شدّد أبو جرة سلطاني على أنّ "واقع البلاد اليوم حسّاس، وهو بحاجة إلى تهدئة وتطمين وكفّ أذى اليد واللسان وتجميد مهاترات بعض الأقلام في الصحافة والإعلام وكثير من التّحاليل الفالتة عن الواقع في الفضائيات، وكثير من التّغريد خارج السّرب في الفضاء الأزرق". وفي مقال مطوّل نشره على صفحته السبت بموقع "الفايسبوك"، قال زعيم حمس السابق، إنه يجب تجاوز النقاط السوداء في كل ما قيل، وإدراجه في خانة "زلّة لسان"، ربّما في إشارة إلى تصريح الوزير الأول أحمد أويحيى تحت قبة زيغود يوسف في حق "مدرسة الشيخ نحناح"، كما كتب سلطاني "أنّ واجب الوقت يفرض عليّ التذكير بأنّ الحركة التي قدّمت زهاء 500 شهيد من خيرة أبنائها، ثمنا لإيقاف تدفّق دماء أبناء الجزائر في المأساة الوطنيّة، لا يكثر عليها أن تدوس على جراحاتها وتقدّم مثل هذا العدد من كوادرها وخبرائها وصفوة رجالها لنجدة وطن غال عزيز، يمدّ يده اليوم لخزّان الخبراء والشركاء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والصناعيين ورجال المال والأعمال، للتعاون على اجتياز خضخضة مليئة بالطّمي والأوحال الذي يخفي تحت ركامه أطماعا داخليّة وتربّصا خارجيّا لكثير ممن يتقنون فنّ الصيد في المياه العكرة". وأضاف وزير الدولة سابقا "إننا مطالبون جميعا برصّ الصفّ وتمتين الجبهة الدّاخليّة..( ).. فإذا لم نستوعب دروس التاريخ فلن ينفع المعارضة تمسّكها بورقة التشفّي في من بدّدوا ألف مليار دولار في زمن البحبوحة!! كما لا ينفع السلطة اللعب على وتر الفرز السياسي بالقول: من ليس معنا فهو ضدّنا". أبو جرة انتقد التصريحات العشوائية من السياسيين والمسؤولين على السواء، وعقّب قائلا "فقد كثرت في جزائرنا زلاّت اللسان، وأوشكنا أنْ نعود إلى مقاعد سنة أولى سياسة، لنتسلّى بقراءة خرافة النّملة والصّرصور، التي لا علاقة لها بالسياسة ولا بالكيّاسة". وفيما يبدو أنه نصائح مبطّنة لقيادة حمس ونوابها، راح أبو جرة سلطاني يستعين بفقه الوعظ والإرشاد، داعيًا إلى الابتعاد عن مواقع الصّدام اللفظي والمادّي والمعنوي، وتجنّب سياسة محاكمة النوايا حتّى لا يذهب المحسن بجريرة المسيء. وفي هذا السياق، أكد سلطاني على تجنّب "النّابي من الألفاظ ، لتأليف القلوب وكسب ثقة المنافس؛ بالبحث عن القواسم المشتركة بغية طمأنة الآخر ودعوته إلى التعايش السلمي كأبناء وطن واحد، وذلك بانتقاء الألفاظ المناسبة والتركيز على المتفق عليه وتأجيل المختلف فيه، حتّى يدرك السامع أنك جامع للرّأي، موحّد للجهد، باحث عن الكفاءات، مطفئ للنّيران التي يبحث غيرك عن تأجيجها". كما حثّ الرجل الطبقة السياسية على "هدنة سياسيّة" تكسب فيها المجموعة الوطنيّة كلها المزيد من الوقت والجهد والثقة، لكن سلطاني أشار كذلك إلى حق الأحزاب في ما وصفه ب"التمايز والفرز السياسي في الفكرة والخطّ والخطّة والخطاب والتوجّه وفي الخيارات الكبرى".