- مدير المتحف بلال دقيوس : «دعونا الأطفال و الشباب لحضور المناسبة قصد تلقينهم تكوينا تاريخيا» استذكر المتحف الولائي للمجاهد بمستغانم بطولات و مآثر البطل الشهيد العقيد جيلالي بونعامة بمناسبة الذكرى ال 58 لاستشهاده ، حيث توفي في 8 أوت 1961، و هذا بإعداد برنامجا ثريا للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة على مدار يومين حسب ما أفاد به مدير المتحف بلال دقيوس و الذي تضمن تنظيم أبواب مفتوحة على المؤسسة المتحفية للمتحف الولائي للمجاهد و التعريف بالأجنحة و الفضاءات المتاحة إلى جانب الكشف عن أهم و آخر المبادرات المتحفية و كذا تخصيص لقاء عن بعد في إطار ما يعرف بتنمية بشرية للشباب منهم أصدقاء و سفراء المتحف انطلاقا من الدروس و العبر المستخلصة من المسار النضالي للشهيد الرمز و إسقاطها على الواقع المعاش في إطار محاكاة الماضي قصد صقل شخصية الشاب الجزائري و تسليحه بالخبرات السابقة لقراءة الحاضر و استشراق المستقبل حسب المتحدث للجمهورية و أضاف دقيوس انه تم برمجة أيضا للاحتفال بذات الذكرى زيارات جماعية لفائدة المخيمات و السياح الوافدين للولاية لقضاء موسم الاصطياف بمستغانم ناهيك عن عقد جلسة تفاعلية مع نادي أصدقاء و سفراء المتحف الولائي للمجاهد بمستغانم لفرع متحف بلدية سيدي علي بهدف تمكين الأطفال من إدراك نقاط القوة في تاريخ الجزائر المجيد و جعلهم كما قال يفتخرون بتضحيات أجدادهم انطلاقا من تجربة الشهيد بونعامة النضالية و تركيبته الشخصية ، كما تضمن البرنامج توزيع مطويات حول هذا الشهيد البطل. و أكد مدير المتحف الولائي لمستغانم أن إحياء هذه الذكرى استهدفت الأطفال و الشباب بالخصوص قصد تكوينهم تكوينا تاريخيا . عن مسيرة سي محمد، ذكر دقيوس بمختلف محطات نضال الشهيد البطل «الذي صال وجال عبر ربوع الولاية الرابعة تاريخيا حتى أصبح قائدا عليها، فيما لا تزال أفكاره وخصاله وكذا مقولته الشهيرة « ليس القائد من يقوم بعمل بطولي فقط بل أن يكون رجلا يقنعهم يحبهم ويجعلهم يحبونه» خالدة في سجل الثورة الجزائرية ودليلا دامغا على بساطة الرجل وتواضعه وتميزه بنكران الذات وتغليب مصلحة الوطن والجهاد في سبيل تحرير الجزائر. نبدة تاريخية عن الشهيد ولد الجيلالي بونعامة المدعو سي محمد ولد الجيلالي بونعامة المدعو سي محمد في 16 أبريل 1926 بدوار بني هندل في قلب الونشريس أين التحق بالمدرسة الابتدائية ثم توجه في سن مبكرة إلى الحياة المهنية ، حيث اشتغل بمنجم لكي يعيل أسرته الفقيرة. كما اضطر إلى أداء الخدمة العسكرية الإجبارية بالهند الصينية سنة 1944 ضمن فرقة القناصة قبل تسريحه بسبب مرض رئوي ليعود ثانية إلى عمله بالمنجم.أما نضاله السياسي فقد بدأ سنة 1946 عندما انخرط في صفوف نقابة المنجميين ثم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية ، وأثناء فترة انتخاب النواب للمجلس الوطني الفرنسي سنة 1948 نظم مظاهرة مناهضة فالقي عليه القبض وحكم عليه بالسجن لمدة 06 أشهر. وفي سنة 1951 نظم إضرابا للعمال المنجميين ببوقايد دام 05 أشهر وكان له صدى كبيرا ، حضر فعاليات مؤتمر «هورنو» ببلجيكا للمصاليين في جويلية 1954 وبعد عودته باشر في التحضير لاندلاع الثورة التحريرية بمنطقة الونشريس و الشلف رفقة الشهيد أحمد عليليي المدعو «سي البغدادي» تحت إشراف الشهيد سويداني بوجمعة. التحق بصفوف الثورة التحريرية بعد خروجه من السجن و تمكن من تحصين منطقة الونشريس وجعلها قلعة قوية كان متواضعا ومحبوبا لدى العامة و تم ترقيته سنة 1957 إلى رتبة رائد قائدا للمنطقة الثالثة. وفي سنة 1958 عين بمجلس الولاية الرابعة كرائد عسكري إلى جانب سي محمد بوقرة الذي استلم عنه بعد استشهاده في ساحة الفداء قيادة الولاية الرابعة، حيث اختار الشهيد مدينة البليدة مركزا لقيادة الولاية وتنظيم العمليات العسكرية. أما عن ليلة استشهاده فكانت في 8 أوت 1961، حيث فوجئ فيها سي محمد بونعامة ورفقائه في النضال بهجوم عسكري مباغت من قوات الاحتلال في قلب مدينة البليدة بعد تعقب إشارات جهازات الإرسال والتصنت وشهدت مقاومة واستماتة كبيرة من قبل الشهيد ورفقائه ثم انتهت بسقوطهم في ميدان الشرف وتخليد أسمائهم وبطولاتهم في ذاكرة التاريخ