تقدمت ميليشيا القذافي مقتربة من معقل المعارضين في بنغازي، كما استعادت السيطرة على مدينة «زوارة» في غرب ليبيا قرب تونس إثر هجوم شبهه شاهد عيان بأنه "حرب إبادة". في حين جددت تلك مليشيا العقيد غاراتها الجوية على مدينة «أجدابيا» في شرق ليبيا أمس، في الوقت الذي لم تحقق فيه الجهود الدبلوماسية الرامية إلى فرض منطقة حظر طيران لمساعدة المقاومين تقدما يذكر. وضغطت فرنسا على وزراء خارجية مجموعة الثماني خلال اجتماع عقد في باريس الاثنين للموافقة على القيام بعمل بشأن ليبيا ودعم جهودها للتعجيل بإصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بفرض منطقة حظر طيران ولكنها واجهت معارضة من شركاء مثل ألمانيا. ودعا وزير الخارجية الألماني «غيدو فسترفيله» إلى إجراء محادثات عاجلة في مجلس الأمن الدولي من أجل العقوبات المستهدفة على حكومة القذافي ولكنه أبدي اعتراضه على القيام بعمل عسكري. وقال للصحفيين بعد عشاء مع شركائه في مجموعة الثماني "إننا متشككون جدا بشأن القيام بتدخل عسكري وفرض منطقة حظر طيران يعد تدخلا عسكريا". وناقش أيضا مجلس الأمن الدولي المنقسم على نفسه فكرة إجازة فرض منطقة حظر طيران ولكن لم يتم التوصل إلى إجماع بين أعضائه الخمسة عشر وقالت روسيا أن لديها تساؤلات بشأن الاقتراح. في الوقت نفسه قال «طارق عبد الله» وهو أحد سكان بلدة «زوارة» الصغيرة الواقعة على بعد 120 كيلومترا غربي طرابلس أن المدفعية والدبابات الحكومية الليبية استعادت البلدة بعد قصف عنيف. وربما الأمر الأكثر أهمية أنهم ضيقوا مساحة الأرض التي مازالت القوات الثورية تسيطر عليها في شرق ليبيا. ميليشيا القذافي تقصف برا وجوا وأفاد شهود عيان لقناة الجزيرة القطرية أن ميليشيا القذافي قتلت عشرات المواطنين واعتقلت عشرات آخرين. كما حالت دون وصول المصابين إلى مستشفيات المدينة. وكان شاهد العيان «جمال الزواري» قد أكد في اتصال هاتفي مع في وقت سابق أن ميليشيا القذافي قصفت لساعات المدينة برا وجوا، فيما اقتحمت الدبابات وسط المدينة واشتبكت مع الثوار، بينما حاصرت قوات أخرى المدينة من كل الجهات. ووصف «الزواري» ما تشهده المدينة بحرب إبادة، وشبهه بما تعرضت له مدينة الزاوية قبل أيام على أيدي ميليشيا الموالية للقذافي، فيما سمع صوت الرصاص عبر الهاتف الذي كان يتحدث منه الشاهد، الذي أكد أنه من الصعب في الوقت الراهن تحديد عدد الضحايا. وكانت مصادر ليبية قد أعلنت في وقت سابق مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين في القصف الذي استهدف المنازل شرقي «زوارة». واستولت القوات الحكومية على بلدة «البريقة» الشرقية التي توجد بها منشات نفطية في ساعة متأخرة من مساء الأحد وطارت الطائرات الليبية الاثنين خلف خطوط المقاومين لقصف أجدابيا وهي البلدة الكبيرة الوحيدة بين البريقة ومعقل المقاومين في بنغازي. ودعا نائب المفوضة السامية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي الاثنين إلى سرعة التحرك لحماية المدنيين الليبيين من أعمال العنف على أيدي قوات القذافي.