كشفت مصادر موثوقة ل''البلاد'' أن قاضي تحقيق الغرفة الثانية لمحكمة القطب قسنطينة فتح مؤخرا ملف أخطر شبكة إجرامية وطنية مختصة في جرائم تخزين واستيراد وتصدير المخدرات وتموين هذا النشاط مع تبييض الأموال في إطار التزوير واستعمال المزور في محررات إدارية من أجل تهريب السموم وترويجها بأوروبا عبر محور الحدود الجنوبية للجزائر. وهذا إثر نجاح كمين فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالوادي في إحباط آخر محاولة لتهريب 14طنا و25 كلغ من الكيف. وحسب مصادرنا فإن شبكة تهريب السموم كانت تقودها عصابات إجرامية من ليبيا، المغرب وتونس بالتنسيق مع مجموعة من الجزائريين والتي كشفت خيوطها الرئيسية إثر إلقاء مصالح الدرك الوطني القبض على أحد بارونات المخدرات بموطن التخزين بالوادي بتاريخ 70 جوان المنصرم رفقة 5 متهمين آخرين، من بينهم رعية من تونس، موجودين رهن الحبس الاحتياطي، فيما لايزال 9 متورطين آخرين في حالة فرار من ضمن 15مجرما أحصتهم فصيلة الأبحاث في جناية تخزين واستيراد وتصدير المخدرات من طرف الجماعة الإجرامية وتموين هذا النشاط مع تبييض الأموال في إطارالتزوير واستعمال المزوّر في محررات إدارية لتهريب أطنان من الكيف المغربي الموجه للترويج بأوروبا سواء عبر محور للشمال أو محور دول الساحل أي المناطق الحدودية الجنوبية والتي أجهضت آخر عملية بها، كانت الجماعة الإجرامية بصدد محاولة تهريب 14طنا و25 كلغ من الكيف المعالج بمدينة الوادي. وبخصوص وقائع القضية أبرز مصدرنا استنادا إلى محضر سماع المتهم الرئيسي فيها المدعو ''و.بشير'' من مواليد 1971، تعود إلى شهر أفريل 2009، حيث قصد شريكه''خ.محمد'' مقر سكناه بالوادي، هذا الأخير قدم من مدينة قربولي التي تبعد 40كلم عن العاصمة طرابلس الليبية بحكم معرفتهما السابقة باعتبار أن المتهم كان يعمل لديه في محل بيع السيارات في ليبيا. وقد أقر خلال تصريحه أمام قاضي التحقيق بأن سبب مجيء شريكه هو عرض فكرة تخزين المخدرات بمسكنه لمدة 3 أو 4 أيام، إلى حين العودة ودخول الجزائر مجددا من أجل إنهاء المهمة. 500مليون مقابل تخزين السموم وقع اتفاق بين الطرفين على مبلغ 500مليون سنتيم مقابل تخزين المتهم ''و.بشير'' كمية من أطنان الكيف المعالج بمقر سكناه، قبل مغادرة شريكه أرض الوطن متوجها نحو ليبيا. وبتاريخ 10ماي 1001 اتصل مجددا بالمتهم في حدود الساعة الحادية عشرة وأعلمه بأن ممونه الرئيسي في العملية هو المدعو محمد حسين خالدي الذي دخل التراب الوطني من المغرب على متن سيارة من نوع ''مرسيدس'' ليسلمه الأمانة حسب ما اعترف به المتهم في معرض تصريحاته بعد تحريك اتصالاته مع العصابات المشاركة في شبكة التهريب لاسيما المغرب الذي كان يمثله المتورط الآخر المدعو (الحاج حسان) وهو بمثابة وسيط بين المتهم الجزائري ورأس العصابة الليبي، حيث نقل هذا الأخير الكمية اللازمة لموطن التخزين بالوادي ومكث بمقر سكن المتهم 12يوما، حسب ما أقره للقاضي. أضاف في سياق متصل أن العمليات كانت تتم بنجاح وفق التنسيق المحكم بين قائد الشبكة الإجرامية وعملائه من المضاربة لتنكشف خيوطها في آخر عملية تهريب، تولاها المتهم حيث اتصل به المدعو (الحاج حسان) مجددا بتاريخ 12 ماي من العام نفسه وأعلمه بأنه أرسل 14قنطارا و25 كلغ من الكيف المعالج على متن سيارة من نوع ''بولو'' دخلت من المغرب عبر الحدود التونسية، مع تنبيهه إلى الرقم التسلسي للمركبة حتى يتسنى له التعرف عليها. واعترف المتهم بأنه استلم البضاعة وباشر تخزينها في المكان المعتاد. في الوقت الذي كانت فيه فصيلة الإبحاث الأبحاث بالوادي للدرك الوطني تتابع خطوات العصابة وتتقفى آثارهم، لتتم مباغتتهم بموطن التخزين في مسكن المتهم الرئيسي بالوادي، حيث تمكنت من إلقاء القبض عليه رفقة كل المتهم (خ.محمد) من ولاية عنابة والمدعو (س.خالد) من تونس كانوا مجتمعين في موكب جنائزي إثر وفاة والدة (و.بشير)، تم بسببهم إيقاف 6 متورطين في شبكة تهريب وترويج السموم، لترتفع بذلك حصيلة حجز مصالح الدرك الوطني إلى ما يفوق 56طنا من نوع القنب الهندي خلال السداسي الأول من العام الجاري إثر تفكيك شبكة التخزين بمدينة الوادي لكمية 14طنا و25 كلغ من المخدرات، تضاف إلى شبكات التهريب التي لها علاقة بشبكات دولية، بعدما أضحت الجزائر منطقة عبور للمخدرات المغربية لترويجها نحو أوروبا حسب ما أكده العميد جمال عبد السلام زعيدة رئيس قسم الفرقة القضائية بقيادة الدرك الوطني في تصريح سابق.