منعت شركة الخطوط الجوية الفرنسية اللحوم الحلال في قوائم الطعام المقدم لزبائنها مما أثار حفيظة الجالية المسلمة خصوصا أن المسلمين في هذا البلد العلماني يتعرضون لكل أنواع التضييق بشكل لافت منذ حادثة "شارلي إيبدو" مطلع السنة الجارية. وجاء في التعديل الأخير لقوائم الطعام التي نشرها الموقع الرسمي للخطوط الجوية الفرنسية استبدال مصطلح "حلال" من لائحة الأطعة بجملة "هذه القائمة لا تشمل لحوم الخنزير والمشروبات الكحولية" ما أثار امتعاض المسافرين المسلمين على متن هذه الشركة على اعتبار أن "القائمة دون لحم الخنزير" لا تفسر بضرورة أن اللحوم التي توفرها قوائم الطعام مذبوحة على الطريقة الإسلامية وبالتالي فإن شريحة كبيرة من المسافرين على متن الرحلات التي توفرها "إير فرانس" لا يتمتعون بالامتيازات ذاتها مع ذوي الديانات الأخرى رغم دفعهم ثمن التذكرة نفسه. وأثار هذا القرار لغطا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي بين الجالية الجزائرية في فرنسا. وقال بعض رواد "الفايسبوك" إن القرار يؤكد مرة أخرى أن المسلمين مواطنون من الدرجة الثانية في فرنسا في الوقت الذي أنشأ البعض صفحات تدعو لمقاطعتها. واستفسر البعض الآخر عن سبب الإبقاء على القوائم الخالية من لحوم الخنزير وإسقاط قوائم اللحم الحلال، معتبرين الأمر تمييزا بين المسلمين واليهود وأن القيم العلمانية لدولة فولتيير يجب أن تطبق على الجميع. وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها الجالية المسلمة للتضييق في قضية اللحم الحلال، فقد أثار مقترح لليمين الفرنسي منع وجبات اللحم الحلال في المدارس الفرنسية وفرض وجبات تتضمن لحم الخنزير على كل المتمدرسين ما أشعل معركة بين أولياء التلاميذ وأحزاب اليمين خصوصا بعد أن اعتمد عمدة شالون سير ساون هذا القرار. وكانت محكمة فرنسية أصدرت حكما في صيف العام الماضي يقضي بمنع الوجبات الحلال على المسجونين المسلمين رغم أن القرار يتنافى مع الحقوق الدينية التي يتمتع بها هاؤلاء كمواطنين فرنسيين.