مركب الحجار (سابقا) ثم ''اسبات'' لاحقا وحاليا ''أرسيلور ميتال'' يصلح لكي يكون شاهدا على العقلية التي تدار بها البلاد من قبل الأولاد! فهذا المركب الذي يدخل ضمن الإنجازات الكبرى عن كل شيء من أكبر مصنع وأكبر حفرة ماء وأكبر شركة وطريق ليس فيه الضيق، وحتى أكبر مخ (فكرون) وطاس ومهراس، تتبجح الحكومة ومعها ممثلها الوحيد الموظف العمالي برتبة وزير المدعو سيدي السعيد بأنهم باعوه للهنود الذين يرقصون الثعابين بدورو وربع على طريقة قط في شكارة! وهذا في عملية خوصصة مثيرة للجدل لم تفك خيوطها إلى اليوم وإن كان الكلام يدور حول حرب أهلية حدثت بين بارونات للاستحواذ عليه، وبعد رؤيتهم ليلة القدر للخوصصة، بمن فيهم البشر! وعندما يدخل الحجار في حرنة عمالية هذه الأيام. وقبلها شهد سرقات واختلاسات كادت أن تعصف بالمركب وبالهنود أيضا، فإن ذلك يعني بأن مسار الشراكة الخماسية (نسبة إلى الخماس) فشل على جميع الأصعدة، الحكومة تخلصت من الحجار وإخوانه بدعوى أنها مشغولة جدا، وليس لديها الوقت الكافي، ولكي تسبح على شاكلة حكومات الغرب الرأسمالية التي تقوم بمهمة الاشراف على الرعية والخراف! ولكن الذي حصل أن الحكومة ومن معها فشلت في الخيار الثاني بعد أن فشلت في الأول، وهو ما يجعلها تبدي بعض التحول مؤخرا! لدرجة أن واحدة تأكل عن اليمين وتتكلم عن اليسار في حزب للزواليين (زعمة) تريد أن توهمنا بأننا أمام وثبة وطنية للقفز العالي كما يفعلها الروسي فوفبا! ومادام أن تسيير الحجار في العهدين العمومي والخاص قد وصل إلى نفس الطريق فإن الدولة التي كانت تملك وتحكم في السابق لم تعد قادرة حتى على الأولى كملكة الإنجليز مثلا، بعد أن تحولت الكلمة الأولى لبارونات المال والأعمال الذين يملكون ويحكمون في حين أن الحكومة وظيفتها فقط أنها تلحس فقط، وتزين اللحس بالأقوال