تعترض عدة مشاكل وصعوبات مربو النحل و منتجو العسل، الأمر الذي يؤثر على المردود السنوي من مادة العسل رغم الطلب المتزايد من طرف المواطنين لاستعمالها في عدة أغراض علاجية، باعتبارها ذات فوائد جمة، ويأمل هؤلاء المهنيون من السلطات المعنية تقديم يد المساعدة من أجل تطوير هذا النشاط الذي ورثه المنتجون أبا عن جد. وحسب ما أجمع عليه منتجو العسل، على هامش المعرض الوطني للعسل ومنتوجات الخلية المنظم من طرف غرفة الفلاحة في ولاية المسيلة، بأروقة العرض والبيع، فقد اشتكى النحالون من عديد المشاكل على غرار الأمراض التي تصيب خلايا النحل والآثار السلبية للتقلبات المناخية وتزايد الحرائق والجفاف، ناهيك عن تعرضهم السرقة والاستعمال السيء للمبيدات التي تضر بالنحل. ويرى محدثو "الشروق" الذين التقيناهم في المعرض القادمين من عدة ولايات بأن الصعوبات المذكورة أعلاه تساهم في رفع أسعار هذه المادة، ناهيك عن تكاليف التنقلات من ولاية لأخرى على مسافات بعيدة جدا، حيث يقطع المهنيون حسب ما أكده ممثل الإخوة ضيف الله من ولاية البليدة مسافات طويلة، إلى ولايات الهضاب العليا والجنوب بحثا عن النباتات التي تتواجد في تلك المناطق، التي تتغذى وترعى منها النحلة، كالسدر، اللبينة، وغيرها من الأنواع التي تسمى بها أنواع العسل، حيث يضطرون حسب محدثنا إلى اكتشاف مساحات واسعة من الأراضي التي تتوفر على تلك النباتات، التي يتم فيها وضع خلايا النحل والمكوث هناك لأسابيع وأشهر، ناهيك عن المصاريف المتعددة والمخاطر التي تحدث بالخلايا كالزوابع الرملية والأمراض التي تصيب خلايا النحل كالفروة التي تقضي على جناحي حشرة النحل، وهو ما يساهم في تحديد الأسعار التي تتحكم فيها التكاليف وكمية الإنتاج السنوية. وأوضح آخرون بأن عوامل أخرى تعرقل نشاطهم كالاستيراد رغم أن العسل الجزائري يعد من أفضل الأنواع وبالرغم من أن كمية الإنتاج السنوية لا تكفي لتحقيق الطلب المحلي، إضافة إلى طرق الغش والتحايل التي يقوم بعض التجار وأشباه النحالين بممارستها ودخول الوسطاء على الخط والكثير من المشاكل التي تعترض سبيل تطوير هذا النشاط. وحول فوائد هذه المادة ذات الطلب الواسع، والتي تختلف من ولاية لأخرى ومن منطقة لأخرى، يؤكد محدثونا، بأنها متعددة ومفيدة جدا خاصة العسل الطبيعي الحالي من الإضافات، فإنه يفيد كما هو معلوم لدى الجميع جهاز المناعة في جسم الإنسان وينصح به للمصابين بداء السكري، نظرا لنقص مادة الغلوكوز، كما أنه مفيد لأمراض الحساسية والأمراض الصدرية ومشاكل الجهاز الهضمي والتقرحات الداخلية. للإشارة فإن المعرض يدوم إلى غاية 7 جانفي الجاري وسط إقبال لافت للمواطنين من أجل اقتناء الشفاء والاستفادة من الشروحات التي يبادر إليها العارضون.