يلقى عديد الأشخاص في الجزائر سنويًّا حتفهم على الطرق وتلحق إصابات غير مميتة بعدد يتراوح من 20 إلى 50 شخص أسبوعيا و تعد تصادمات المرور على الطرق وسوء الأحوال الجوية وما ينجم عنها من سوء الرؤية سبب رئيسي للوفاة بين جميع الفئات العمرية والسبب الرئيسي للوفاة بين مَن تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاماً. وتوضح التقارير التي تعدها مصالح الأمن و الدرك الوطنيين و الحماية المدنية ، أن الإصابات الناجمة عن حوادث المرور ما زالت مشكلة مهمة تواجه الصحة العمومية ليس في الجزائر فحسب بل عبر العالم . و لتقليل عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن المرور على الطرق ، يحتاج الأمر إلى تبني إطار كلي مثل نهج النظام الآمن لضمان إيجاد نقل لجميع مستخدمي الطرق. في حصيلة حديثة للحماية المدنية تسببت حوادث المرور في هلاك 804 أشخاص وجرح ما لا يقل عن ألف خلال السداسي الثاني من السنة 2018 اي بانخفاض محسوس على التوالي ب 69ر7% و61ر7 % مقارنة بنفس الفترة من السنة 2017. و اوضحت إحصائيات حوادث المرور ان الحوادث الجسمانية سجلت كذلك انخفاضا ب 82ر8 %. العدد الأكبر للموتى و الجرحى قد سجل خلال حوادث الاصطدام المباشر و انقلاب المركبات اي بأكثر من 74 % اما عدد الاشخاص الموتى والجرحى الذين تعرضوا للدهس من المركبات فبلغت نسبتهم 21 %. أما نسبة الضحايا المتوفين من جنس ذكر فقد بلغت 76 % في حين بلغت نسبة الضحايا من الاناث 11 % فيما شكل الاطفال نسبة 13 %من الضحايا. ولا يزال المركز الوطني للسلامة المرورية و المختصون يؤكدون على تبني سياسة جادة و صارمة تجاه مستعملي الطرق سواء السائقين أو المارة والاهتمام بالطرق سواء كان طريقاً رئيسياً أو فرعياً، ووسائل السلامة التي يجب على الدولة التأكد منها على الطريق مثل صحة تصميم الطريق وتخطيطه، ومدى مطابقته للمعايير العالمية (...) وتخصيص أماكن لمرور المشاة من ذوي الاحتياجات الخاصة. والتأكد من جودة الطريق وعدم وجود العوائق المرورية ؛ مثل : الحفر، والأتربة، والحجارة، والرمال المتحركة كما هو الشأن في الجنوب و هي ظاهرة تعد من الأسباب الأولى لانقلاب الشاحنات ، وأي أجسام تعيق الرؤية أو تسبب الحوادث و التأكد من وجود إشارات المرور التي تنظم عمليات السير ؛ مثل : الإشارات الضوئية، واللوحات التنظيمية والإرشادية والتحذيرية والعلامات الأرضية . العنصر البشري المقصود به السائق والمشاة مهم في السلامة المرورية حيث على الجميع الإلمام بإتقان أنظمة وتعليمات المرور، والتقيّد بها بشكلٍ تام، وعدم الاستهتار بأيٍّ منها.