رغم أن الطلب على الخدمات الصحية يتزايد بشكل محسوس بولاية مستغانم ، إلا أن الصحة الجوارية لا تلعب دورا مهما في تقديم المهمة المنوطة بها لاسيما على مستوى البلديات أين تتواجد عيادات تحولت إلى هياكل بلا روح وأخرى مهجورة بفعل عدم قدرتها على تلبية حاجيات السكان في مجال العلاج .الأمر الذي جعل مسئولي قطاع الصحة يتدخلون من اجل إقامة المناوبة الليلية بعدد من العيادات منها بعين النويصي و صلامندر غير أن ذلك لم يغن شيئا وبقي الحال على ما هو عليه والمتمثل في الضغط الرهيب الذي تشهده استعجالات خروبة ومستشفى "شي غيفارا". فبولاية مستغانم توجد 10 عيادات و14 قاعة علاج لكنها لا تفي بالغرض بسبب النقائص التي تعاني منها كانعدام الفحص بالأشعة ونقص في الأطباء والأخصائيين إلى جانب عدم توفر وسائل العلاج بالشكل الكافي والإمكانات البسيطة وهو حال مستشفى بلدية عين تادلس الذي به مصلحة للاستعجالات تعمل بدون إنارة داخل رواقها وعدم وجود المياه بالمراحيض الخاصة بالمرضى الأمر الذي جعل والي الولاية يثور في وجوه المسئولين خلال زيارته الأخيرة لهذه المصحة والذي وقف على نقائص أخرى تتمثل في غياب النظافة بغرف المرضى . كما أن مرضى القصور الكلوي يعانون الأمرين على مستوى هذه المؤسسة الصحية في ظل توفرها على 10 أجهزة فقط لتصفية الدم مقابل ما لا يقل عن 90 مريضا يأتون من أماكن بعيدة طلبا للعلاج. فضلا عن ذلك عدم وجود تحاليل للدم والتي يتكفل بها المريض من جيبه. نفس المشكل يتخبط فيه مرضى آخرون على مستوى مستشفى شي غيفارا بعاصمة الولاية والذي لا يقدر على استقطاب العدد الهائل من الوافدين ما جعل البعض من هؤلاء يتوجهون مرغمين إلى القطاع الخاص ومجبرين على دفع أموالا باهضة. أما بمؤسسة الأمومة والطفولة بمستغانم ، فهي الأخرى تشهد ضغطا رهيبا بما أنها تستقبل الحوامل من ولايتي مستغانم وغليزان بمعدل أكثر من 31 ألف مريضة يتم التكفل بهن من قبل 10 أطباء و35 قابلة و8 أطباء أطفال و 12 للإنعاش وهذا العدد حسب مصدر من المصحة يعد قليلا بالنظر إلى الكم الهائل من المرضى. سكان الدواوير أقل حظا ولعل أكثر السكان غبنا هم الذين يقطنون بالمداشر و الدواوير البعيدة والذين يعتمدون على سيارات "الكلونديستان" للذهاب إلى العيادات وتزداد معاناتهم عندما تكون الحالة مستعجلة فيقطعون كيلومترات عديدة للوصول إلى الاستعجالات والتي يجدونها مكتظة أشبه بخلية نحل منهم سكان قرى بلديات أولاد بوغالم و تازغايت و النقمارية وحتى مزغران و حاسي ماماش وخير الدين. علما أن المستشفى الجديد الجاري إنجازه بخروبة بالضاحية الشرقية لعاصمة الولاية لا يزال لم يدخل حيز الخدمة بعدما تجاوزت نسبة الأشغال به 90 بالمائة وتشمل هذه المنشأة الصحية الثانية من نوعها بمدينة مستغانم عدة مصالح على غرار الاستعجالات الطبية والأشعة وجراحة الأعصاب وطب العيون وطب الأطفال وأمراض القلب وغيرها إلى جانب 6 غرف للعمليات الجراحية ومرافق أخرى.