نشر رئيس جمعية الكلمة الثقافة والإعلام عبد العالي مزغيش، ردّ الهيأة على تصريح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بعد تصريحاته لدى نزوله ضيفا على منتدى يومية الحوار. وقال مزغيش عبر صفحته في الفايسبوك، أنه بالفعل تم استقبال جمعية الكلمة للثقافة والإعلام من قبل الوزير في مكتبه، وتم عرض نشاطات ثقافية عليها، مشيرا أن الوضع لم يتغير بعد اللقاء فقد عاد نفس التعامل مع الجمعية، معيبا على طريقة الاتصال والتواصل مع المثقفين والجمعيات الثقافية والفنية لأنهم يعاملون كغرباء. وتابع مزغيش، أن بعض إطارات الوزارة أعادوا الجمعية إلى نقطة الصفر بعد لقاء الوزير، حيث مورست عليها البيروقراطية التي هي أزمة كل مثقف أو جمعية تنشد النشاط الثقافي الأصيل النابع من مقومات الشعب وقيم حضارته. وقال رئيس الجمعية، أن أزمة وزارة الثقافة تكمن في بعض موظفيها الذين يتعاملون مع الثقافة الوطنية الأصيلة على أنها "رجعيّة"، ويتحوّل معها مثقف مثل المرحوم الدكتور عبدالله ركيبي -الذي قدمت طلبا لتنظيم ندوة حول أعماله- إلى كائن فضائي أو غريب كصالح في ثمود، فيما نجد أن مفهوم الثقافة عند هؤلاء محصور في حفلات الرقص والغناء لا غير. وأضاف مزغيش، أنهم جمعية ولائية، وما كانوا ليزعجوا وزارة الثقافة، لو وجدوا أبواب مديرية الثقافة بالعاصمة مفتوحة لاستقبال مشاريعهم واستغلال كفاءاتهم، مشيرا أنهم لم يتهجموا على شخص الوزير حين انتقدوا بعض طرق التسيير داخل الوزارة، ولم يفتحوا النار عليه، بل ما كتبه كان رأيا يشترك فيه عموم أعضاء الجمعية، واعتقدوا أن تلك الآراء التي تضمنتها مقالاته يمكن أن تحرّك الماء الراكد، وأن تدعو إلى نقاش حقيقي تفاعلي، يعيد الثقة بين مثقفينا ومؤسسات الدولة التي تعنى بالثقافة والفن، وعبروا عن مواقف يشاركهم فيها أغلب الجزائريين، وأن وما عبّر عنه بعض الكتّاب همسا في مجالس خاصة كتبوه هم دون مواربة، ولم ينافقو، مؤمنين أن المصارحة والمكاشفة سبيل الخلاص من سياسة "الهروب إلى الأمام، ولو تم تنظيم لقاءات موسعة مع الفاعلين لطرح مشاكلهم لكانوا الأوائل للحضور والمساهمة. واعتبر مزغيش، قضية جمعية الكلمة للثقافة والإعلام أمام القضاء شأنا غير داخلي، فهي ليست في صراع بين أعضائها، بل قضية رفعها ضدها والي ولاية الجزائر، وكانت تنتظر أن يتبناها وزير الثقافة لأسباب ذاتية وموضوعية منها مكانة الجمعية ونشاطها الذي كان أحد ضيوفه قبل استوزاره، مضيفا أن هناك بيان صدر من المثقفين الجزائريين يدعوه إلى التدخل لإنصاف الجمعية، مشيرا أنه ربما هذه أول مرة يتم الزج فيها بجمعية ثقافية في أروقة المحاكم منذ الاستقلال، وهو خطأ سيظلّ لصيقا بعهدة الوزير إن لم تتم معالجته بحكمة. وكان عبد العالي مزغيش قد أرسل رسالة لوزير الثقافة قبل تصريحاته بمنتدى الحوار، طالبا منه فيها بتجديد أجندة الوزارة، بما يسمح بإتاحة الفرصة لكل فنان أو شاعر أو روائي أو ناقد مهما كانت الولاية التي ينحدر منها، ليشارك في مختلف النشاطات الثقافية الدولية والوطنية والمحلية، ليلجم كل الانتقادات الموجهة إلى القطاع منذ عقد طويل من الزمن على رأسها الاحتكار والمحسوبية والشللية، وتصفية الحسابات، والجهوية، وممارسة التهميش والإقصاء. زينة بن سعيد