برعاية والي برج بوعريريج.. ندوة حول إسهامات المرأة في النضال إبّان الثورة نظمت بولاية برج بوعريريج ندوة وطنية بعنوان: دور المرأة البرايجية وإسهامها في الحركة الوطنية والثورة التحريرية في المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية محمد بوسام وذلك برعاية والي برج بوعريريج السيد كمال نويصر وبالتنسيق مع مديرية المجاهدين والمجلس البلدي بالولاية وكذا مخبر التاريخ المحلي والذاكرة الجماعية والمقاربات الجديدة بجامعة البويرة وقد عرف هذا اللقاء مشاركة واسعة لعدد من الأساتذة والباحثين في هذا المجال قدموا من خلالها مداخلات ثرية ضمن جلسات حضورية تناولت في مجملها الهدف الرئيس من هذا الملتقى والمتمثل في إبراز الدور الفعال للمرأة وإسهامها في صنع تاريخ مشرف للثورة الجزائرية كما سلطت الضوء على حضورها المميز في ميدان الكفاح ضد الاستدمار الفرنسي إبان تلك الحقبة. واعتبر المشاركون هذه الندوة فرصة سانحة لاستحضار سيرة المجاهدة والمربية شامة بوفجي باعتبارها رمزا من رموز الكفاح والبطولة في الجزائر ونموذجا حيا للمرأة المناضلة التي ساندت إخوانها في مواجهة الاستدمار الفرنسي. وبهذه المناسبة تم عرض فيلم وثائقي لملحمات هذه الشخصية وتكريم عائلتها التي أشادت بفخرها واعتزازها لما صنعته شامة بوقجي من أمجاد بات يُضرب بها المثل اليوم. وفي السياق نفسه قدم البروفيسور أحمد عبدلي من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة محاضرة بعنوان: الأقلام النسوية بالصحافة الجزائرية خلال الحقبة الاستدمارية تناول فيها ظهور الصحافة النسوية بالجزائر خاصة في الجانبين: الثقافي والسياسي لظهور الصحافة في الجزائر مبينا تأثير تلك الأفكار التي لطالما دافعت عن حقوق المرأة في الجزائر والعالم العربي عن طريق جملة من العناوين الصحفية. كما تطرق أيضا إلى الصحافة النسائية الإسلامية التي كان لها هي الأخرى دورها البارز في الدفاع عن حقوق المرأة لكن وفق مضامين مغايرة تعتمد على المرجعية الأخلاقية والقيمية التي تتناسق مع الشريعة الإسلامية. وأشار كذلك إلى جملة من العوامل التي أثرت على النشاط الصحفي بشكل عام منها: ارتباطه بالاستدمار الذي حرم المرأة الجزائرية من أبسط حقوقها كالتعليم على سبيل المثال. إلى جانب الحرب الضروس التي خاضها الاستدمار ضد المرأة حيث جعلها مجرد كيان تقتصر وظيفته على الجانب التربوي فقط مع ما تفرضه العادات والتقاليد في بعض المجتمعات. وأضيف إلى هذا العامل توسيع النشاط الخاص بتعليم الفتيات - لاحقا- مع بروز تيارات جديدة في الحركة الوطنية ساهمت فيما بعد بظهور الصحافة النسوية في الجزائر لا سيما في فترة الأربعينيات والخمسينيات أين ظهرت الكثير من الأقلام النسوية في الصحف الجزائرية منها: زهور ونيسي وليلى ذياب وغيرهما. وفي المقابل تطرق البروفيسور أحمد عبدلي إلى اللواتي كتبن في الصحف لمعالجة مختلف قضايا المجتمع من منظور الحركة الإصلاحية وفيها تحدث عن جميلة دباش التي أصدرت صحيفتها الخاصة الموسومة (العمل: ľaction) عام 1947 لتكون صوتا للمرأة ودعوة للنهوض بها لكن بروح عصرية تلامس تعاليم الشريعة الإسلامية. إلى جانب من كتبن في صحف الحركة الوطنية بمسميات مستعارة تجنبا لما قد يواجههن من ضغوطات مع الإدارة الاستدمارية أو من مشكلات تخلقها بعض العصابات المتطرفة في المجتمع. وفي الختام خلص البروفيسور أحمد عبدلي إلى نتيجة مفادها أن المرأة الجزائرية كان لها حضور قوي في المشهد الصحفي خلال فترة الاستدمار حوّل هذه الأقلام النسوية فيما بعد إلى منابر للنضال والتعبير الوطني وهو ما أسهم في ترسيخ الوعي السياسي والثقافي ومقاومة سياسيات التهميش والطمس التي استهدفت بشكل عام صوت المرأة الجزائرية.