تناول الشيخ الإمام الحبيب علي زين العابدين الحفري ، القادم من اليمن موضوع "الإحسان ثالث أركان الدين الإسلامي" ،ضمن سلسلة الدروس المحمدية التي تحتضنها تلمسان ،وتنظمها الزاوية البلقايدية الهبرية بالتنسيق مع وزارة الثقافة ،وهو موضوع يتواءم و يتوافق مع محور الملتقى السادس الذي اختير له عنوان "العلم والتزكية في الحضارة الإسلامية "،ففي بداية حديثه ذكر الجفري أن المولى سبحانه و تعال خلق الإنسان بالإحسان للاحسان فتبارك الله أحسن الخالقين ، من أجل أن يكون في الأرض خليفة ،فأعلى جانبه الروحي على حساب نوازعه النفسية ، من اجل القيام بوظيفة العبادة خير قيام ، وفق نص الآية " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "، وقد بنى المحاضر كل مداخلته على الحديث المشهور بحديث جبريل عليه السلام الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، الحديث الذي يتطرق لتعريف الإسلام والإيمان والإحسان ، هذا الحديث الذي هو أصل الإسلام وقال عنه القرطبي هو أم السنة وقال عنه " ابن دقيق العيد " هو أم الدين مثلما الفاتحة هي آم الكتاب .تساءل بعدها الجفري عن مرتبة الإحسان من الدين وما المقصود منه آي الإحسان وما هي تجلياته وتمظهراته ، وأضاف بأن علم السلوك والتزكية قد أسس على الركن الثالث من الدين، إي الإحسان ، مثلما أسس علم التوحيد على أركان الأيمان وعلم الفقه على أركان وقواعد الإسلام. تحدث بعدها الجفري عن صلة الإحسان بالإسلام موردا الآية الكريمة "بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن." مؤ كدا أن الإحسان هو إتقان الشيء وتمامه ،وهو أيضا ثمرة لتزكية النفس ، مضاد للقبح والإساءة ومرتبط بالجمال " إن الله جميل يحب الجمال "والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك . ثم أضاف المحاضر من جهة أخرى ،بان أكابر العلماء الربانيين سموا الإحسان تصوفا وعرفوه بالتزكية وهي لفظة قرآنية قال المتحدث كما في الآية الكريمة "قد أفلح من زكاها" وعدد من جهة أحرى بعض الكتب التي تناولت التصوف مثل كتاب التعرف للكلابدي و قواعد التصوف لمحتسب العلماء والأولياء، الشيخ سيدي احمد زروق البرنيسي دفين ليبيا ، وبين بعدها الأستاذ "المحاضر إن الفرق في المراتب بين الناس هو في مدى الإحسان فهو مقام التفاوت بين الناس،وهو الأساس الذي تدور عليه أمور الدين فلا حياة يؤكد الجفري للإسلام و للإيمان بدون الإحسان ،وهو أيضا ثمرة لتزكية النفس ، ويكون الإحسان بالقول والفعل والتفكير والنظر ،ويكفي إن الآية الكريمة " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله مع المحسنين " ، هذه المعية التي أصل حدوثها الإحسان ، للإشارة فان لشيخ الإمام الحبيب علي زين العابدين المؤسس والمدير العام لمؤسستي طابة بأبي ظبي بالإمارات العربية المتحدة هو عضو مجلس مؤسسة دار المصطفى في الدراسات الإسلامية ونائب عميدها بالجمهورية اليمنية بالإضافة إلى كونه عضوا عاملا في مؤسسة آل البيت بعمان بالمملكة الهاشمية الأردنية .