تعيش عائلات قرية «سي تومي» رقم 4 ببلدية «بوكيكة» التابعة لولاية تيبازة، والتي تم إنشاؤها منذ سبعينيات القرن الماضي، في وسط تغيب فيه أدنى أساسيات الحياة وتلوث المحيط الذي يسبب لهم تداعيات صحية خطيرة دون أن تعرف أية استفادة من مشاريع تنموية حتى البسيطة منها. يعاني سكان هذه القرية من عدم استفادتهم من السكن الريفي، فحتى المشروع السكني الذي كان من المقرر أن يستفيد منه القاطنون بها حرموا منه بعد أن تم إقصاؤهم منه لحجج اعتبرها المعنيون واهية، فيما تم تحويله إلى جهات أخرى، رغم أن في ذلك على حد تعبيرهم تعدٍ صارخ على حقوقهم، ليحرموا بعدها من السكن الريفي رغم أنه –حسبهم- يعتبر حقا من حقوقهم التي يقرّها بها لهم القانون، ليبقى السكن في نظر هؤلاء إشكالية صعبة الحل وحلما ليس يسير التحقيق. ومما يقاسي منه هؤلاء السكان أيضا، انتشار الرمي العشوائي للفضلات الذي نتج عنه روائح جدّ كريهة تضر بصحة السكان، وهو ما تسبب في حرمانهم من استنشاق هواء نقي، في حين أن الواقع البيئي اليوم يجعل جموع المارين ينفرون بالنظر إلى بشاعة مناظرها، وأكد هؤلاء أنهم رفعوا عديد الشكاوي في كثير من المرات لدى مصالح البلدية، غير أن هذه الأأخيرة في كل مرة ترد بتسجيلها لمشروع ينهي هذا المشكل غير أن كل وعودها لم تعرف لحد اليوم التجسيد الميداني. ولمواجهة أزمة العطش، اضطر قاطنو القرية المذكورة إلى حفر آبار خاصة بهم بعد يأسهم من تمكن الجهات الوصية لهم من الاستفادة من الماء الصالح للشرب، وهو ما اعتبره الحل البديل للمعضلة، غير أن المفارقة العجيبة التي قال بها ذات المتحدثون هو مطالبة المصالح البلدية لهم بدفع مستحقات الماء الصالح للشرب وهو ما اعتبره ب"المفارقة العجيبة". ويضيف السكان أن أبناءهم على غرار أبناء الأحياء الأخرى لم يستفيدوا من النقل المدرسي، ما أدى بهم مجبرين إلى الانقطاع عن مزاولة الدراسة أيام البرد وهطول الأمطار، وأكد هؤلاء أن أبناءهم ذاقوا الأمرين على الرغم من صغر أعمارهم على تحمل المعاناة، بغض النظر عن مخاوفهم الدائمة عليهم من تعرضهم لمخاطر عديدة بما في ذلك إرهاب الطرقات.