بملامح هزيلة وجسد نحيف وعلامات التقدم في السن، ظهر الأسير الفلسطيني القائد مروان البرغوثي، ولأول مرة بعد 23 سنة من الاعتقال في فيديو صادم تم تداوله على نطاق واسع وأمامه وزير الأمن الصهيوني ايتمار بن غفير، الذي اقتحم زنزانته وهدده بالقتل على مسمع ومرأى الجميع. وأكد نجل الأسير القائد قسام البرغوثي، في تصريحات صحفية أن من ظهر في الفيديو هو والده مروان البرغوثي، معربا عن قلقه بشان حياة والده بسبب تهديد الوزير الصهيوني بن غفير له على المباشر بالقتل داخل زنزانته، وهو ما أكده أيضا محامي البرغوثي، الذي أن قال هذا الأخير تلقى تهديدا مباشرا من بن غفير وهناك خطر على حياته، خاصة وأن البرغوثي سبق وتعرض للعنف جسديا على يد سجانيه لعدة مرات منذ السابع أكتوبر 2023. وأدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة اقتحام الإرهابي والفاشي وزير أمن الاحتلال المتطرّف بن غفير، زنزانة العزل الانفرادي للقائد الأسير مروان البرغوثي، وتهديده الوقح في استعراض جبان يكشف فاشية الاحتلال وعداءه لكل القيم الإنسانية. وقالت في بيان لها أمس، بأن "هذا العمل الإجرامي الخطير لن ينال من عزيمة وصلابة المناضل مروان البرغوثي، بل سيزيده إصرارا على مواصلة نضاله المشروع من أجل حرية شعبه وكرامته، وسيزيد من وحدة الحركة الأسيرة في مواجهة سياسات القمع والتنكيل الممنهج التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال". ويأتي هذا السلوك الإجرامي امتدادا لجرائم الحرب المرتكبة في معتقل "سديه تيمان" الذي شهد انتهاكات مروّعة بحق الأسرى طالت أطباء وممرضين وصحفيين، في مشهد يعكس حجم الوحشية التي يتعامل بها الاحتلال مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. ودعت "حماس" الشعب الفلسطيني إلى أوسع حالة تضامن وإسناد مع الأسرى، والوقوف في وجه جرائم الاحتلال وتصعيد الضغط الشعبي لوقف الانتهاكات حتى نيلهم الحرية، كما دعت الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية وأحرار العالم، إلى التحرك العاجل لتوفير الحماية للأسرى ووقف سياسات القمع الممنهجة ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم. من جانبها حمّلت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، حكومة الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن حياة الأسير مروان البرغوثي وكافة الأسرى". وأدانت اقتحام أحد أعضاء إدارة الاحتلال الصهيوني المتطرّف إيتمار بن غفير، لأقسام العزل في سجن "ريمون" وتهديده المباشر للبرغوثي، واعتبرته استفزازا غير مسبوق وإرهاب دولة منظم يندرج في إطار ما يتعرض له الأسرى وأبناء الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة وتهجير وضم. وحمّلت الخارجية الفلسطينية، إدارة الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الأسير مروان البرغوثي وكافة الأسرى، وقالت إنها ستتابع هذا التهديد بكل جدية مع الصليب الأحمر الدولي والمجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه المتخصصة، مطالبة بتدخل دولي عاجل وحقيقي لحمايتهم من بطش الاحتلال وتأمين الإفراج الفوري عنهم كافة. من جانبه أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، أن تهديد الصهيوني المتطرّف بن غفير للبرغوثي، والذي ظهر في شريط مصور مساء أول أمس، يشكل إعلانا واضحا عن نوايا الاحتلال في تصفيته واغتيال القادة القابعين في سجونه، في ظل ما يتعرض له الأسرى من جرائم غير مسبوقة منذ بدء حرب الإبادة.