الدخول المدرسي لهذه السنة لم يختلف عما مضى من السنوات السابقة رغم التصريحات الكثيرة التي تحدثت عن التحضير الجيد والبداية المبكرة لإكمال البرنامج في وقته والحديث عن كتب الجيل الثاني وطبع أكثر من ستين مليون نسخة من الكتب المدرسية ستوزع على تسعة ملايين متمدرس أي ما يعادل سكان الجزائر عند الاستقلال وأكثر من عدد سكان بعض الدول العربية الشقيقة وامام وضع كهذا فلابد من وقوع نقائص ولا مجال للسر والكتمان فهناك خلل في توزيع الكتاب المدرسي الذي وزع على المكتبات الخاصة على قلتها وفي المعرض الذي افتتح في العاصمة وقد تفتح معارض في الولايات ولم تصل الى المدارس الا كميات قليلة ستوزع على المعوزين وقيل أن باقي العناوين ستكون موجودة غدا الأحد ولأول مرة تطلب وزارة التربية من الأساتذة تخصيص أسبوعين كاملين للمراجعة أو ما تسميه التقويم التشخيصي وقد وجد مفتش جديد معلمة تراجع الحروف لتلاميذ الثالثة ابتدائي فقال لها ممنوع لابد أن تتكلمي معهم على العطلة الصيفية وأين قضوها فمراجعة الحروف ليست من التقويم التشخيصي في نظر السيد المفتش الذي عليه أن يكون عددا كبيرا من الأساتذة الجدد حسب الجيل الثاني الجديد الذي غيروا فيه أسماء المؤلفين وبعض النصوص. وفي الوقت الذي تبحث فيه المؤسسات التعليمية عن الكتب الناقصة والأساتذة الغائبين والنظافة المفقودة ويبحث الاولياء عن الكتب المدرسية في الأسواق بعد أن كانت ملكا للدولة يمنع تسويقها بالإضافة الى أسعار الأدوات المدرسية الملتهبة بينما يغيب آلاف المعلمين والأساتذة لأول مرة عن مؤسساتهم بعد أن اضطروا الى الإحالة على التقاعد وهم ما يزالون قادرين على العطاء فتضيع معهم تجربة جيل كامل في التربية والتعليم تاركين وراءهم فراغا كبيرا مما جعل مديري التربية في بعض الولايات يمنعون أصحاب ملفات التقاعد القديمة من حقهم في التقاعد بقرارات تعسفية(...). هكذا تكون السنة الدراسية صعبة مثل الولادة لكن سرعان ما يزول الألم ويبتسم الطفل وتشرق شمس المعرفة ويعلو النشيد (فزينوا المدارس وعمروا المجالس بالعلم، والمهم أن الدروس الخصوصية قد بدأت دون تأخير