كشف الروائي الشاب عبد الرزاق طواهرية، الذي يواصل اختيار مواضيع مختلفة وغرائبية، عن إنتاجه الجديد المتمثل في رواية "الوَحَا، العَجَل، السَّاعَة" عن دار المثقف، حيث يعتبر نفسه شخصا يبحث عن الطرق والسبل للمضي قدما في تحقيق مشاريعه الإبداعية وتطويرها. زينة.ب وأوضح طواهرية بصفحته في "فيسبوك"، أن العمل الجديد ينتمي إلى أدب الصّحراء العجائبيّ، وبالإضافة إلى تألِيفه للأحداث قام بتصميم الغلاف كعادته حيث يهتم بنفسه بإخراجه مرافقا للعمل الذي يصدره على غرار أغلفة الأعمال السابقة، موضحا أن العنوان المتكون من ثلاث كلمات يتلفظ بهم الساحر لطلب خدمة أعوانه من الجن والوحا تعني طلب الساحر الإعانة من الجن، والعجل تعني السرعة في التنفيذ، أما الساعة فهي التأكيد على تنفيذ الطلب. وحسب الكاتب، فإن وقائع وزمن الرّواية تدور عام 1379 هجري، في قلب طاسيلي ناجر (سيفار)، جانت (قصر ميهان)، تادرارت الحمراء، تاظروك، وفي 230 صفحة تدور الأحداث حول عالم السحر الغامض من منظُور السحرة والرّوحانيّين، مركزا على ما يسمون "الزوهريين الرّبانيين والشيطانيّين"، مضيفا أنه استند في المراجع على كتب سحر حقيقيّة ككتب "البلهان" و"شمس المعارف الكبرى" و"الصولجان في الاستيلاء على بنات الجان". وقال طواهرية في المنشور ذاته، أنه دعّم روايته بأسرارٍ وخبايا لم تُتناول من قبل قدّمها له شيخ عارِف بالصّحراء ومعالمهَا للكاتب بعد لقاء جمعهمَا -يكشف- وقَد جاء فيها بالتفصيل ولأوّل مرّة أسرار "أحمد بن قاف" الذي يعتبر من أكثر الشّخصيات غموضا في العالم الرّوحاني، مضيفا أنه أزال غموض "النّجمة الخماسيّة العملاقة" المتواجدة في ولاية تندوف بعد بحثٍ عميق جمعه مع أهل الاختصاص، كمَا عالج -يقول- موضوع "سيفار" وهي أكبر مدينة كهوف في العالم كما تطرّق لسرّها المكنون الذي لا يعرفه سوَى أقليّة من أهل المنطقة، وأثارت الرّواية أيضا موضوع رسومات كهوف "الطّاسيلي" التي حيّرت العلماء بطريقة تنفي نظرية الأطباق الطائرة، وتُحيِّي أحد أهم الأسرار العجيبة التي خلَّفها الطوطميُّون الملقّبُون ب"الرّؤوس المستديرَة". وكشفت الرواية -يتابع طواهرية- أسواق الجّن وهي أحَد أهم المعارف التي يحتفظُ بها الرّوحانيون ولا يذكرونها أمام الجّميع، معلنه عن أبرز سوق للجّن في الصّحراء الكبرى حسب زعم هؤلَاء وما يُباع فيه وما يُميِز رُوّاده أصحاب الخُطَى الخفيفة، متسائلا "فمن يكونون يا ترى؟" (لربما ترك الأمر لاكتشافه بعد قراءة العمل)، مشيرا أن العمل قد دُجِّج بعزائم حقيقيّة باللّغة السيريانيّة لاستنزال الجّن واستحضار الشّياطين والمردة، غايتهَا إشباعُ الفضول، ولكي لا يقعَ القارئ في الأذى -يوضح- تم اجتثاثُ النّصوص المؤذية بعناية، وتم أيضا الكشف بالتّفصيل عن أسرار ملوك الجّن والشياطين وما يحل بالسّاحر من أذى وعبوديّة بعد استدعائهم، اعتمادًا عن تجارب حقيقية نُقِلت من روحانيّين وسحرة تائبين دخلوا في ما يعرف بخلوة الواحد والأربعين ليلة (خلوة الشيطان)، كما غاصت الرّواية في إثنوغرافيا التواصل ونقلت لنا حياة الطّوارق بعاداتهم وتقاليدهم وحتى لغتهم الأم التي انتعشت الرّواية بألفاظها من البداية حتَّى النّهاية. ونوّه طواهرية إلى أن الرّواية الجديدة خالية من أية أفكار شركيّة، ولا تمس بسوء أي قيم دينيّة والكثير من أحداثها حقيقيّ مُثبتٌ في كتب الباحثين والعلماء، والقليل منها خياليّ مُستوحَى من كتب السّحر وأقوال الرّوحانيّين التي يمكن من خلالها إشباع الفضول وفي الوقت نفسه لا يمكن التّصديق بها جميعًا. يُذكر أن الكاتب عبد الرزاق طواهرية من مواليد قسنطينة ويقطن بتبسة، فاز بمسابقة الكتاب الجامع "صدى" بخاطرة "لا تسلبوني زعانفي"، وبمسابقة "موسوعة المثقف" بمقالة حملت عنوان "أبسط طرق السفر عبر الزمن"، صاحب صفحة ما وراء الطبيعة الجزائرية وكاتب بموقع كابوس منذ سنة 2013، سجل حضوره بقوة في فعاليات معرض الكتاب مؤخرا، في رصيده "شَياطِين بَانكُوك" وهي أول رواية جزائرية تتطرق إلى الديب ويب بصفة صريحة، "شيفَا مَخطوطة القَرن الصغير"، "ما يفُوق حَواسنا الخمس" وآخر عمل كان بيدوفيليا 6.66" عن دار "المثقف" والتي شارك بها بفعاليات سيلا 2019. تُوّج الكاتب بجائزة رئيس الجمهورية علي معاشي 2019.