-"مستعدون للمشاركة في بناء السكنات في الجزائر" - "عودة صادرتنا النفطية لن تؤثر على أسعار البترول" أدلى رئيس لجنة المتابعة باللجنة العليا الإيرانيةالجزائرية المشتركة وزير الإسكان والنقل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، عباس اخوندي، في حوار مع تلفزيون وجريدة "البلاد" بإجابات على جملة التساؤلات التي تطرح حول دور إيران في أزمات المنطقة. كما برأ المسؤول الإيراني بلده من مسؤولية أي انهيار جديد في أسعار النفط، مؤكدا أن باب الشراكة الاقتصادية بين الجزائروطهران مفتوح على مصراعيه بعد إزالة العقوبات الغربية. حاوره : هشام حدوم كيف تقيّمون العلاقات الإيرانيةالجزائرية وما هي أهم محاور اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين الدولتين؟ هنالك توافق وإحساس متبادل بين مسؤولي البلدين على طيب العلاقات السياسية بين الجزائروإيران وخلال ال37 سنة الماضية، كانت هناك رؤية إستراتجية موحدة عززت الروابط المتينة بين الثورتين الإيرانيةوالجزائرية ونحن هنا اليوم لاستغلال هذه الأرضية المشتركة بما يدفع العلاقات الاقتصادية للرقي الى مستوى العلاقات السياسية الطيبة التي تجمعنا بالجزائر. ومع إزالة العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على إيران لا يوجد ما يمنعنا من فعل ذلك، والحقيقة أن إيران بإمكانها خلق فرص هامة للشراكة مع الجزائر لا سيما في مجالات: الصناعة، الفلاحة، الطرق، النقل، العمران وبناء السكنات وغيرها وهو ما أوضحناه للجانب الجزائرية في المحادثات. على ذكر السكن، للجزائر برنامج طموح لإنجاز 1,6 مليون وحدة سكنية آفاق سنة 2019 بصفتكم الوزير المكلف بهذا المجال في إيران، كيف يمكن التعويل على الخبرة الإيرانيةوالجزائر عبرت عن حاجاتها للخبرة الأجنبية في هذا المجال؟ من خلال مباحثاتنا مع نظرائنا الجزائريين عرفنا أن هناك رغبة جزائرية لتشكيل مؤسسات مختلطة في المجال الذي ذكرتم تحت القاعد 49/51 ونحن بدورنا رحبنا بذلك وسنحرص على البدء بإنشاء هذه المؤسسات في مجالات العمران وبناء السكنات فور التوقيع على عقود الاتفاقيات الثنائية خلال منتدى الأعمال الذي يجمع رؤساء المؤسسات ورجال الأعمال من البلدين غدا الخميس (الحوار جرى ليلة الأربعاء). هناك خشية في الجزائر وبعض دول أوبك من أن تهوي أسعار النفط الى مستويات قياسية بعد رفع الحظر عن الصادرات الإيرانية المرتقب مطلع السنة 2016؟ بوسعي أن أؤكد لكم أن هذا غير صحيح تماما، وتحميل إيران تبعات إنهيار مرتقب لأسعار النفط هو جزء من حرب نفسية تشنها بعض وسائل الإعلام ضدنا ولكم أن تتساءلوا من يهدد الأسعار؟ أهي إيران؟ أو تلك الدول التي تغرق السوق بفائض إنتاجها؟ المعلوم أن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تنتج اليوم أكثر من 31 مليون برميل يوميا فيما ستدخل إيران السوق ب 1 مليون برميل كأقصى حد، لذلك فإن عودة صادراتنا لن تغير كثيرا من معطيات السوق الموجودة. تجدر الإشارة إلى أن هناك رؤية موحدة بين الجزائروإيران حول واقع السوق النفطية اليوم والبلدان يتقاسمان نفس وجهات النظر حول جدوى السياسة التي تنتهجها "أوبك" فيما يخص سياسة توزيع الحصص وكذلك وضع سقف أعلى للإنتاج. حققت إيران نسب نمو عالية خلال السنوات الماضية لماذا لا نجد إيران تلعب أدوار الشراكة نفسها مع الجزائر على غرار دول مثل تركيا مثلا؟ يتم النظر الى الجزائر في إيران على أنها شريك مهم لا يمكن الاستغناء عنه ونحن على بعد أسابيع قليلة من إزالة العقوبات على اقتصادنا، وضعنا الجزائر على قائمة الدول ذات الأولوية التي نعول على شراكة استثنائية معها. نعم لقد منعت العقوبات التي فرضت على إيران من تطوير علاقاتنا مع الجزائر اقتصاديا في السنوات الأخيرة حيث عرقل الغرب حركة رؤوس الأموال ولم يكن بمقدور شركاتنا تقديم الضمانات الكافية. أما اليوم وكل هذا قد زال فنحن عازمون على فتح صفحة جديدة من العلاقات الاقتصادية المتميزة مع الجزائر. ما سر بقاء العلاقات السياسية بين طهرانوالجزائر بمعزل عن العواصف التي تعكر صفو العلاقات الإيرانية مع بعض الدول العربية الأخرى في الشرق الأوسط، في وقت ترفض فيه الجزائر المشاركة في اي تحالفات عسكرية بالمنطقة؟ دليل ذلك واضح وسهل، فكل من الجزائروإيران ملتزمان بأسس أخلاقية لا تسمح لكليهما بالتدخل في حراك ضد بعضهما البعض، البلدان يقفان على نفس المسافة في مجال محاربة الإرهاب ولديهما تطابق شبه تام بخصوص القضايا الدولية. في طهران أو في الجزائر نعلم أن سبب الأزمات في المنطقة هي إسرائيل لذلك نحن والجزائر لم نغير عقيدتنا تجاه هذا الكيان الغاصب، والزمن سيثبت أننا على حق وعلى هذا الأساس لن تنتجر إيرانوالجزائر الى المصيدة الصهيونية عبر المشاركة في الموائد التآمرية التي تحاك ضد بعض دول المنطقة. إيران تدرك أن إسرائيل تريد الاستفادة من المتاهات الطائفية التي يروج لها. لوحظ في السنوات الأخيرة أن صورة إيران ومكانتها قد انخفضت بشكل كبير في قلوب الجزائريين وهو الوضع الذي يعزوه البعض _الى انخراط إيران في مشروع طائفي توسعي على حساب دول الجوار، ما ردكم على ذلك؟ ربما يمكن تفسير ذلك بأن جزءا من المواطنين العرب وفي الجزائر قد تأثروا سلبا بالحرب النفسية التي تشن ضدنا من قبل إعلام بعض الدول لكن نحن على يقين بصبرنا أن الشعوب ستتجاوز هذه الأجواء المشحونة التي فرضت على الرأي العام. لكن هذا لا يمنع المواطنين العرب من التساؤل عن سر التواجد الإيراني في دول كاليمن وسوريا؟ الدول التي تدعم الإرهاب و الزمن كفيل بكشفها والتي تتحالف في نفس الوقت مع دول أخرى في اليمن وسوريا هي المسؤولة عن إشاعة القتل والدمار في هذه الدول وهم، لا بد أن يجيبوا عن التساؤلات المرتبطة بالوضع هناك نحن في سوريا مثلا نقف الى جانب الشرعية فقط وندافع عن نظام قائم في حد ذاته ومن ثم نحن كذلك من واجبنا أن نتساءل أي طائرات تقصف اليمن؟ إن ما يحدث هناك شنيع، إن الحضارة الإنسانية تهدم في اليمن، فمن يفعل ذلك؟ يعتقد البعض أن إيران تعمد الى نشر خلايا لنشر التشيع في دول عربية من بينها الجزائر ما يمكن إيران في نهاية المطاف من كسب قوى ناعمة في هذه الدول تشكل ضغطا على الحكومات وتدعم مصالحها ما تعقيبكم على ذلك؟ أعيد وأكرر أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتهدف فقط الى تشويه صورة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إيران تحرص على عدم التدخل في شؤون غيرها وتحترم سيادة الدول والحكومات. لماذا تقف ايران ضد مشروع الوحدة الإسلامية ضد الإرهاب؟ مبدئيا، نحن لا نخالف أي ائتلاف ضد الإرهاب إذا كان صادقا ولا بد أن نتبين صدق نوايا الدول التي تدعو الى هذا التحالف أولا، فلا تهمنا الشعارات المرفوعة بقدر ما يهمنا صدق العمل بها والأيام كفيلة بإظهار ذلك وفي هذا السياق لا بأس أن استدل بمثل فارسي يقول "العطر الأصيل يبيع نفسه وليس العطار" وافتح قوس هنا (إذا كانت كل هذه الدول تدعي محاربة داعش في المنطقة فكيف ظهر هذا التنظيم الإرهابي، يجب الإشارة إلى أن داعش ليست مجرد عصابة بل جيش كلاسيكي مجهز وممول جيدا). ربما القمع وجبروت الأنظمة الديكتاتورية في مناطق تواجد داعش هي التي ساهمت في ظهور التطرف؟ لو كانت وجهة نظركم صحيحة لا بد أن يكون معظم المقاتلين في صفوف هذا التنظيم من السوريين لكن الواقع يثبت أن داعش يتكون من مقاتلين مرتزقة قدموا من أزيد من 80 دولة. وبالعودة إلى سؤالكم السابق فإن هناك شكوكا فيمن يدير هذا الائتلاف ولا بد من إثبات جديته في محاربة الإرهاب. يقال في وسائل الإعلام إن وراء ضحكات جواد ظريف (وزير الخارجة الإيراني) في محادثات الاتفاق النووي ضحك على ذقون العرب على سبيل أن ايران قد وضعت أيديها في ايدي الغرب ضد مصالح العرب في المنطقة ما تعليقكم؟ الشمس لا ينبغي ان تبقى دائما خلف السحاب، وفي المحصلة فإن كذب هؤلاء الذين يريدون تشويه صورة إيران سيظهر للعلن كنا مطمئنين بأننا لن نسلك أي اتجاه غير مدني في برنامجنا النووي لهذا كنا أقوياء في المحادثات وحتى دوائر استخابراتية غربية كانت قد أكدت سلمية البرنامج النووي الإيراني ونؤكد للدول التي تأثرت بالأجواء الإعلامية ضد إيران هم أنفسهم صدقوا مسألة داعش، إننا في إيران لدينا نفس الاطمئنان إزاء طريقة التصرف الصحيح حيال هذه الادعاءات ضدنا ونحن متأكدون من أننا سنخرج برأس مرفوع من هذه التوترات. كيف ترون مستقبل إيران بعد الاتفاق النووي؟ وما هي توجهاتكم حيال دول الجوار؟ اتجاه مزيد من المرونة والانفتاح؟ أو اتجاه الممانعة والانغلاق؟ تعتبر إيران محور استقرار في المنطقة، إيران ستمد دائما جسور حسن الجوار وستعمل على أن تكون نقطة أي تحول يساهم في إرساء الاستقرار في المنطقة. نسعى دائما لتوطيد علاقاتنا مع دول الجوار وسائرون على هذا النهج دائما. علاقاتنا مع دول آسيا الوسطى جيدة خصوصا مع باكستان وأفغانستان. علاقاتنا مع العراق أكثر من ممتازة. ورغم التذبذبات مع تركيا نجحنا في الحفاظ على علاقاتنا بعيدا عن التجاذبات اللفظية معها وبهذا الأسلوب من الممكن أن نحسن علاقاتنا مع باقي الدول الأخرى. نعود الى الجزائر في سؤالنا الأخير، سيدي الوزير وأنتم ضيوف على الجزائر ما الذي أثار إعجابكم لحظة وصولكم إلى هذا البلد، وما هو أول انطباع سيئ لكم فيه؟ الطبيعة في الجزائر حلوة وخلابة، العمران وتركيبة بناء مدينة الجزائر هو اول ما أثار إعجابي في هذا البلد. ويمكن ملاحظة علامات الحضارة في كل زاوية من هذه المدينة الجميلة. أما ما أعيب عليه فهو وجود بعض المباني القديمة التي تم إهمال ترميمها. لقد خضنا تجربة مماثلة في إيران لترميم المباني القديمة عن طريق التكاتف الإجتماعي وأتت بثمارها. أنا متأكد من أن تجربتنا ستنجح لو طبقت في الجزائر.