كثفت الجزائر جهودها الدبلوماسية في مجال محاربة ظاهرة الارهاب والتطرف العنيف في الساحل وافريقيا، بسبب التزايد الخطير للظاهرة خلال العام الجاري. ولم تكتفي الجزائر بالتعبير عن قلقها من تنامي الاعتداءات الارهابية في القارة عبر قنواتها الدبلوماسية، بل تسعى إلى نقل تجربتها في مواجهة الفكر المتطرف والمغالاة، عن طريق استحداث معهد للتكوين الديني بإحدى دول الساحل الافريقي، حسبما أعلن عنه وزير الشؤون الدينية الجزائري. وقال يوسف بلمهدي إن الجزائر تسعى إلى استحداث معهد لتكوين الأئمة والطلبة، بإحدى دول الساحل الإفريقي، مؤكدا أن ظروف جائحة كورونا هي فقط التي عطلت تجسيد فكرة هذا المشروع. وتعتقد الجزائر أن محاربة الارهاب في الساحل وافريقيا مرتبطة بعدة عوامل يجب أن تتوفر منها ما تعلق بالتنمية في القارة، وكذا محاربة التدفق غير المشروع للأسلحة، إضافة إلى محاربة الفكر المتطرف. وكان وزير الخارجية رمطان لعمامرة قد حذر من ارتفاع عدد الهجمات الارهابية في منطقة الساحل والصحراء بنسبة 10 بالمائة خلال العام الجاري، واصفا هذا الامر بالمقلق. يذكر أن رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل أبو بكر والار، قد دعا دول منطقة الساحل للاستفادة من تجربة الجزائر والتعلم منها في مجال الحوار ومكافحة التطرف والغلو والإرهاب، باعتبارها مدرسة كاملة في هذا المجال.