مركب الحجار (سابقا) وأرسيلور ميتال(حاليا) يهدد برفع الراية البيضاء معلنا حالة الأفلاس بحجة عجزه عن ضخ الملايين من الدولارات لكي تنبض فيه الحياة ومعلقا ذلك على كاهل الدولة باعتبارها بقرة حلوب حتى مع الهنود! وعندما يوجه وزيرنا الأول والأخير أحمد أويحيي رسالة إلى عمال الفولاذ والحديد داعيا إياهم لكي لا يكونوا سلاحا بين أيادي الذين يربحون وهم بيننا قائمون، فإن السؤال المطروح عندئذ هو من قدم السلاح أصلا إن صح أن لهؤلاء سلاحا (غير شرعي) ولم تتفطن إليه مصالح الأمن وحتى مصالح البلدية! فخصخصة مركب الحجار كسلاح أخير يشبه الكي آخر الطب، تمت أيام أويحيي الذي زكاه وباركه وتمنى للهنود عقب التنازل عن 70% من المركب الضخم وسط ذهول الكثيرين التوفيق وللعمال التصفيق، لأن الذين يرقصون الثعابين يستطيعون أن يرقصوا الشياطين على الأقل كما يرى أويحيى نفسه، خاصة أن هؤلاء صاروا أرباب الحديد في العالم مثلما صار ربراب رب السكر والزيت في بلد ليس فيه ديك واحد حسن الصوت (والصيت)! فهذا المنحي في الخوصصة باسم الشراكة أو الخماسة أفضل من تقسيمه بين رعيان تهيأ لهم الزمان لكي يعيشوا وسط شعار كل شيء قابل للبيع والتنازل بما فيه بيع البلاد وإن لم يقولوا لنا ذلك صراحة وإن صدقتها الأفعال بعد ذلك! ومادام أن مسار الشراكة انتهى الى حركة ليست فيها بركة واتضح أن الشريك الهندي أكثر سوءا من الشريك الجزائري، فإن ذلك يحتم علينا البحث عمن وقفوا وراء هذا المسعى الخطير الذي تم تنفيذه وسط هتافات سيدي السعيد زعيم بقايا العمال ووزير التصحر عبد الحميد تمار كما تصفه لويزة حنون· فهؤلاء أو ممن بقي منهم في الواجهة مطالبون بتقديم اعتذار للأمة جراء الخسائر التي سببوها لنا وللبلاد بعد أن جعلوا الهنود يضحكون على أذقاننا بإعلان توبتهم الكاملة وتقديم استقالتهم فورا وفي الحين دون انتظار إذن من فوق إيذانا بالانصراف ومن دون محاسبة على طريقة صالح وقومه ثمود!