كشفت الجولة الميدانية التي قامت بها مصالح الصحة لبعض شواطئ ولاية مستغانم عن واقع مرير تعيشه هذه الاماكن السياحية بفعل الاهمال الذي تتخبط فيه ما جعلها عرضة للتلوث بالمياه القذرة و المواد السامة، التي تشكل تهديدا لصحة المصطافين في وقت لم يعد يفصلنا عن موسم الاصطياف سوى ايام قليلة. فرغم الترتيبات التي تعدها السلطات الولائية في كل سنة تحضيرا لموسم الاصطياف و ذلك بالتنسيق مع البلديات الساحلية و بعض القطاعات على غرار السياحة، البيئة، النقل، الصحة، الري، التجارة و الديوان الوطني للتطهير، الا ان العديد من الشواطئ لا تزال تغرق في النفايات في صورة سيدي المجدوب و شعبة نصيرة و المقطع ببلدية فرناكة، هذا الاخير يقابل زواره بمشهد مقزز للانفس يتمثل في مياه قذرة تشق الرمال و تصب في الشاطئ الامر الذي يهدد بكارثة بيئية و يشكل خطرا حقيقيا على سلامة و صحة المصطافين القاصدين لهذا المكان بشكل معتبر حسب مصالح الصحة. خاصة اذا علم ان المياه القذرة تختلط بالنفايات الصناعية القادمة من المنطقة الصناعية للقدادرة بفرناكة التي تصب حسب مصادر صحية في شاطئ المقطع بكميات معتبرة و دون معالجة. و الغريب في الامر ان هذه الانتهاكات للبيئة تحدث امام غياب مصالح البلدية التي لم تتحرك رغم تحذيرات مستمرة من طرف قطاع الصحة بالولاية. نفس الوضع تقريبا يشهده شاطئ شعبة نصيرة بقرية وريعة التابعة لبلدية مزغران الذي لوحظ انبعاث روائح كريهة منه جراء تدفق المياه القذرة في البحر و الذي هو الاخر لم يعرف تدخل مصالح هذه البلدية من اجل تنظيفه و اعادة الاعتبار له. اما شاطئ سيدي المجدوب ببلدية مستغانم فحسب شهادات القاطنين بالقرب منه، فانه لم يسلم هو الاخر من مياه الصرف الصحي التي تصب في احدى جوانبه مشكلة تلوثا بيئيا يهدد سلامة المصطافين الذين تنقلوا منذ ايام اليه هروبا من لفحات الحرارة التي اجتاحت الولاية. هذا و اكد الاطباء المختصون بان السباحة في المياه الملوثة تصيب الاشخاص بالالتهابات الجلدية و تؤدي الى الاصابة بالسرطان و امراض اخرى بسبب اختلاط مياه البحر بمواد كيماوية قادمة من المصانع و كذا الفضلات التي تجرفها قنوات الصرف الصحي