تتواجد العديد من مكتبات البلديات و المراكز الثقافية بمختلف مناطق ولاية مستغانم في حالة جمود بعد غلق أبوابها في وجه القراء فيما تشكو البقية من نقص التجهيزات و الكتب و هو ما جعل المجتمع المدني بالعديد من البلديات يتساءل عن الأسباب التي تقف وراء عدم فتح و استغلال هذه المكتبات لاسيما المغلقة منذ عدة سنوات ، حارمة المتمدرسين في مختلف الأطوار التعليمية و الطلبة الجامعيين من الاستفادة منها إلا أن الوضع الذي تعيشه مختلف المكتبات يخالف تماما الهدف الذي أنشئت من أجله و هو مكتبة لكل بلدية ، حيث تظل العديد منها موصدة الأبواب و لا ترى فيها إلا العون الذي يحرس المكان . مشروع «مكتبة بكل بلدية» لم يحقق الأهداف
كما يجهل العديد من السكان مصير التجهيزات و الكتب المتواجدة بداخلها ناهيك عن الأموال المعتبرة التي خصصت لها من اجل تشييدها و التي ذهبت هدرا . ليبقى تدشين مكتبة في كلّ بلدية حاليا بعيد عن الهدف الذي أنشئت من اجله و هو سد الفراغ الثقافي بما فيه من مواعيد أدبية و تشجيع الناشئة على الإبداع و توسيع دائرة النشاطات الفكرية و التفتح والإصغاء للمواهب .
«مكتبة عين النويصي » خاوية على عروشها و من بين هذه المرافق الثقافية المهملة نذكر مكتبة بلدية عين النويصي التي أطلق عليها اسم المجاهد المتوفي رويعي جيلالي و التي حسب ما استقته الجمهورية من بعض المصادر أنها مغلقة و قد حظيت بزيارة الجهات الوصية سنة 2018 و وجدتها في حالة يرثى لها ، حيث كانت مهملة و فارغة من محتواها و لم يبق منها سوى الجدران دون اتخاذ أي قرارات بشأنها منذ ذلك الحين لتبقى جامدة عن النشاط في انتظار تحرك السلطات المحلية لانتشالها من الجمود. المركز الثقافي بدوار «أولاد حمدان» مغلق منذ التدشين و هو نفس حال المركز الثقافي المجاهد المتوفي عبو الشارف بدوار أولاد حمدان التابع للبلدية ذاتها و الذي حسب ذات المصادر أنه مغلق منذ تدشينه سنة 2014 و قد تم تجهيزه بأحدث التجهيزات بمبالغ طائلة قيل أنها تجاوزت 250 مليون سنتيم و التي تمت على مراحل ، حيث تم فتحه و غلقه لعدة مرات و هو الآن في حالة كارثية و بدون تجهيزات التي كانت بداخله و وفق المصدر ذاته أن الوالي السابق أمر بفتحه و قد تم ذلك لأيام معدودات قبل أن يُعاد غلقه من جديد لأسباب مجهولة. و علمنا أن لجان التحقيق زارت المركز لعدة مرات للتحري في قضيته بناء على تلقيها عدة شكاوى ليبقى مغلقا لحد الساعة . الجمود يخيم على مكتبة حاسي ماماش و بوقيراط و غير بعيد عن عين النويصي ، فان مكتبة بلدية حاسي ماماش هي الأخرى تتواجد على التماس بما أنها مغلقة و غير عملية و التي تقع بين مؤسستين تعليميتين و هما متوسطة قلوعة الشارف و ثانوية بومدين ، حيث لم يستفد منها الطلبة و المتمدرسون لتتحول إلى أشبه بصرح جامد يزين المكان فقط على الرغم من تخصيص مبالغ مالية معتبرة من اجل تشييدها.ليبقى ملجأ الفئة الشابة بالبلدية سوى دار الشباب التي كانت في السابق مركزا ثقافيا. في حين علمنا أن مكتبة بلدية بوقيراط تبقى مغلقة في الوقت الحالي و لأسباب غير معلومة و نفس الشيء بتازغايت و بقية البلديات النائية المتواجدة شرق الولاية . أموال طائلة على مكتبة مغلقة بالصفصاف و ببلدية الصفصاف توجد مكتبة بلدية مهملة عن آخرها بعدما أغلقت أبوابها منذ انتهاء الأشغال بها سنة 2008 و التي شيدت بغلاف مالي حسب مصدر من البلدية يقدر ب 1 مليار سنتيم و تأثيثها و تجهيزها بالعتاد و مستلزمات أخرى من كتب بمبلغ 800 مليون سنتيم غير أنها أفرغت من محتواها و استسلمت للغلق و الخراب إلى غاية الآن نتيجة تسيب و إهمال المسؤولين السابقين. و ذكر ذات المصدر أن هذه المكتبة يتم ترميمها في كل عام دون أن تفتح أبوابها في وجه الطلاب و التلاميذ .إلى جانب ذلك ، فان المركز الثقافي بذات البلدية ، يتواجد هو الآخر في حالة كارثية و خراب بداخله و لم يعد يقدم خدمات لشباب المنطقة . مكتبات تغلق أبوابها في ساعة الذروة أما مكتبات البلديات الناشطة و المتواجدة في بعض المناطق فان أغلبها لا يفي بالغرض حيث أنها تغلق في أوقات يكون الشباب بحاجة إليها بما أن موظفيها يعملون بنظام الدوام من السابعة الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء و أن العديد من السكان يرغبون في التوجه إليها بعد نهاية فترة العمل. غير أنهم يتفاجؤون بغلقها.