اعتبر مشاركون في ندوة حول الأدب الأمازيغي الجزائري نظمت في إطار تظاهرة "الربيع الثقافي" في طبعتها الأولى، أن هذا الأدب عرف "قفزة نوعية" في السنوات الأخيرة على الرغم من العراقيل التي تواجهه. وقال الكاتب والناشر ابراهيم تازغارت، أن هناك "قفزة نوعية" اليوم في الأدب الأمازيغي تعكسها تواجد حوالي 100 رواية وأكثر من 10 ترجمات لروايات عالمية بالإضافة لأكثر من 50 قصة قصيرة، مضيفا أن مركز الكتاب الأمازيغي الذي أنشأه في 2015 يعمل على إحصاء هذه الإصدارات بدقة. وعاد المتحدث إلى التاريخ قائلا أن أول رواية معاصرة بالأمازيغية هي "الولي بوذرار" بمعنى ولي الجبل، التي كتبها بلعيد آث علي (1909-1950) بالحرف اللاتيني في 1946 مشيرا في نفس الوقت إلى أنه خلال الثمانينيات عرفت أيضا صعودا للأدب الأمازيغي مع بروز العديد من الروائيين. واعتبر أن ماضي الأدب الأمازيغي عريق ولكنه معتم عليه، موضحا أن هناك "تراثا كبيرا" دوَن بالأمازيغية لكنه زال مع الزمن على غرار ترجمة القرآن من طرف ابن تومرت بينما بقيت أعمال أخرى كتبها أمازيغ أيضا ولكن باللاتينية وهي محفوظة إلى اليوم وذات شهرة عالمية كرواية "الحمار الذهبي" للوكيوس أبوليوس. وأكد الناشر من جهة أخرى على وجود "تكامل" بين اللغتين العربية والأمازيغية في الجزائر، مشددا على أن ما يوصف اليوم ب"الصراع" بينهما يرجع في أساسه إلى فترة الإستعمار التي كانت تنتهج "سياسة تمييزية" كما قال. وعن حروف كتابة هذه اللغة شدد المتحدث على إلزامية وجود دراسات أكاديمية وفكرية وحتى سياسية للاتفاق عليها، معتبرا أن دراسة الإشكال أولى من تقديم الحلول على حد قوله. وقالت من جهتها الممثلة المسرحية نعيمة دلول أن الأدب الأمازيغي الشاوي عرف نهضة في الأعوام الأخيرة، وأن ترسيم الأمازيغية الذي تم مؤخرا سيفتح "أبوابا كبيرة" على هذا الأدب على غرارالدعم الذي ستقدمه السلطات لتدريسها وتعميمها وتشجيع النشربها كما قالت، مؤكدة بخصوص "إشكالية" الحروف المستعملة على أهمية استمرارية الدراسات الأكاديمية والفكرية في هذا المجال وأن المهم حاليا هو مواصلة الإنتاج الأدبي سواء كان بالحرف العربي أو اللاتيني أو التيفيناغ رغم أن الإتفاق العام يتجه مستقبلا نحو التيفيناغ على حد قولها. وعرفت هذه الندوة -التي حضرها جمهور قليل- غياب أدباء ومثقفين يمثلون بقية الثقافات الأمازيغية في الجزائر على غرار الترقية والمزابية وأمازيغ منطقة شنوة بشرشال.