تصلح للاستهلاك البشري، فتبدو في الظاهر بهارات للطهي، لكن في الواقع هي مزيج لمواد البناء، كما هو الحال مع الفلفل الأحمر يصنع من مزيج به مادة الآجر، التي يتم طحنها وتحويلها إلى حبيبات دقيقة يقوم المختصون في هذا الغش العلمي بجمع بقايا الآجر والقرميد من ورشات البناء وبعد طحنها تمزج بكمية من الفلفل الأحمر وتعرض للتسويق، وأما الفلفل الأسود، فيمزج بنواة الزيتون التي يتم طحنها وتستغل للزيادة في كميات ووزن هذه المادة المصنفة من التوابل الغالية الثمن، كما تم اكتشاف مادة النشارة الخشبية في مختلف أنواsع التوابل كالفلفل الأبيض وغيره من التوابل. بعض المحتالين يستهدفون مادة الزبيب التي تعرف إقبالا هي الأخرى في شهر رمضان، فيتم التركيز على كميات كبيرة تجاوزت مدة الصلاحية والتي كانت تسوّق في سنوات ماضية، فتشترى بثمن بخس ويتم تغيير تاريخ الإنتاج وتضاف مادة الزيت للزبيب حتى يتغير لونه ويبدو جديدا في نظر الزبون، وقد كشفت مصالح محاربة الغش العشرات من الأكياس المغشوشة من الزبيب لدى تاجر في حي طنجة، وهي عادة أضحت معروفة لدى بعض العصابات المختصة في تلغيم التوابل ذات الاستهلاك الواسع خاصة في الشهر الفضيل.