ثلاث معارك لا تزال تقف كتحدّيات أمام الجزائريين ، خاصة الشباب منهم ، بعد 56 عاما على حسم معركة استرجاع السيادة الوطنية ، على الرغم من كل الإنجازات التي قطعتها البلاد على كافة المستويات ، يقول رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالته إلى الشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب. المعارك الثلاث التي تحدث عنها الرئيس بوتفليقة في الرسالة تتعلق بثلاثة مجالات هي المجال السياسي والمجال الاقتصادي والمجال الثقافي والحضاري ، والشباب ، يقول الرئيس ، هم المخوّلون اليوم برفع التحدّي أمام هذه المعارك ، مستلهمين من أمجاد وبطولات شهداء ثورة التحرير ، ومعتمدين على قدرات هذا الوطن التي لا تزال في انتظار توظيفها بشكل أفضل. المعركة الأولى التي تحدث عنها رئيس الجمهورية ، هي معركة "تنويع الإقتصاد الوطني لكي نتحرّر من التبعيّة المفرطة للمحروقات" ، خاصة بعد الآثار السلبية التي خلّفها انهيار أسعار النفط على توازن الاقتصاد الوطني ، أما المعركة الثانية التي يجب أن تتبعها فهي معركة سياسية تتعلق بتعميق الديمقراطية في البلاد و"ترقية الحس المدني،لكي نستفيد من تعدد آرائنا، ولكي نعالج جميع النزاعات بطرق حضارية" ، ولعلّ اتباع الحلول الحضارية للنزاعات الداخلية يحيل مباشرة إلى حسم "معركة الحفاظ على الإستقلال الوطني وعلى سيادة القرار الجزائري" على المستوى الخارجي ، " في عالم مضطرب ومتقلّب" يشهد تناميا للأزمات التي تهدّد أمن ووحدة الدول والشعوب خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تنتمي إليها الجزائر. هذه المعارك التي يهيب رئيس الجمهورية من الشعب الجزائري أن يتصدى لها هي " معارك تثقل كاهل بلادنا مثل غيرها من بلدان العالم"، لكنها تحتاج من أجل الوقوف عليها إلى "الإقتداء بالأسلاف الأمجاد..وإلى القيام بالعمل المشروع بالإعتماد على كافة قدرات الجزائر التي مازالت تنتظر توظيفا أفضل"، وفق ما جاء في رسالة الرئيس، التي نوّهت بالدور الذي يقع على الشباب لكي يتمكن من قهر هذه "الصعاب والتحديات مهما كان حجمها " ، طالما كان يتحلى ب"الإرادة وحب الوطن".