تحل اليوم الذكرى العشرون لحادثة اغتيال 11 معلمة ومعلم واحد ببلدية عين ادن دائرة سفيزف ولاية سيدي بلعباس في ذلك اليوم المشؤوم من خريف 1997 عندما اعترضت جماعة ارهابية كان يقودها الدموي الخطير المعروف باسم الذيب الجيعان سبيل هؤلاء المسكينات البريئات في مرتفع غير بعيد عن مقر البلدية وعمدت الى ذبحهن الواحدة تلو الأخرى ببرودة دم كما تذبح الأغنام في مدة استغرقت أقل من ربع ساعة وفي مشهد يندى له الجبين وتقشعر منه الأبدان وحتى المعلم الذي حاول الفرار بجلدته أمطره الدمويون بوابل من الرصاص أصابت واحدة منها قفاه قبل أن يلحقوا به داخل الغابة ويذبحوه. انها جريمة شنعاء في حق معلمات ومعلم لاذنب لهم سوى أنهم تحدوا هاجس الخوف انذاك ومشقة التنقل وقرروا مواصلة تعليم وتلقين النشء الصاعد دروس العلم والمعرفة والأخلاق غير ابهين بما كان يخبئه لهم القدر في تلك الأيام العويصة التي كاد أن يأتي فيها الإرهاب الأعمى على الأخضر واليابس ببلدنا لولا عناية الله عز وجل أولا ثم تدابير الوئام والمصالحة التي أقرها رئيس الجمهورية. وهي جريمة رهيبة لن ينمحي أثرها مع مرور السنين لأن الجرح عميق جدا ويستحيل أن يندمل ولذا فان منظمة ضحايا الإرهاب وذوي الحقوق بسيدي بلعباس ماضية كل عام في تخليد هذه الذكرى الأليمة ولو رمزيا وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية لأجل استحضار تلك الصور المؤلمة ونقلها للأجيال المتلاحقة واستخلاص العبر مما ارتكبه الإرهاب من قتل وذبح وتدمير وتخريب وسلب ونهب خلال تلك العشرية السوداء ومحاولة التخفيف من معاناة عائلات الضحايا ال 12. يقول عبد القادر مغراوي الأمين الولائي لمنظمة ضحايا الإرهاب وذوي الحقوق «ان عائلات هؤلاء الضحايا مازالت تعاني من وضع اجتماعي لا تحسد عليه , فبعضها في حاجة ماسة إلى سكن يأويه والبعض الأخر يطالب بفرص عمل تضمن له كرامة العيش و جميعهم يشتكون من ضعف الأجر الشهري الذي بقي كما كانت تتلقاه المعلمات قبل اغتيالهن لذا كان علي أن أثير المشكل من جديد أمام الطاهر حشاني والي سيدي بلعباس عندما استقبلني أول أمس لايجاد الحلول المناسبة فطلب مني على الفور التكفل بضبط الاحتياجات الحقيقية لهاته العائلات وموافاتي بها في أقرب وقت ممكن» مشيرا في السياق ذاته الى أن ولاية سيدي بلعباس تحصي أزيد من 300 ضحية إرهاب في كل الأصناف والأسلاك لازالت عائلات الكثيرين منهم في أمس الحاجة الى العناية والرعاية اللازمتين باستثناء فئة الجيش الشعبي الوطني وكذا الحرس البلدي التي تحضى باهتمام متواصل والفضل في ذلك يعود الى مديرها السيد حمزة سنوسي الذي لايذخر أي جهد في تقديم الدعمين المادي والمعنوي لها, يتجلى ذلك في عديد المناسبات كعيدي الفطر والأضحى والدخول المدرسي وغيرها. وسطرت منظمة ضحايا الإرهاب بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للحركة الجمعوية والمجتمع المدني والسلطات المحلية لدائرة سفيزف في هذا الخصوص برنامجا لإحياء هذه الذكرى الأليمة اليوم الأربعاء بإشراف الوالي يقضي بالتنقل الى المعلم التذكاري المتواجد ببلدية عين ادن الذي سيظل شاهدا على وحشية الإرهاب الأعمى للترحم على الضحايا والقاء كلمة بالمناسبة من طرف مدير الشؤون الدينية وبعض الأئمة قبل التوجه الى المركز البيداغوجي للمتخلفين ذهنيا الكائن بأعالي مدينة سفيزف أين سيقام حفل استقبال على شرف عائلات الضحايا يتم أثناءه تسليمهم شهادات شرفية وهدايا تولى اقتناءها برزيق أحمد.