أصل الموسيقى في الأغنية الوهرانية ، الراي و القصبة و القلال ، فهونسيج مكون من جمل موسيقية بسيط و عفوية كانت خاضعة للنوطة و الإيقاع يضبطها " القلال" وصوت المؤدي وتعتمد الجملة الموسيقية فقط على القلال و القصبة ، ثم بدأت تتطور من خلال آلات الكمان و الدارسين والنقرات والطبل و الدف التي عوضت القلال ، كما أن الصوت النسوي له دوره و يعتبر أيضا الأصل من خلال الأغاني التي كانت النساء تمدح فيها سيد الخلق سيدنا رسول الله و تمجد الأولياء الصالحين أي هناك وازع ديني قوي في هذه الأغاني التي مهدت لميلاد الأغنية الوهرنية إلى جانب الصوت الرجالي الذي تطور من خلال مجموعات صوتية تدعم هذه الفرقة الموسيقية التي تطورت مع الآلات العصرية إلا أن أمثال بلاوي الهواري فلقد كتب هذه الموسيقى من خلال النوطة و كانت تتكون من جمل أفقية بسيطة و كانت هناك تعديلات على الجمل الموزونة .وكانت بطبيعة الحال تضم هذه الكلمات المغناة أخطاء شائعة و التي كانت تسمي " البحر " و" الغربي" و" التراب" المستنبط من السلم الخماسي ، فهذه الموسيقى كانت خاضعة لإيقاع 4 على 4 و التي تستعملها فرقة المداحات و هو إيقاع واحد ، اثنين ، ثلاث ، أربعة و يسمى هذا بالحقل الرباعي و تدخل بكل بساطة في الموسيقى العالمية و هو إيقاع موزون و لكن بنكهته وهراني ، لأنه يبقى على القصبة و كلمة الشعر الملحون العفوية التي تحمل الرعشة و القصبة . كانت الأغنية الوهرانية قوية جدا ، بفضل كلمات الشعراء القوية كمصطفى بن إبراهيم و غيره ، أما الريميتي و الواشمة فاعتمدا على الإيقاع الخفيف الذي أطلق عليه فيما بعد أغنية الراي الذي يصعب تفسيره او إعطاءه مصطلح مميز لأنه ينتمي إلى التراث اللامادي و الذي ادخلوا عليه موسيقى "السلو" فتفتح على العالمية و دخلها من بابها الواسع من خلال الأجهزة و الآلات العصرية منها الكومبيوتر و "السنتي" وتم الترويج له داخل مطاعم خاصة وإعطاءه صيغة أخرى . أما إذا عدنا إلى تجربة مهرجان الأغنية الوهرانية و طبعاته فلقد ظهرت أصواتا متميزة برزت خلال الدورات الماضية ، ومنها من التحقت بمدرسة ألحان وشباب الذي كنت به مدرسا و أغلبيتهم كانوا بمستوى عالي، لكن البقاء للأصلح لأننا نبحث عن مقومات معينة من يطرب و يمكن أن يؤدي الأغنية الوهرانية الأصيلة وكذلك الوطنية لا أن يكون مجرد مغني فقط ، وأصدقكم القول أن ال 6 أصوات التي ستتنافس على الجائزة الأولى في الطبعة العاشرة كانت أفضل الأصوات المختارة فلقد غنوا كل الطبوع الجزائرية و فرضنا عليهم تقديم أغنية وهرانية و أتمني التوفيق للجميع ، وتبقى الأغنية الوهرانية بفضل هذا الجيل الذي يجب أن يحافظ عليها .