افتتحت جمعية الفنون الجميلة للعاصمة معرضها السنوي الذي يحمل لوحات وأعمال فنية لتلاميذها المنخرطين بمختلف التخصصات على غرار الرسم، المنمنمات، الرسم على الخشب والخط العربي، وذلك بالمقام الفني والتاريخي دار عبد اللطيف، بحضور الجمهور من أهالي الطلبة ومحبي الفن التشكيلي، حيث سيستمر المعرض إلى غاية هذا الخميس 27 جوان الجاري. زينة.ب وثمن أستاذ الموسيقى ونائب رئيس الجمعية، عبد المجيد بومعزة، في كلمته للحضور، مبادرة الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي وعلى رأسها عبد القادر بن دعماش حيث منحت للجمعية دار عبد اللطيف للمعرض السنوي كالتفاتة مهمة للفن والثقافة، قائلا أن العرض يتم لأول مرة بهذا الصرح الثقافي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الجمعية تختتم كل سنة عامها الدراسي بمعرض يجمع أعمالا مختلفة لتلاميذها كبارا وصغارا، فيما يهتم تلاميذ الموسيقى بحفل اختتام المعرض حيث يقيمون حفلهم السنوي. مشيرا إلى أنه ولصغر حجم الدار ارتأت الجمعية لعرض عمل وحيد لكل طالب حتى تتم مشاركة الجميع، مؤكدا أيضا على مجهودات الأساتذة طيلة السنة، مضيفا أن الجمعية تكبر بأبنائها وأن أطفالها وتلاميذها اليوم هو الذين سيكملون المسار لاحقا. وذكّر بومعزة إلى أنه ستتم برمجة حفل سنوي يحييه طلبة الموسيقى وهناك سيتم توزيع الشهادات للطلبة بمختلف تخصصاتهم، غير أن التاريخ لم يحدد بعد للحفل ولا المكان. من جهته شكر رئيس جمعية الفنون الجميلة مصطفى بلكحلة -الذي بدوره يقدم دروسا في تقنية الألوان الزيتية- أساتذة الجمعية الذين لا يتوقفون عن تقديم كل وقتهم من أجل التلاميذ مثمنا جهودهم المبذولة على مدار السنة، متوجها بالحديث إلى أستاذ الرسم أحمد بوكراع، وأستاذة الرسم للأطفال إيمان بومعزة، أستاذة الموسيقى فريدة، وأستاذ الموسيقى أيضا عبد المجيد بومعزة، وأستاذ الزخرفة مزوان، وأستاذ الخط العربي مشطة. وعبر بلكحلة عن سعادته بهذا الكم من فناني الغد الذين يواظبون على حضور دروسهم في الجمعية التي تحتوي على تخصصات مختلفة، مضيفا أن المعرض عبارة عن شكر لهم على مجهوداتهم التي يبذلونها طوال السنة، كما أنه فخر لهم وهم كذلك فخر للجمعية، مؤكدا أن الجمعية ورغم ظروفها المتوسطة، إلا أنها لا تفرّط في تلاميذها، ولا يمكن أن تهمل أعمالهم التي تعبوا في تحضيرها مدة سنة كاملة، مشيرا إلى الآفاق التي تنشدها الجمعية، وكذا الفرص التي تُقدَم لها من أجل عرض أعمال تلاميذها شاكرا بالمناسبة المسؤولين الذين يقدمون المساعدة من خلال تأمين فضاءات للعرض، على غرار القصور، قاعات السينما، وصالات الفنادق في أحيان كثيرة، وكذلك المقامات التراثية مثل دار عبد اللطيف التي تم فيها المعرض هذه السنة شاكرا بالمناسبة المسؤول عن وكالة الإشعاع الثقافي وعن هذا الصرح لتقديمه لطلاب الجمعية. وتابع بلكحلة، أن المعرض ارتقاء بالفن وكذا منح الفرصة للموهوبين لعرض أعمالهم. يُعتبر المعرض فرصة لإنارة دار عبد اللطيف بكل هذا الكم من الفن المتنوع، حيث خُصص البهو لتلاميذ قسم الرسم الذين يشرف عليهم الأستاذ أحمد بوكراع، بينما خُصصت الغرف الداخلية لتلاميذ فن المنمنمات ورسومات الأطفال. وهناك تجوّل الحضور واستمتعوا باللوحات المعروضة التي أبدع الطلبة في إنجازها. تلك اللوحات كانت مختلفة ومتنوعة وجميلة، منها لوحات تصوّر الطبيعة الجميلة، وأخرى خاصة بالأمكنة، وكذا لوحات صوّرت مناطق من التاريخ والتراث الجزائري مثل القصبة، بسكرة، والصحراء، وكذلك تصوير للريف الأمازيغي، بالإضافة إلى لوحات خاصة بالبورتري، فيما غلبت على اللوحات مواضيع الطبيعة الصامتة. كما اختلفت التقنيات في رسم تلك اللوحات المعروضة فمنها التي استُعملت فيها الألوان الخشبية، وأخرى استُعملت فيها الألوان الزيتية، وأخرى تقنية ألوان “الأكريليك” وأخرى بألوان “الأكوارال”، بينما كان أساس البعض الآخر من اللوحات قلم الرصاص، وذلك حسب المستوى الذي وصل إليه الطالب، حيث عادة ما تبدأ دروس الرسم بقلم الرصاص ثم الألوان الخشبية إلى غاية آخر مرحلة وهي الألوان الزيتية. وفي حديثه ل”الجزائر الجديدة”، أكد أستاذ الرسم بجمعية الفنون الجميلة أحمد بوكراع، أن المعرض بسمة في وجه التلاميذ حيث تمنحهم الجمعية هذه الفرحة التي ينتظرونها منذ بداية السنة، مشيرا أن الجمعية تعكف على إقامة عروض نهاية السنة لتقييم تلاميذها ومتابعة تطوراتهم، كما أن عرض لوحاتهم فرصة لإبراز ما تعلموه من الأساتذة الذين يظهر دورهم كذلك في النتائج المُحصّلة، مضيفا أنه في حفل الاختتام التي تُحضر له الجمعية ستُقدَم الشهادات الشرفية للطلبة جميعا في جوّ احتفالي حتى يشعروا بالسعادة بعد سنة من العمل. وفي حديث ل”الجزائر الجديدة”، قالت نسيمة وهي طالبة في قسم الرسم حيث تعتبر أول سنة لها في الجمعية وكذا أول عرض لها، أن جمعية الفنون الجميلة قد أعطتها الفرصة لتصبح فنانة وهي التي كانت تحلم بذلك لأنها موهوبة منذ صغرها، لكن ظروفا مختلفة مرت بها حالت دون اهتمامها بموهبتها، مضيفة أن عائلتها سُعدت بما عرضته بعد أن تفاجأ أفرادها بأن الجمعية أروع مما وصفته لهم، كما أنها ترددت كثيرا قبل أن تكمل أول عمل لها وقبل أن تقرر عرضه لولا دعم زملائها وأستاذها أحمد بوكراع. وانضمت خديجة إلى الحديث، لتقول أنها تزور الجمعية منذ سنة 1999 بشكل متواصل، وقبل ذلك كانت طالبة وهي مراهقة، وقد جابت مختلف التكوينات من خلالها على غرار الرسم على الحرير وإن كان هذا القسم غير موجود حاليا، مشيرة أن الجمعية جزء من طفولتها وشبابها، وتعتبرها مثل منزل ثان لها. من جهتهم أكد أولياء التلاميذ، بأن الجمعية مكان قديم وجميل ولا يجب التفريط فيه بل على العكس يجب الاهتمام به أكثر فهو يستقطب الكثيرين سواء من الأطفال أو من الكبار فالكل يحب التعلم لأن الأساتذة لطفاء وكذلك المبلغ مناسب للجميع، مضيفين أن الجمعية بحاجة لبعض من الدعم الذي سيزيد حتما من النتائج المرضية. وثمن طلبة آخرون من قسم الرسم، ما تقدمه الجمعية من خلال الدروس والاهتمام الذي يلقونه، مضيفين أنهم يتعلمون بسرعة كبيرة وهذا يدل على جدية الأساتذة وحبهم للعمل الذي يقومون به، كما أعربوا عن سعادتهم برؤية لوحاتهم وهي معروضة خاصة الطلبة الذين يعرضون لأول مرة، بالإضافة إلى أن العرض متواجد بمكان جميل وأثري وتراثي وله إطلالة بهيّة. وأكد هؤلاء، أن جمعية الفنون الجميلة ورغم إمكانياتها الصغيرة، إلا أنها تقدّم الكثير من خلال مجهودات الأساتذة، وأضاف البعض منهم ممن كبر بين جدران الجمعية على غرار ما قالته طالبة الموسيقى ليندة، أنها لم تعُد مثلما كانت، فهي قد تغيرت كثيرا من الخارج ويظهر عليها القِدم والإهمال لكنها تبقى نفسها في قلوبهم وتبقى هي المكان الذي وطّد علاقتهم بالفن.