يواجه أطفال التوحد في سن التمدرس ببلادنا وضعا عصيبا للغاية، بعد أن أوصدت العديد من الأقسام الخاصة أبوابها في وجههم في انتظار غلق البقية الأخرى شهر ديسمبر على أكثر تقدير، بسبب عدم تجديد عقود ما قبل التشغيل للمدرسين المشرفين على هذه الأقسام وهم مختصون نفسانيون، الأمر الذي يأسف له الأولياء والجمعيات المختصة، حيث طالبوا بتحمّل وزارة التربية الوطنية مسؤوليتها لتعليم هذه الفئة وإيجاد التكفل التام لتعليمهم في ظروف جيّدة. وكشفت والي ليلى رئيسة الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد بالجزائر عن غلق العديد من الأقسام المخصصة لتمدرس هذه الفئة على مستوى المؤسسات التربوية خلال الموسم الجاري بسبب عدم تجديد عقود ما قبل التشغيل للمدرسين المشرفين على العملية التربوية. وتوقعت والي غلق المزيد من الأقسام مع اقتراب نهاية السنة الجارية بسبب انتهاء بقية العقود. وحسب تصريحات والي، فإن وزارة التضامن الوطني التي وقعت اتفاقية مع وزارة التربية للتكفل بتدريس أطفال التوحد في أقسام خاصة على مستوى المدارس منذ 2016 لم تجدد عقود كثير من الشباب العاملين في تلك الأقسام وذلك منذ السنة الدراسة 2016-2017 وكذا في السنة الدراسية الجارية 2017-2018. وأضافت والي "قبلنا هذا الوضع في البداية على أمل تغييره وكنا نتوقّع إدماج هؤلاء الشباب مع مرور الوقت في مناصب دائمة، لكن المفاجأة كانت صادمة". وتستقبل الجمعية هذه الأيام مئات الاتصالات لأولياء فجعوا بغلق مدارس أبنائهم وعدم إيجاد البدائل، علما أن الجمعية تفتح بعض الأقسام، لكنها تظل غير كافية لاستيعاب جميع الطلبات. وأمام هذه الوضعية راسلت الجمعية وكثير من الأولياء وزارة التضامن الوطني للتدخل وإقرار حلول عاجلة تنقذ أبناءهم من تقهقر وضعيتهم الصحية ومستواهم التعليمي ولم يكن منها سوى الرد بأن الأمر مسألة وقت لا أكثر. ودعت الجمعية وزارة التربية إلى التدخل وتحمّل مسؤولياتها للتكفل بتعليم هذه الفئة مثلما تتكفل بتسعة ملايين تلميذ الباقين، متسائلة كيف لوزارة التربية أن تتكفل بتسعة ملايين تلميذ وتقصي هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وطرحت ممثلة مرضى التوحد إشكالية فرار الطاقات البشرية المكونة والمؤهلة والتي خضعت لتدريب من قبل الجمعية وذلك بسبب انعدام المحفزات المادية وهو ما يعيق تقدم الأداء التربوي، لاسيما وان المشرفين على هذه الأقسام من المختصين النفسانيين يفتقدون للبيداغوجيا. واستعرضت والي تجارب عديدة ناجحة لتلاميذ درسوا في تلك الأقسام واستطاعوا تحصيل معدلات عالية ناهزت ال9 من 10، آملة في أن يحظى البقية بتكفل مماثل يجنبهم مزيدا من التعقيدات النفسية والصحية ويساعدهم على الاندماج في المجتمع.