عادت مظاهر العطش لصناعة مشهد الحياة اليومية بتلمسان ومنذ مطلع الصائفة الجارية عاشت عدة بلديات وأحياء سكنية تغييرا مفاجأ في مواعيد التزود بالماء الصالح للشرب، وفي تلمسان عاصمة الولاية نفسها تعرف أحياء الكدوية وبودغن والقلعة وبوهناق والمنصورة وحي الزيتون بشتوان ظاهرة العطش على الرغم من أن السنوات القليلة الماضية عرفت انتعاشا في التزود بالمياه الصالحة للشرب، هذه الظاهرة لم يجد لها المواطنون تفسيرا مقنعا على اعتبار أن الولاية عرفت استثمارات قوية في مجال الري . وفي هذا الصدد احتضنت تلمسان مشروعين كبيرين ويتعلق الأمر بمحطتي هنين وسوق الثلاثاء لتحلية مياه البحر بطاقة تقدر بنحو 200 ألف لتر مكعب يوميا من المياه الصالحة للشرب بغلاف مالي قدره وزير الطاقة السابق شكيب خليل بنصف مليار دولار باعتبار أنهما من أضخم مشاريع توفير الماء الشروب بالساحل الجزائري. ولا تقتصر مشاريع الري عند هذا الحد بل هنالك تدعيما لمصادر المياه من السدود فضلا عن حفر الآبار العميقة ومنها الرواق الغربي بالزوية الحدودية . هذه المشاريع الكبرى لم تؤد الغرض المنتظر منها فقد دخلت الأحياء الشعبية نفق الانقطاعات الدائمة للماء الشروب بفعل التسيير غير العقلاني للموارد المائية ، وفي هذا الشأن دائما تعرف الكثير من الأحياء بمغنية وسبدو والرمشي وبن سكران أزمة في تنظيم عملية التزود بالماء الشروب في وقت كان المواطنون يعتقدون أن أزمة الماء الشروب تحولت إلى مجرد ذكرى.وتعرف الأحياء المشار إليها آنفا حالة من السخط والتذمر للعديد من المواطنين الذي وجدوا أنفسهم أمام مهمة جديدة تتمثل في توفير الماء الشروب لعائلاتهم على حساب نشاطهم وعملهم اليومي، ويرى هؤلاء أن الدفع المالي من طرفهم لشركة توزيع الماء يثير العديد من الأسئلة عن مد ى إلتزامها بتوفير الماء الشروب خصوصا وأن هذه المؤسسات تستفيد من الاهتمام والدعم المالي الضروري لنجاحها وتكوين الأطر البشرية المختصة . ويقول بعض سكان حي الشهيد دحو بسبدو على سبيل المثال إنهم يتخبطون في فوضى التزود بالماء الشروب منذ مطلع شهر رمضان ، بينما تؤكد مؤسسة توزيع الماء الشروب أن الأمر يتعلق بقطع المياه لفترة محددة نظرا لوجود أشغال طارئة، لكن هذا لا يمنع من وجود أزمة الماء الشروب سواء في هذا الحي أو أحياء أخرى في نفس المدينة أو غيرها من المدن والبلدات المجاورة. وعلى الرغم من الاستثمارات القوية والانفاق غير المحدود على قطاع الري فإن حالته اليوم تثير الكثير من علامات الاستفهام حول عدوة أزمة التزود بالماء الشروب في تلمسان التي لم تستفد أي ولاية أخرى من امكانياتها المادية التي تم تسخيرها.