ترصد رواية "العثمانية" للكاتب الشاب الطيب صياد قصة مثيرة تدور حول حياة مخطوطة أندلسية ألفها الإمام عبد الرحمان بقي بن مخلد القرطبي (817-889) في القرن الثالث للهجرة، لكنّها ضاعت ويجري البحث عنها حاليا بين ثلاث بلدان. وقال الطيب صياد في تصريح ل"الشروق" أنّ روايته "العثمانية" الصادرة مؤخرا عن منشورات" الجزائر تقرأ" تدور حول مخطوطة أندلسية ألفت منذ عدّة قرون ولكن تعود إلى الواجهة في وقتنا الراهن من خلال البحث عنها من قبل مهتمين ومهربي الآثار وتجار التحف القديمة. وأضاف الطيب صياد أنّ المخطوطة الأندلسية كانت موجودة وحقيقية وتم تداولها حتى حدود القرن ال8 للهجرة ولكن اختفت ولا أثر لها، بل لم يستطع العلماء والمحققون من العثور عليها إلى غاية وقتنا الراهن. وأشار المتحدث أنّ المخطوطة تم تأليفها في قرطبة (جنوب إسبانيا) وتعكس قصتها تداخل الأبعاد الثقافي والتاريخية والسياسية بناءا على شخوص الرواية ووظيفتهم وخلفياتهم وأهدافهم. ولفت صيّاد أنّ أحداث العمل تجري في العام 2011 بالتزامن مع ثورات الربيع العربي التي ألهبت المنطقة العربية وخلفت مآسي وفوضى على جميع الأصعدة، إذ مست شرارتها الآثار والتراث العربي الإسلامي من خلال النهب والسرقة خاصة بسوريا والعراق وتونس، لذلك جاءت فكرة الكتابة عن قضايا تهريب المخطوطات النادرة والقطع الأثرية من طرف عصابات معينة مدعمة من قبل حكومات غربية في "العثمانية". وأوضح أنّ العمل كتب سنة 2012 بعد المرور على عمليات البحث والتعديل والحصول على معلومات أكثر وأوفر وذلك بغية تقديم عمل جيد للقارئ الجزائري والعربي بصفة عامة.ذ وأبطال الرواية الذين يتصارعون من أجل العثور على المخطوطة هم الجزائرية آسيا قرمزلي دكتورة في التاريخ ومهتمة بجمع المخطوطات، تلتقي مواطنها سفيان شاب ينحدر من بوسعادة وتقوده الظروف إلى العاصمة، وروبرت لانغدون أمريكي عائد العائد من سوريا إلى الجزائر بحثا عن المخطوطة، والطاهر اوكغلو تاجر تركي في مجال المخطوطات والتحف وصديق آسيا قرمزلي يسعى لاقتناء المخطوطة ويبيعها لروبرت لانغدون. وفي الوقت الذي يبحثون عنه عن المخطوطة، عثر عليها عبد الحفيظ القاسمي إمام مسجد النخلة ببوسعادة وقام بإخفائها في منزله.