كشف المكلف بالاتصال على مستوى وزارة الخارجية، في تصريح صحفي ل''البلاد''، أن الوزارة الوصية نصبت ''لجنة متابعة'' لمواكبة التطورات الحاصلة في الجارة تونس. كما أكد المتحدث أن القنصليات الجزائرية الثلاث في كل من تونس العاصمة ومدينة الكاف ومدينة قفصة، ساهرة على متابعة الأوضاع وتقديم النصائح للجالية الجزائرية المتواجدة هناك، وقد تم تنصيب أيضا خلية متابعة على مستوى كل قنصلية. وأضاف المتحدث ذاته أن الجالية الجزائرية، وخاصة الطلبة، ب''خير''، ولم يتم تسجيل أي حالة تتعلق بالرعايا الجزائريين في المستشفيات أو السجون، نتيجة للاحتجاجات التي ميزت الشارع التونسي منذ حوالي 4 أسابيع. كما أكد أن الوزارة تتابع الأوضاع بشكل دوري، موضحا لحد الساعة أن وزارة الخارجية لم تصدر بيانا تحذّر فيه الرعايا الجزائريين من التوجه إلى تونس. من جهتهم أكد عدد من الطلبة الجزائريينبتونس، أن الأوضاع أصبحت أكثر خطورة خلال الساعات الأخيرة، خاصة مع إعلان حالة الطوارئ، وتعليق الدراسة لأجل غير مسمى، حيث أكدت إحدى الطالبات أنهن يعشن حالة من الرعب والخوف، ويتحصنون بمنازلهم دون الخروج إلى الشارع، حيث أبدى العديد من الطلبة رغبتهم في العودة إلى الجزائر بعد الأحداث التي عرفها الشارع التونسي خلال الساعات القليلة الماضية، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الحدود الجزائريةالتونسية، وذلك للفوضى الكبيرة التي شهدتها البلاد، حيث كانت الطرق والمواصلات مقطوعة، مطالبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، حليم بن عطا الله، باتخاذ خطوات سريعة لإجلاء الطلبة الجزائريين الذين يعيشون في حالة رعب نتيجة للتطور السريع للأحداث. وحسب ما أكدته إحدى العائلات ل''البلاد'' فإن ابنتها لا تخرج إلا للتسوق، متخوفين أن يصبح هذا الأخير من الصعب، حيث تم إشعال النيران في إحدى الأسواق التجارية. وذكرت تقارير صحفية أن هناك عمليات سلب ونهب، وأن مروحيات تحلق فوق المدينة بأضواء كاشفة، بالإضافة إلى أن أغلب المحلات أغلقت أبوابها منذ أمسية يوم الخميس الماضي. من جهتها أكدت العديد من عائلات الطلبة الجزائريين المتواجدين بتونس، صعوبة الاتصال بأبنائها، صبيحة أمس، حيث كانت آخر مكالمة لها صبيحة يوم الجمعة، وبعدها لم تستطع الاتصال بها مرة أخرى. وحسب آخر الأنباء الواردة من تونس، حسب العائلة نفسها، أن الطلبة الجزائريين عاشوا ليلة أول أمس في قلق وخوف كبيرين مع الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد، حيث تطالب عائلات الطلبة السلطات بالعمل على إجلاء أبنائهل في أقرب وقت ممكن، إذ عبرت عن قلقها الشديد خاصة مع سقوط أول جزائري في أحداث تونس الأخيرة، ويتعلق الأمر بالطاهر مرغني ذي 42 سنة.