تعددت الوسائل – طلاق ، تطليق و خلع – و النتيجة واحدة ، عائلات مفككة و علاقات اجتماعية مهددة و براءة مشردة ، هو حال واقعنا الأسري اليوم الذي ينزف بلا توقف و يبدو أن الإسعافات الأولية على أيدي هواة لم تعد تجدي معه نفعا و لابد من خبراء يحددون جيدا مكمن الداء لاستئصاله و عدم الاكتفاء بضمادات توضع موضع الجرح و فقط . إن إصلاح المنظومة الأسرية أضحى واجبا يتعدى بكثير ترف التنظير في الصالونات و الملتقيات و لا بد من النزول إلى الواقع ، حضور جلسات المحاكم و الاصغاء جيدا إلى الخلافات الزوجية و الصراعات العائلية ، الانتقال إلى مصالح الطب الشرعي و تفحص شهادات العجز المقدمة للطرف المتضرر على يد شريك حياته و بعد تشريح دقيق و عميق لكل الأسباب و العوامل و القواسم المشتركة وجب قراءة الصورة من جميع زواياها السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و الدينية ، و عدم الاختباء وراء شعارات فضفاضة و سطحية لدرجة السخافة ، فالداء لا يكمن لا في توزيع الحقوق و لا في الواجبات و لا حتى في مبدأ المساواة فقد حسم العقل الاجتماعي الجزائري هذه القضايا منذ سنين خلت . المصيبة اليوم أن الأسرة ككيان اجتماعي مهددة بالزوال لانقلاب المفاهيم و الانحراف عن المرجعية بل و إلغائها عند البعض ، و لانعدام الأمل في غد أفضل عند شريحة أخرى لم تعد تنظر إلى أرض أسلافها على أنها دار قرار ، و لقلة وعي و مسؤولية بماهية الزواج عند طرف ثالث و بسبب الفقر و قلة ذات اليد و ما يترتب عن ذلك من مشاكل و أهوال عند نسبة كبيرة من المجتمع . نعم للمنشآت القاعدية و المشاريع القومية ، نعم للطرقات و العمران لكن لا تنسوا الانسان فهو أساس التنمية و الاستثمار و الانسان بلا أسرة هو مجرد رسم على رمل .