أرقام صادمة عن أكبر حرب إبادة في التاريخ هكذا حوّل الصهاينة غزّة إلى مدينة للموت يواجه القطاع الصحي في غزّة انهيارا كبيرا جراء الإبادة التي عطلت قدرته على إنقاذ الأرواح مع إغلاق مستشفيات وتقليص خدمات أُخرى واستهداف سيارات الإسعاف ونفاد الأدوية الأساسية ما ترك مئات الآلاف من المرضى أمام خطر العزلة والموت. ق.د/وكالات منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023 تعمد جيش الاحتلال استهداف القطاع الصحي ومكوناته بالقصف والحصار والتضييق ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية واستهداف الكوادر الطبية بالإعدام والاعتقال. وفي أروقة المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل تعجّ الأسرة بالمصابين فيما يرقد أعداد من المرضى على الأرض في الممرات الضيقة وأما الأطباء فيعملون منهكين جائعين وتحت ضغط يفوق طاقتهم بلا أجهزة كافية وبلا أدوية منقذة للحياة. سيارات الإسعاف التي نجت من القصف تتحرك بين الأنقاض لنقل الجرحى لكنها كثيرًا ما تعود محملة بجثث لم يتح لها الوصول إلى العلاج في الوقت المناسب وسط ضجيج المولدات التي تحاول الإبقاء على ما تبقى من أقسام العناية المركزة قيد التشغيل. مدير عام وزارة الصحة بغزّة منير البرش كشف عن أرقام صادمة تجسد حجم الإبادة الصحية التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع منذ بدء حرب الإبادة الجماعية وحتى الاثنين. وأعلن في منشور على منصة فيس بوك أن ما يجري يتجاوز كونه أزمة إنسانية وأنه يشكل جريمة مكتملة الأركان ضد الحق في الحياة وسط مجاعة وأمراض تهدد حياة مئات الآلاف وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية. ومنذ 7 أكتوبر 2023 يرتكب الاحتلال - بدعم أمريكي - إبادة جماعية في غزّة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. ومنذ ذلك التاريخ قتل الاحتلال 61 ألف و499 فلسطينيا من بينهم 18 ألفا و430 طفلاً و9 آلاف و300 سيدة بينهن 8 آلاف و505 من الأمهات. إلى جانب ذلك فقد أباد الاحتلال ألفين و613 عائلة بالكامل فيما فقدت أكثر من 5 آلاف و943 عائلة أكثر من فرد وفق البرش. وأشار إلى أن الإبادة خلفت 153 ألف و575 جريحا بينهم 18 ألفا بحاجة لتأهيل عاجل. إضافة إلى 4800 حالة بتر أطراف بينهم 718 طفلا. ** المنظومة الصحية أظهرت البيانات التي نشرها البرش مقتل ألف و590 من الكوادر الصحية بينهم 157 طبيبا فيما استهدف الاحتلال منذ بدء الإبادة 183 سيارة إسعاف. وأوضح أن معدل إشغال المستشفيات وصل إلى 200 بالمئة فيما لا يعمل سوى 15 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزّة بينها 4 مستشفيات مركزية فقط. وذكر أن 67 مركز رعاية أولية يعمل فقط من أصل 157 أما غرف العمليات فلم يتبق سوى 40 من أصل 110. ولأكثر من مرة حذرت مؤسسات حقوقية وصحية من تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين خاصة المرضى والجرحى جراء العجز الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. كما أنذرت وزارة الصحة بغزّة عبر بيانات سابقة من أن استمرار هذا العجز يهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية ويعرض حياة آلاف المرضى خصوصا المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة لخطر الموت المحقق . وإلى جانب العجز الدوائي فإن القطاع الصحي بغزّة يواجه نقصا مستمرا في الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. ** المجاعة والأمراض وسُجلت 28 ألف حالة سوء تغذية منذ بداية العام 2025 فيما قتل ألف و750 فلسطينيا من منتظري المساعدات منذ 27 ماي الماضي وفق البيانات المنشورة. وأوضح أن 101 طفل توفوا منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الاثنين جراء الإصابة بسوء التغذية الناجمة عن التجويع فيما أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة الوفيات الأطفال جراء المجاعة إلى 103. وأشار البرش إلى وجود 500 رضيع في المستشفيات بسبب سوء التغذية فيما بلغت حالات الإجهاض بسبب الجوع نحو 3 آلاف و120 حالة وفق البيانات المنشورة. وذكر أن 300 ألف مريض مزمن مهددون بسبب نقص الدواء لافتا إلى وفاة 6 آلاف و758 حالة من بينهم. وبيّن أن 41 بالمئة من مرضى الكلى يموتون بسبب نقص العلاج و52 بالمئة جراء فقدان أدوية الأمراض المزمنة. وقال إن ألف مريض قلب توفوا للسبب ذاته فيما يقف 16 ألف مريض على قائمة انتظار للعلاج بالخارج فيما توفي منهم 633 شخصا قبل حصولهم على الموافقة. وفي 2 اوت الجاري قالت وزارة الصحة إن نسب إشغال الأسرة بلغت مستويات قياسية إذ وصلت إلى 300 بالمئة في المستشفى الأهلي العربي و240 بالمئة في مستشفى الشفاء و210 بالمئة في مستشفى الرنتيسي وجميعهم بمدينة غزّة. كما بلغت نسبة الإشغال 180 بالمئة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة. وأوضحت أن الطواقم الطبية باتت مجبرة على فرش الممرات والأرضيات لاستقبال المصابين بسبب النقص الحاد في الأسرة والإمكانات الطبية . ويعيش قطاع غزّة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه حيث يتداخل التجويع الممنهج مع إبادة جماعية يرتكبها إالاحتلال منذ 22 شهرا. ** الوضع الوبائي وحول الوضع الوبائي أظهرت بيانات البرش تسجيل 71 ألفا و338 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي و167 ألف حالة إسهال مزمن. وذكر أن ألف و116 حالة حمى شوكية سجلت منذ بداية العام و64 إصابة بمتلازمة غيلان باريه النادرة بينها 3 وفيات. ومؤخرا حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ثلث سكان غزّة لم يأكلوا منذ عدة أيام واصفا الوضع الإنساني بأنه غير مسبوق في مستويات الجوع واليأس فيما أكدت الأممالمتحدة أن غزّة بحاجة إلى مئات شاحنات المساعدات يوميا لإنهاء المجاعة التي تعانيها جراء الحصار والإبادة الجماعية. وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزّة فإن 288 ألف أسرة بلا مأوى فيما تعرض أكثر من مليوني مدني لنزوح قسري ويعيش هؤلاء أوضاعا مأساوية في خيام ومدارس وعند أقاربهم وفي الشوارع دون مياه نظيفة أو صرف صحي أو مكان آدمي للعيش. *دول ومؤسسات أوروبية: المعاناة في غزّة وصلت مستوى لا يمكن تصوره إلى ذلك أعلن 27 شريكا دوليا بينهم المملكة المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي أن المعاناة الإنسانية في غزّة وصلت إلى مستويات لا يمكن تصورها ودعوا حكومة الاحتلال إلى إزالة العقبات أمام المساعدات. جاء ذلك في بيان مشترك أصدره الشركاء ال 27 بشأن القيود التي تواجه المساعدات الإنسانية وعمل منظمات المجتمع المدني في غزّة. وأفاد البيان: وصلت المعاناة الإنسانية في غزّة إلى مستويات لا يمكن تصورها. المجاعة قائمة أمام أعيننا. لابد من تحرك عاجل لوقف المجاعة وعكس مسارها . وشدد البيان على ضرورة حماية المساعدات الإنسانية وعدم تسييسها. ودعا حكومة الاحتلال إلى السماح بشحنات المساعدات من جميع المنظمات غير الحكومية الدولية وإزالة العقبات التي تعترض عمل الجهات الفاعلة الإنسانية الأساسية. ولفت إلى ضرورة اتخاذ الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والشركاء في المجال الإنساني خطوات فورية ومستدامة وملموسة لتسهيل وصول المساعدات بشكل آمن وواسع النطاق. وتابع: نحن ممتنون للولايات المتحدة وقطر ومصر على جهودها الرامية إلى ضمان وقف إطلاق النار وسعيها لتحقيق السلام. نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار ينهي الحرب ويطلق سراح الأسرى ويضمن وصول المساعدات إلى غزّة برا دون عوائق . ووقع على البيان 27 شريكا دوليا شمل وزراء خارجية أستراليا وبلجيكا وكندا وإدارة جنوبقبرص الرومية والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا واليونان وأيسلندا وأيرلندا واليابان وليتوانيا ولوكسمبورغ ومالطا وهولندا والنرويج والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة بالإضافة إلى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس والمفوضة الأوروبية لشؤون البحر المتوسط دوبرافكا سويكا والمفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات حاجة لحبيب.