تزخر مدينة وادي سوف بعدة شعراء، وهي التي سميت بمدينة ألف شاعر وشاعر بعدما أطلقت عليها الرحالة (إيزابيل إبرهاردت ) سنة 1900، مسمى مدينة ألف قبة وقبة. واللافت في وادي سوف، ندرة الكتاب المسرحيين وكثرة الشعراء ومحافل الشعر واهتمام الفرد الصحراوي بالكلمة وبالإيقاع أكثر من السرد والحوار المعقد والصراع، حيث أنه في القدم كان الشاعر يسمى ب(الغناي)، إذ يكون إلقاء شعره عن طريق الغناء أو في شكل أهازيج. هكذا هو طابع المدينة سوف وما جاورها من قرى، مما جعل المهتمين بالمسرح، يميلون إلى الشكل المسرحي الشعري والمسرح الغنائي والاحتفالي، ناهيك عن بعض الأعمال المسرحية لفرقة التحدي ببلدية الرباح التي تأسست في بداية الألفينيات وقدمت أيضا عدة أعمال أهمها: الانتظار، الانفصال وما بعد الأرض. وهناك أيضا جمعية عشاق الخشبة التي تأسست سنة 2006 من شباب يحملون هذا الهمّ بصدورهم، وقامت الجمعية بعدة إنتاجات مسرحية للأطفال مثل الذئب والخروف، يوميات ميدو، وأعمال للكبار مثل المكتب رقم 13 ومش معقول، وهما من تأليف وبطولة أحمد عمراني، والطلعة والوطن الذي فقد ظله لمحمد الخليل وإخراج نبيل مسعي، وغيرها. واعتباراً من سنة 2013، تأسست الأيام المغاربية للمسرح في دورة أولى حضرتها جميع الدول المغاربية. وفي دورات لاحقة، توسّع النطاق ليشمل مشاركات عربية، وأصبح اكبر مهرجان ينظّم من طرف جمعية. هذا دون أن ننسى فرقة بانوراما المتخصصة في مسرح الطفل، فرقة حكيم حيان لمسرح الدمى، فرقة لمسنطح للمسرح الشعبي والحركة المسرحية الموازية بمنطقة واد ريغ، وهي المنطقة التي تتبع إداريا لولاية واد سوف والمتميّز بمسرحها وروادها وأعلامها أمثال الفنان الكبير سعيد راشدي والفكاهي وسيم بن علي. وغيرها من الجمعيات الناشطة في مسرح الطفل ومسرح العرائس ولا يزال مسرحيو الوادي يكافحون لحد الآن مع معاناة وندرة الفضاءات المجهزة وقلة المختصين، والقطيعة غير المعلنة من المؤسسات المختصة جهويا ووطنيا. ومع ذلك، تنظم وادي سوف مهرجانيين للمسرح سنوياً، وهما: 1/ أيام المسرح المغاربي وهي في ومضتها السادسة، وتسهر على تنظيمه جمعية عشاق الخشبة. 2/ المهرجان الوطني للمونولوج وهو في عدده الرابع، وتقوم بتنظيمه مديرية الخدمات الجامعية لولاية الوادي. 3/ مهرجان سوف لمسرح الشباب (مجمّد)، وكان تحت وصاية مديرية الشباب والرياضة. انتهاءً، نشدّد على افتقاد وادي سوف لأي قاعة محترفة للعروض، أما المسرح الجهوي فظلّ حبيس الدراسة في انتظار العقار، قبل أن يجمّد في إطار التقشف، ولا تزال قاعة دار الثقافة القديمة الوحيدة، رهينة الترميم المستمرّ منذ خمس سنوات إلى غاية الآن.