ممثّل رفع سقف التألق عالياً 30 سنة على رحيل سيراط بومدين رفع الممثل سيراط بومدين سقف التألق عاليا في الإبداع المسرحي ولا يزال راسخا في ذاكرة الجمهور بعد مرور 30 سنة على رحيله حسب ما أكده مختصون في الفنون. ولم يأت تألق هذا الفنان من العدم بل هو نتيجة جهده في أداء شخصيات مختلفة في أعمال مسرحية وتلفزيونية وحتى سينمائية فاقت كل توقعات النجاح فحظيت بتقدير النقاد وكان لها الأثر الكبير على الجمهور الذي صفق له مطولا في شخصية جلول الفهايمي في رائعة الأجواد لعبد القادر علولة و البلعوط لبوعلام حجوطي وعلى المشاهدين في السلسلتين الفكاهيتين عايش بالهف و شعيب لخديم وفي أفلام سينمائية أخرى على غرار البورتريه . ولعل حركاته فوق الخشبة وتعابير وجهه وملامحه هي أغنى الوسائل التعبيرية التي مكنته من التألق في عروض فنية تفاعل معها المتلقي حسبىما أبرزته الأستاذة بقسم الفنون الدرامية بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة والناقدة أنوال طامر مشيرة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إلى أن سيراط بومدين قدم على سبيل المثال لمسرحية البلعوط بخلفية معرفية وفنية كبيرة جعلته يقبل التحدي وينجح فيه في زمن جد صعب وفي قلب العشرية السوداء . وأضافت السيدة طامر: إن هذا الفنان الذي وافته المنية يوم 20 أوت 1995 في سن مبكر (48 سنة) سيبقى موجودا بيننا ولا يزال في ذاكرتنا حيا باعتباره أحد لبنات المسرح الجزائري الملتزم بقضاياه الاجتماعية والفكرية . من جهته اعتبر الأستاذ أميمون بن براهيم من نفس القسم المذكور ان الفقيد سيراط فلتة نادرة قد لا تتكرر مجددا على الركح أو على الشاشة في قادم السنوات بدليل أنه منذ وفاته إلى اليوم لا يزال يحتفظ بمكانته كفنان وإنسان في الذاكرة الفنية وحتى أجيال الممثلين المتعاقبة لا زالت تتطلع إلى محاكاة طريقته في التمثيل وإثارة الدعابة والهزل والارتجال. إنه سيد الارتجال على الخشبة . وتعززت مكانة الفنان في الوجدان الشعبي بالنظر لقدرته على تقمص مختلف الأدوار بسلاسة واقتدار مازجا بين أسلوبي الجد والسخرية لتبليغ الخطاب المنتظر والمتعة الفنية وفق ذات الأستاذ الذي أكد أن الراحل سيراط بومدين كان خير وسيط أستعين به سواء في المسرح أو التلفزيون لإيصال أفكار متضمنة في مسرحيات المرحوم عبد القادر علولة أو في حلقات شعيب الخديم للراحل زكريا قدور براهيم . ويرى الفنان الكوميدي أمين ميسوم أن سيراط بومدين يعتبر داهية فوق الركح وفي الأداء الكوميدي الهادف ومعظم مسرحياته سجلت تلفزيونيا مما جعله يكسب جمهورا كبيرا ومتنوعا مشيرا إلى أن أعماله كانت أكثر إبداعا ونضجا وتعد تجربته المسرحية والتلفزيونية والسينمائية فريدة من نوعها . واستهل الفنان الراحل سيراط بومدين مشواره المهني مع الفنان المسرحي الكبير ولد عبد الرحمن كاكي في سنة 1966 بإشراكه في المسرحية الشهيرة القراب والصالحين ثم أدى عدة أدوار في أعمال الراحل عبد القادر علولة منها الاجواد وهو العمل المسرحي الذي أوصله في سنة 1986 إلى المشاركة في أيام قرطاج المسرحية بتونس حيث فاز بجائزة أفضل ممثل. وانضم كذلك في سنة 1992 إلى مسرح القلعة الذي كان يضم أسماء مسرحية لامعة على غرار الراحلة صونيا والراحلين عز الدين مجوبي وأمحمد بن قطاف. وفي نفس الفترة اقتحم البيوت الجزائرية من خلال الشاشة الصغيرة في سلسلتي عايش بالهف و شعيب لخديم . وشارك سيراط بومدين أيضا في بعض الأعمال السينمائية مثل الرماد للمخرج عبد الكريم بابا عيسى و حسان نية لغوتي بن ددوش و البورتريه للمخرج حاج رحيم الذي كان آخر عمل لهذا الفنان الفذ.