تدخل الدكتور الجزائري يوسف وغليسي في قضية الباحث اليمني محمد مسعد الذي اتهم الباحث الجزائري عبد القادر طالب بسرقة أطروحة رسالة دكتوراه حول شعر "البردوني"، وقدمّ تفصيلا محايا في مقال بعنوان " الإنصاف في مسائل الخلاف بين التناص والتلاص: وساطة بين باحث جزائري وخصمه اليمني". وقال وغليسي في مقتطف من مقاله: "!لا أدري كيف قُيّض لي أن أتبوّأ القضاء في مسألة خلافية حسّاسة، لا سبيل فيها إلى الحكم ب (حكومة الضبّ) الشهيرة بين الثعلب والأرنب؛ والتحلّي بحكمته وقدرته على إرضاء الطرفين معا". وأضاف: "أمّا وقد غامرتُ بمشاركة منشور لباحث يمني (لا أعرفه) يشكو باحثا جزائريا (لا أعرفه أيضا)، ادّعى أنّه سرق رسالته للدكتوراه ونال بها درجة الدكتوراه، فقد صار لزاما عليّ (بعدما شاعت الفتنة وتفشّت) أن أواصل المغامرة." وكتب وغليسي: " وقد شجّعني على ذلك ثقة كثير من الأحباء والأصدقاء داخل الوطن العربي ممّن نصّبوني "الحكم التُّرضى حكومته"، خاصة بعدما اطّلعتُ على معظم وثائق القضية؛ فقد قرأتُ الرسالتين المتنازع حولهما، ومنشور الادّعاء اليمني، ومنشور المدّعى عليه الجزائري، وتعليقات شهود الطرفين التي بلغت حدّا لا يطاق". وأضاف الدكتور: "وبناءً على ذلك سأحاول، من موقع الانتماء اللغوي العربي المتعالي على الجغرافيات الزائفة، أن أدلي برأيي الشخصي الذي ينشد الحق حيثما تجلّى له، بعيدا عن جزائرية هذا أو يمنية ذاك." واستطرد قائلا: " انطلقت شرارة الحرب من اليمن السعيد على يد الدكتور محمد مسعد الذي ادّعى أنّ أطروحته للدكتوراه (التناص في شعر البردوني)، التي ناقشها سنة 2007 بجامعة صنعاء (بإشراف العلامة الشاعر الكبير عبد العزيز المقالح، ومساعده د.عبد الواسع الحميري)، ثمّ حوّلها عام 2012 إلى كتاب منشور بعنوان معدّل نسبيا، قد تعرّضت للسرقة على يد باحث جزائري اسمه د. عبد القادر طالب الذي ناقش رسالة بعنوان مشابه (جماليات التناص في الشعر العربي المعاصر- قراءة في شعر عبد الله البردوني) سنة 2016، بإشراف د. محمد بلوحي في جامعة سيدي بلعباس. مدّعيا أنّ صاحب الرسالة قد سرق بحثه ولم يزد على سرقته سوى شيء من التشويه، ومهدّدا باتّباع الإجراءات القانونية المتاحة.!وبناء على ادّعائه، دعا –في مشهد تهريجي طريف- إلى اعتقال من سمّاه (الدكتور اللص) وسحب شهادته. حسب ما ذكره وغليسي. وأوضح أنّه "راح (اليمني) في منشور لاحق يستنفر عشيرته الأقربين للدفاع عن حقه والتضامن معه. وحين أراد دحض الاتهام اكتفى بالإشارة إلى تشابه الموضوعين، واختلاف الجوانب النظرية، معترفا بتقاطع بسيط بين مبحثين اثنين من الفصل الثالث في رسالته، وبين الباب الثالث من رسالة خصمه، ومقرّا بفضل نسبي له عليه في هذه الفرعية، يعود –حسبه- إلى فضل السابق على اللاحق. وأشار وغليسي حول الباحث الجزائري فقد ردّ بمنشور انفعالي مماثل، كتبه بأسلوب وعظي (مستهل بالحمدلة ومختوم بالصلعمة ومطعم بآيات بينات) أنكر فيه التهمة الموجهة إلى رسالته، متحجّجا بجديته ونزاهته المعروفتين، وقد تحجّج –إثباتا لنزاهته المدّعاة- بأنّه وثّق ما أخذه عنه في هوامش البحث كما أدرج أطروحته ضمن قائمة المصادر والمراجع المعتمدة. وسأل: "فماذا تريدُ أكثر من ذلك يا سي عبد القادر؟!، ووصف مشرفه بالمشرف القدير!، وهو كلام إنشائي لا معنى له سوى استمالة العواطف الوطنية؛ وذلك أنّ الجامعة الجزائرية (كسائر الجامعات العربية) ليست منزّهة، وأنّ شرفها قد انتهك في مرات كثيرة سابقة". وأضاف: " وأنّ (أخانا اليمني) لم يسء إلى (بلد الشهداء) أبدا، بل إنه -عكس ذلك- قد وصف الجزائر (في منشوره الأوّل) بالوطن العظيم، ووصف جامعة بلعباس بالجامعة العظيمة!ومثلما بالغ اليمني في وصف خصمه بأبشع الأوصاف، فقد بالغ الجزائري في كيفية الردّ؛ خاصة حين أقحم البلاد والعباد في مسألة تخصّه وحده: "على أخينا اليمني أن يحسن الوضوء جيّدا، قبل أن يتلفّظ بأي كلمة تجاه بلد الشهداء أو أن يشكّك في نزاهة الجامعة الجزائرية وباحثيها الشرفاء".