قصف صهيوني وحشي يبيد عائلات بأكملها غزّة تنزف حتّى الموت! في ليلة أخرى حالكة في سجل المعاناة لم يعرف قطاع غزّة طعم النوم ولا هدوء اللحظات تحت وطأة الأحزمة النارية والقصف المدفعي العنيف الذي لم يكتفِ باستهداف البيوت الآمنة بل امتدت نيرانه إلى مراكز الإيواء التي تحتضن آلاف النازحين لتجد العائلات نفسها أمام موجة تهجير جديدة تضاف إلى فصول النزوح المستمر. ق.د/وكالات تتكرر مشاهد الموت والدمار في حرب الإبادة الجماعية التي تجاوزت 20 شهرا وكأنها تعيد كتابة المأساة ذاتها كل مرة فتتجاوز حدود الخراب المادي إلى جراح غائرة في ذاكرة المكان ووجدان الإنسان في حرب بلا نهاية نزفها يطال كل زاوية ويترك أثرا عميقا لا يمحوه الزمن. وتوالت ردود الفعل عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث عبّر مئات المغردين الفلسطينيين عن صدمتهم من الصور ومقاطع الفيديو التي وثقت حجم الدمار واستمرار القصف والأحزمة النارية المكثفة على مختلف مناطق القطاع. وأكدوا أن هذه المشاهد أعادت إلى ذاكرتهم بدايات الحرب لا سيما في مدينة غزّة وشمالها حيث تتكرر صور الخراب والمعاناة بشكل صادم يفوق الوصف. *شهادات المغردين والناشطين قال مغردون إن مدينة غزّة وشمالها لم تذوقا النوم طوال الليل في ظل القصف العنيف والأحزمة النارية التي استهدفت البيوت ومراكز الإيواء في محاولة جديدة لإجبار النازحين على التهجير. وأضافوا أن ما جرى يُعدّ من أعنف موجات القصف منذ بداية الحرب حيث يسقط الاحتلال أطنانا من المتفجرات في هجمات جوية وبحرية ومدفعية متواصلة. وأشار آخرون إلى أن فصول الموت تتكرر كأنها لم تتوقف يوما خراب يطال الأرواح قبل الأبنية ونزيف يمتد إلى كل شارع مع اشتداد ضراوة الهجمات ما دفع مئات العائلات للنزوح في عتمة مرعبة لا تعرف الرحمة. وكتب بعض النشطاء أن القصف لا يتوقف ولا حتى لساعة واحدة بينما يتحدث العالم عن مؤشرات تسوية لا يلمس منها الناس إلا مزيدا من الدمار مؤكدين: كثيرون لم يعودوا يصدقون ما يُروّج من وعود. يريدون وقفا نهائيا لهذه المقتلة. ما دون ذلك تبقى فرص الموت قائمة وفرص النجاة صدفة أحلاها مُرّ . *مشاهد لا تشبه إلا الجحيم وقال نشطاء: أحزمة نارية لا تهدأ تطوِّق الليل من كل الجهات. ليل غزّة جحيم مفتوح قاس حد الانفجار في الروح. ليل لا يشبهه ليل تمضغه السماء قصفا وتبتلعه الأرض ركاما . وكتب ناشط: مع بدء ساعات الليل واشتداد الظلام يبدأ مسلسل الأحزمة النارية والقصف العنيف المتواصل ليل غزّة ليس كأي ليل فنحن ننتظر طلوع الشمس قبل أن يبدأ الظلام . وأضاف آخر: ليلة قاسية في غزّة بعد يوم دام . ما يجري هنا فظائع مجازر أهوال.. يا من اعتدتم المشهد أوقفوا صمتكم فالعدو لم يتوقف عن قتله. يا بشر.. نقولها ونصرخ بكل أعماقنا غزّة تُذبح جوعا وقصفا ونزوحا . ووصف مدونون المشهد بأنه يفوق كل وصف: الأحزمة النارية تخلع القلوب وتصمّ الآذان. جنون ينزل من السماء ولا أحد يسمع أنين الأرض. جحيم يهبط على رؤوس الأبرياء لا يفرّق بين بيت أو خيمة ولا بين طفل وامرأة . *مراكز الإيواء تتحول إلى مقابر في سياق متصل حول الاحتلال خلال 3 ساعات فقط واثنتين منهما بفارق 10 دقائق 3 مدارس للإيواء في شرق غزّة وجباليا والتفاح إلى مذابح جماعية سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى في قصف متعمّد. كما تحولت مدارس الإيواء تحولت إلى مقابر جماعية والعالم يُشاهد بصمت مخز . كما وصفوا الاستهداف الممنهج لأكبر أماكن النزوح في مدينة غزّة وشمالها بأنه حلقة جديدة من حلقات الإبادة الجماعية حيث لم تتوقف الأحزمة النارية ولا روبوتات الاحتلال المفخخة عن قصف المنطقة منذ 24 ساعة. وتعرضت 4 مراكز إيواء لهجمات شرسة خلال الساعات الأخيرة ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا وسط اكتظاظ شديد بعد أوامر الإخلاء التي طالت أحياء مثل الزيتون وجباليا. وأوضحوا أن إحدى المدارس التي كانت تأوي النازحين أُجبرت على الإخلاء تحت القصف ليتم استهداف العائلات أثناء محاولتها الفرار. واختتم أحد النشطاء بقوله: مدارس الإيواء صارت مقابر... خيام النازحين صارت مقابر... مراكز المساعدات صارت مراكز الموت . *استشهاد أُسر بأكملها وعمليات نزوح كبيرة في الاثناء استشهد 48 فلسطينيا -منذ فجر أمس الاثنين- في سلسلة غارات متواصلة على مناطق متفرقة في قطاع غزّة شملت مدارس تؤوي نازحين ومراكز توزيع مساعدات وخيام إيواء. وأكد مصدر في المستشفى المعمداني استشهاد 13 فلسطينيا جراء قصف استهدف مستودعا لتوزيع المساعدات في حي الزيتون (جنوبي مدينة غزّة). كما أفاد مجمع ناصر الطبي (في خان يونس) باستشهاد 13 فلسطينيا وإصابة أكثر من 50 آخرين في غارة استهدفت مواطنين كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية (جنوب غربي مدينة خان يونس). وبحسب مستشفى العودة استُشهد فلسطيني وجُرح 23 آخرون نتيجة استهداف شارع صلاح الدين في منطقة وادي غزّة حيث كان يتجمع عشرات المدنيين على أمل الحصول على مساعدات غذائية. وأكدت مصادر في مستشفى الشفاء استشهاد 4 فلسطينيين في قصف على دوار حلاوة بجباليا البلد حيث تم استهداف مجموعة من المدنيين بشكل مباشر. واستشهد 3 مواطنين بينهم سيدة نتيجة قصف بطائرة مسيرة استهدفت منطقة الكتيبة في خان يونس كما استشهد فلسطيني آخر وأُصيب آخرون جراء استهداف خيمتهم في منطقة المواصي (غرب المحافظة).