ستجتمع هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، في بيت جبهة العدالة والتنمية بتاريخ 9 أكتوبر الداخل، لدراسة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها الجزائر، ولتحديد الخطوات القادمة، غير أن هذه المرة تعرف مرة أخرى اختلافا في الرؤى بخصوص اللجوء للشارع للاحتجاج. وسيجمع رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، قادة هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة. مع العلم أن القانون الذي يضبط عمل الهيئة يحدد لقاء كل ثلاثة أشهر، آخرها كانت بتاريخ 9 أوت الماضي، وكان يفترض بالهيئة والتنسيقية تحديد برنامج يحمل ضمن طياته الخروج للشارع في المناسبات والذكريات التاريخية، أبرزها 5 أكتوبر و1 نوفمبر، غير أن النقاش الدائر بين أعضاء المعارضة يوحي بأن الفكرة لا تروق للجميع. وحسب ما أكده القيادي في حزب جيل جديد، إسماعيل سعيداني، فإن ذكرى ال27 لأحداث 5 أكتوبر 1988، أسقطت من الأجندة في الوقت الراهن، بالنظر حسبه- أن تأجيج الشارع في الوضع الراهن "غير ملائم"، محذرا من صعوبة التحكم في الأمور ومما أسماه "لحظة الانفلات" التي لا تتحكم فيها الأحزاب، وقد تجر البلد حسب المتحدث - إلى أمور لا تحمد عقباها، خاصة إذا كان اللجوء للشارع في الجزائر العاصمة، محذرا بلهجة شديدة من حدوث انزلاقات. وبخصوص هذا الموضوع داخل هيئة التشاور والمتابعة وتنسيقية المعارضة، أوضح سعيداني أنه طُرح في وقت سابق، مؤكدا أن جيل جديد "لن يشارك ولن يلجأ للشارع وإن تم ذلك من طرف الشركاء". وفي السياق ذاته، قرر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الخروج إلى الشارع مجددا، للتنديد بالأوضاع والسياسات التي تنتهجها الحكومة "والمصير الذي آلت إليه البلاد"، بسبب الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والحصار السياسي المستمر، وذلك عشية ذكرى انتفاضة الخامس من أكتوبر 1988، التي أطاحت بحكم الحزب الواحد وأدخلت البلاد في مسار التعددية السياسية، حيث دعا حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، العضو في تنسيقية وهيئة المعارضة، إلى مسيرة بولاية تيزي وزو بتاريخ الثالث أكتوبر القادم. وتنظّم المسيرة احتجاجا على سياسات التقشف التي أعلنتها الحكومة نتيجة أزمة انهيار أسعار النفط، وهي المسيرة الأولى للحزب ضمن سلسلة تحركات احتجاجية، أقرها مجلسه الوطني قبل أسبوعين. وبعد الأزمة التي عاشتها التنسيقية بعد لقاء مقري بمدير ديوان رئيس الجمهورية أحمد أويحي، ها هو الشارع هذه المرة أيضا يلغم تنسيقية وهيئة المعارضة، بعد رفض بعض أعضائها اللجوء إلى الشارع مخافة حدوث انزلاقات لا تحمد عقباها، في حين أقرت بعض الأحزاب النزول للشارع ل«الضغط على الحكومة"، فهل ستتمكن المعارضة من تجاوز هذا الخلاف؟ أم أن الشارع هذه المرة سيلغم حقيقة المعارضة؟.