يجد المستفيدون من السكنات الجديدة بالتجمع السكني الجديد بحي "حراثن" بمدينة جيجل، صعوبة كبيرة في تدريس أبنائهم ويرجع ذلك إلى الاكتظاظ الذي تعرفه كل من المدرسة الابتدائية "خن علي" والمتوسطة المتواجدتين بالحي، حيث قال السكان الذين يقدر عددهم بمئات العائلات، أن الواقع المعيشي الذي يعيشونه صعب للغاية. فالحي يفتقر إلى الكثير من ضروريات الحياة الكريمة، على غرار الإنارة العمومية والتذبذب في توزيع المياه، كما يواجهون مشاكل عديدة لضمان تمدرس أبنائهم في الطورين الابتدائي والمتوسط، لأن حسبهم فالكثافة السكانية التي توجد بحيهم لم يسايرها بناء الهياكل الضرورية، الشيء الذي جعل المدرسة الابتدائية تعرف هذا الكم الهائل من التلاميذ داخل القسم الواحد، إذ بلغ ما يقارب ال 40 تلميذا في الفوج أو القسم الواحد، وهو ما تعرفه متوسطة "المصالحة الوطنية"، التي فاق عدد تلاميذها هذه السنة كل التوقعات. وزاد من المعاناة اليومية تأخر فتح المجمع المدرسي الذي استفادت منه المنطقة مؤخرا، في إطار التوسع العمراني وهو ما تعرفه كذلك المتوسطة الجديدة بسبب تأخر انطلاق الأشغال بها، مما جعل الكثير من الذين استفادوا من السكنات الجديدة يحبذون أن يواصل أبنائهم الدراسة في الأحياء التي جاءوا منها، بالخصوص تلك المتواجدة بوسط المدينة لعدة اعتبارات وتفاديا لتأثيرات الاكتظاظ على مردودهم وتحصيلهم العلمي، وكذا ما يجدونه من صعوبة في التأقلم مع الوضعية الجديدة بالرغم من الصعوبات التي يجدونها يوميا في التنقل على مسافة تزيد عن 6 كيلومترات ذهابا وإيابا، في ظل غياب النقل الحضري في الحي اتجاه المدينة، وقلة سيارات النقل الجماعي التي تنشط بين الحي الجديد ووسط المدينة. حيث عبر السكان عن أملهم في الإسراع وتجسيد الهياكل والمؤسسات التي وعدوا بها، وحتى يتمكن أبنائهم من الدراسة بشكل يجعلهم يستوعبون المقررات الدراسية بكل سهولة، ويتجنبون التنقل إلى مدينة جيجل في ظل الظروف الحالية التي تجعل التنقل بالنسبة لهم معاناة حقيقية بسبب قلة الوسائل والإمكانيات.