اشتدت رحلة البحث عن الأوكسجين إن على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي وذلك مع تسارع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا خلال الآونة الأخيرة. وأدى تزايد الإصابات اليومية فوق عتبة الألف إلى ما يشبه حالة الصدمة في الأوساط الطبية والرسمية التي لم تكن تتوقع تفاقم الأزمة الصحية بهذا المستوى و في ظرف قصير. و مع اشتداد وتيرة النشاط الطبي لمعالجة المرضى و تمكين المرضى من العناية المركزة عند الضرورة، تزايدت الحاجة إلى استعمال الأوكسجين الطبي، مما ولد ضغطا شديدا على هذا الصعيد بالرغم من ان الجزائر تملك قدرات إنتاجية معتبرة في هذا المجال وهناك طموح لدى الرسميين عندنا من أجل بلوغ إنتاج 500 ألف لتر من الأوكسجين يوميا على المدى القصير. ومؤخرا قامت الجزائر باقتناء أجهزة لتكثيف الأوكسجين من الصين، البلد الذي يملك قدرات إنتاجية هائلة في هذا المجال، و ينصح خبراء اقتصاديون بأن تتمسك الجزائر حاليا بهذا النهج من الاستيراد من هذا البلد الأسيوي العملاق اقتصاديا من أجل تجاوز الأزمة الصحية الحالية لا سيما وأن نقل هذه الأجهزة بسرعة ممكن جدا بواسطة طائرات النقل العسكري التي تملكها القوات الجوية الجزائرية. ودعا هؤلاء الخبراء أيضا الى استيراد تشكيلات متنوعة في هذا المجال تشمل الوحدات الإنتاجية المتنقلة، مكثفات الأوكسجين فضلا عن إنشاء مصانع متكاملة في هذا المجال لا سيما و أن الجزائر تملك في الوقت الحالي إمكانيات مالية معتبرة مع وجود احتياطي صرف عند ال 44 مليار دولار و ارتفاع أسعار النفط في السوق الدولية. وسمح القرار الذي اتخذته السلطات العمومية مؤخرا بفتح مجال استيراد هذه المادة من طرف الخواص بتحريك الأمور في هذا المجال ، وعلى سبيل المثال فقد قرر مجمع " سفيتال" الخاص التابع لرجل الأعمال اسعد ربراب باستيراد 4000 مكثف أوكسجين من الخارج، لتبقى رحلة البحث عن هذه المادة مستمرة و تصنع الأحاديث اليومية للجزائريين لا سيما على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي.