يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :العامة تقول قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب. وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: وما تقف همة إلا لخساستها، وإلا فمتى علت الهمة فلا تقنع بالدون، وقد عُرف بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثّت سارت، ومتى رأيت في نفسك عجزا فسل المنعم، أو كسلا فسل الموفق فلن تنال خيرا إلا بطاعته. اجتمع عبد الله بن عمر، وعروة بن الزبير، ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان في فناء الكعبة فقال لهم مصعب تمنوا فقالوا: ابدأ أنت، فقال: ولاية العراق، وتزوّج سكينة، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله فنال ذلك وأصدق كل واحدة خمس مئة ألف درهم و جهزها بمثلها. وتمنى عروة بن الزبير الفقه وأن يُحمل عنه الحديث فنال ذلك، وتمنى عبد الملك الخلافة فنالها، وتمنى عبد الله بن عمر الجنة ، وتلك همم القوم وآمالهم. وآيات كتاب ربنا تعلي الهمم وتزرع في النفوس قوة العزيمة: يقول الله تعالى: « وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» ويقول» سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ» ويقول» وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ، أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ» ويقول: « فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ» ويقول» وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ» ويقول: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ « وأحاديث الرسول تعلي الهمم : « إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفاسفها» « بادروا بالأعمال الصالحة». فلماذا الرضا بالدون ؟ لماذا لا نجتهد أن نكون أسبق الخلق إلى الله فنفوز بخير الدنيا والآخرة؟. فتاوى س :هل يجوز قول القائل ‘'لولا الأولاد لما اشتريت الأضحية''؟ ج : بهذه الكلمة قد يبطل الإنسان عمله، فعلى الإنسان أن يخلص النية ويتقرّب إلى الله بالأضحية، قال تعالى: « لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ» فشعيرة النحر شعيرة من شعائر الله، وقد قال عزّ من قائل: « وَمَنْ يُعَظِّم شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» وليحذر المؤمن من الخلط في الأمور ويجعل ما لا يصح إلاّ لله لغير الله، فإنّه يخسر ماله ويخسر الأجر وإنّما لو جعل عمله لله نال الأجر بعمله وجعل الله فيه الخير والبركة وعوّضه خيرًا منه ونفع به أهله وعياله. س : هل يجوز للإنسان ألاّ يضحي بسبب الدَّين الّذي عليه؟ ج : إذا لم يطالب المدين بالوفاء جاز له أن يستدين ليضحي إن علم أنّه يستطيع الوفاء، وإلاّ فإنّ الله لا يكلّف نفسًا إلاّ وسعها. والأضحية سُنّة مؤكّدة على القادر عليها، ولقد ضحّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن نفسه وعن فقراء أمّته والحمد لله، وعليه إن ضمن تسديد الدّين استدان وضحّى، وإن لم يضمن فلا يضحّي والله يغفر له ولجميع المسلمين، قال تعالى: « لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا