عمدت الجمعيات العاملة في المجال البيئي ببلدية مدريسة ولاية تيارت مؤخّرا، إلى وضع خطّة شاملة من أجل تجديد محيطها الأخضر إلى سابق عهده، و كذا العمل على ضرورة إعادة الغطاء النّباتي لمنطقة -الواد- الّتي تمتدّ على طول المدينة من ناحيتها الشّرقية، حيث تسعى هذه الجمعيات إلى التّقرّب من مديرية البيئة بتيارت، مصالح الغابات، المجلس الشّعبي البلدي لرفع التحدّي و جعل المنطقة المذكورة تستعيد نضارتها كما كانت عليه من قبل.علما أنّ منطقة الواد بمدريسة كانت عبارة عن متنزّه طبيعي يقصده ساكنة المدينة و تلامذة المدارس ، خاصّة في موسمي الرّبيع و الصّيف، من أجل الاستراحة تحت ظلال شجر الصّفصاف العالية التي يتوسّطها مجرى الواد، حدائق الفواكه المتنوّعة و روائح وروده الزّكية دامت لسبعة عقود... قبل أن تتدهور به الأوضاع في المدّة الأخيرة و تتحوّل المنطقة كلّها إلى مفرغة عمومية تسبّب فيها ساكنة الأحياء المحاذية و مصالح البلدية طيلة العشرية الأخيرة.و حسب ما علمته الجريدة من مصادر إدارية، فإنّ مديرية البيئة و المحيط قد بادرت في وضع مخطّط بيئي شامل، بناء على تعليمات الوالي، تكون مدريسة قد استفادت من هكتارين و مساحتين للّعب، كما أنّ مديرية الغابات تكون قد اختارت منطقة واد مدريسة من أجل إقام مشتلة لها لوجود المياه على عمق مترين فقط.هذه المشاريع شجّعت جمعيات المجتمع المدني المدريسي التي جدّدت مجالسها استعدادا للعب دور فعّال في المجال، واعدة بانجاز حزام أخضر حول المدينة دون أن تنسى وجوب تجديد خميلة الصّنوبر التي ساءت أحوالها و حوّلها المجلسين السّابقين إلى منطقة اسمنتية غيّرت شكل المدينة السّابق.و من جهته و وفاء بوعوده، يعد رئيس البلدية الجديد العمل من أجل تسجيل المشاريع و اقتراح أخرى تتضمّن إنشاء مساحة خضراء تمتدّ على طول الواد، لتّنزّه العائلات، اللّعب و التّرفيه و كذا إنشاء بعض المحلاّت بمقربة من البساط الأخضر تعتني بتلبية حاجيات قاصدي الواد، و تشجيعا للأسر الحرفية على مزاولة الصّناعة التّقليدية لتنمية النّشاط البيئي و النّشاط الاقتصادي معا، في إطار فكرة البرنامج الوطني للتّنمية الرّيفية المندمجة الّذي يشجّع هكذا مشروع واعد، من أجل استغلال الصّناعة التّقليدية و السّياحة المحلية لترقية المستوى المعيشي للفرد و أسرته و كذا النهوض بالمنطقة اجتماعيا و اقتصاديّا.هذه الخطوة الّتي وصفت بالهامّة جدّا، يقول المعنيّون بها، تقتضي نشر الوعي في أوساط السّاكنة و تحسيسهم بضرورة إنشاء المشروع و انجازه على أرض الواقع مطالبين الأولياء، المربّين و جمعيتي البيئة النّاشطة بمدريسة و لجان الأحياء، إلى لعب دورهم التّحسيسي في أوساط المتمدرسين في مختلف الأطوار و تفعيل مشاركة ساكنة الأحياء المحاذية لمنطقة الواد التي ستستقبل المشروع ،داعين السّلطات الولائية و مديرية الغابات إلى مشاركتها في تجسيد المحيط الجديد، خاصّة و أنّ أرضية الواد تعتبر غير صّالحة للبناء، تحوي على مخزون كبير للمياه في ظلّ عودة الواد إلى جريانه بعد أن جفّ طيلة 30 عاما و لتجسيد هذا الطّموح على أرضية الواقع، يبقى على المجلس الشّعبي البلدي الحالي الوفاء بوعوده و توفير كلّ الإمكانيات الماديّة و المعنوية لدعم البيئيّين في انجاز حزام أخضر يحيط بالمدينة من جهاتها الشّمالية، الغربية و الشّرقية، و كذا تشجيع كلّ الشّباب الرّاغب في تحقيق قفزة نوعية من النّشاط الاقتصادي و البيئي، على تفعيل مشاريعهم و مساعدتهم عند تقرّبهم من مؤسّسات تشغيل الشّباب و الحرفيّين للاستفادة من القروض المختلفة، حسب تصريحات أصحاب المشروع الّذين دعوا الجريدة إلى مشاركتهم في الحملة التّطوّعية الّتي ينوون إطلاقها في الأيّام القليلة القادمة.