تكشفت جريدة لوموند الفرنسية في تقرير، عن تورّط شركة لافارج الفرنسية في "ترتيبات مشبوهة" مع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا منذ افتتاح مصنعها للإسمنت في مدينة جلابيا شمال شرقي حلب في الفترة الممتدة بين 2011-2014. وقالت الصحيفة إن هذه الشركة الفرنسية التي أصبحت أكبر مجمع لمواد البناء في العالم كانت تقوم بضمان استمرار الإنتاج في مصنعها عن طريق التنسيق مع عناصر التنظيم ، وجاء في التقرير أن تشغيل المصنع وإيصال العاملين إليه كان يتمّ تحت إشراف مقاتلي داعش، مما يبيّن حسب الصحيفة أن شركة "لافارج" التي تشغّل مصنع جلابيا منذ سنة 2011 كانت تريد ضمان استمرار الإنتاج "بأي ثمن" حتى لو كان ذلك من خلال التعاون مع تنظيم داعش. وكان موقع إلكتروني محسوب على المعارضة السورية قد كشف عن مراسلات بين شركة لافارج وبين عناصر داعش في سوريا كانت تدور حول ضمان عناصر التنظيم استمرار إنتاج مصنع جلابيا للإسمنت إلى غاية تاريخ توقُّف المصنع تماما في سبتمبر 2014، كما جاء في تقرير لوموند. وردّت "لافارج" في تصريح لوكالة فرانس برس إن الأولوية المطلقة لديها كانت دوما ضمان أمن وسلامة موظفيها، من دون التطرق مباشرة إلى ماهية الترتيبات التي كانت تُجريها مع التنظيم لأجل ذلك ، فيما اعتبره متابعون اعترافاً ضمنياً بهذا التعاون الذي بررته الشركة بضمان سلامة العاملين فيها.