- منظمة حماية المستهلك تطلق حملة وطنية «لا للتبذير والإفراط» - 13 مليون خبزة ترمي يوميا على المستوى الوطني في رمضان انتشرت وعلى غرار باقي السنوات الماضية، ظاهرة الرمي العشوائي للخبر على حواف الطرق وحاويات القمامات بمختلف أحياء والمجمعات السكنية بالولاية، من قبل بعض العائلات، الأمر الذي يعكس التبذير المفرط لهذه المادة خلال شهر رمضان المعظم، الذي يقتضي منا تجنب التبذير والإفراط في الأكل، حيث وبالرغم من النصائح والإرشادات وحملات التحسيس من قبل السلطات العمومية والجمعيات والأئمة، إلا أن بيت لقمان لا تزال على حالها، وهو ما يطرح التساؤلات عن سبب عدم القضاء على هذه الظاهرة غير الصحة. جولة تكشف فظاعة المشهد ولمعرفة حجم تفاقم هذه الظاهرة خلال الشهر الكريم، قمنا بجولة استطلاعية قادتنا إلى بعض شوارع الولاية على غرار حي إيسطو ووسط المدينة وبلقايد والمرسى الكبير وغيرها من الأحياء، التي لم تخلو جميعها من انتشار الأكياس البلاستيكية المملوءة بمادة الخبز، سواء داخل الحاويات أو بجوانب الطرق، ما يدل على «أن بعض العائلات خلال هذا الشهر الكريم تقتني مادة الخبز بكميات كبيرة لترميه بعدها في المزابل العمومية، جاء هذا أيضا على لسان بعض عمال مؤسسة «وهران النظافة « الذين وجدناهم بحي إيسطو لرفع النفايات بأحد مجمعاته السكنية، حيث صرح أحدهم باستياء كبير، سبب إفراط بعض العائلات في اقتناء مادة الخبز في هذا الشهر، ورميها داخل الحاويات وعلى حواف الطرق، مؤكدين بدورهم على ضرورة عقلنة استهلاك هذه المادة، حتى لا تتكرر هذه الظاهرة المشينة. مركز الفرز لجمع الخبز وبالمناسبة وفي تصريح للمدير الولائي لمراكز الردم بالولاية، أوضح بدوره أن بعض العائلات تفتقر لثقافة الاستهلاك ولاسيما مادة الخبز في شهر رمضان، مشيرا إلى أنه تزامنا مع هذه المناسبة الكريمة قامت إدارته بفتح فضاء خاص بمركز الفرز الانتقائي بالمدينة الجديدة لجمع الخبز اليابس، في مبادرة تهدف إلى التحسيس بأهمية هذه المادة ومكافحة تبذيرها، مشيرا إلى أنه في اليومين الأوليين من رمضان تم جمع أزيد من 5 أطنان من الخبز، والعملية متواصلة لاسيما وأن المركز مفتوح أمام جميع المواطنين للراغبين في التخلص من هذه المادة دون رميها في الشارع. يأتي هذا الإجراء بعد ما لوحظ على مستوى مركز الردم بحاسي بونيف وجود كميات كبيرة من مادة الخبز مختلطة مع النفايات المنزلية، والتي يستحل فرزها كباقي المواد المتواجدة بالقمامة على غرار: البلاستيك والألمنيوم والزجاج وغيرها من المواد المراد رسكلتها من جديد. وفي نفس السياق أوضح محدثنا أن الإجراء المتخذ من قبل إدارته لقي صدى كبيرا وأعطى نتائج إيجابية بإعادة استرجاع مادة الخبز الذي سيحول لاحقا إلى مربيي المواشي. الرمي العشوائي متواصل رغم التحسيس ظاهرة الرمي العشوائي لمادة الخبز في رمضان تشهد ارتفاعا كبيرا داخل الأحياء والمجمعات السكنية بالولاية، رغم الحملات التحسيس والتوعية التي أطلقتها العديد من المنظمات على غرار منظمة حماية المستهلك، حيث أكد السيد تيم فادي المنسق الجهوي لذات المنظمة، أن ظاهرة رمي العشوائي للخبز، تبرز جليا مع أول أيام شهر رمضان الكريم، فالمواطن الذي يتهافت على اقتناء هذه المادة في طوابير لامتناهية أمام المخابز يقوم برميها في المزابل، مؤكدا أنه قريبا سيتم إطلاق حملة وطنية تحت شعار»لا للتبذير الخبز في رمضان» مع توعية العائلات للابتعاد عن الاستهلاك المفرط لهذه المادة، وحسبه فإن الإحصائيات الأخيرة التي بحوزة منظمة حماية المستهلك، تؤكد أن الجزائريين يستهلكون يوميا 50 مليون خبزة، ويقومون برمي 10 ملايين خبزة يوميا في الأيام العادية، ليرتفع العدد في شهر رمضان ليصل إلى 13 مليون خبزة، وحسبه فإن المبادرة تهدف إلى غرس ثقافة ترشيد استهلاك مادة الخبز. عائلات تقتني 10 أرغفة يوميا كما كانت لنا دردشة مع بعض المواطنين على غرار السيدة «م. سعدية» التي أكدت بدورها أنها تشترى يوميا أربعة أرغفة كسائر الأيام العادية بحسب أفراد عائلتها لكن في اليوم الموالي تقوم برمي اثنين منها وهي تقتني هذه المادة يوميا بالعدد نفسه، خوفا من عدم كفايته على مائدة الإفطار، أما عن السيد (س. محمد) فيقول إنه رغم علمه مسبقا بأن أفراد العائلة لن تستهلك جميع الأرغفة التي جلبها إلا أنه يقوم باقتناء العدد نفسه كسائر الأيام العادية، لأن عائلته لا تستهلك الخبز القديم على حد قوله، أما عن السيدة «س. عائشة» فأكدت أنها عندما تقوم برمي الخبز اليابس تحرص على وضعه بإحكام في كيس بلاستيكي، حتى يستفيد منه الآخرين الذين يقومون بجمع هذه المادة، ولاسيما الشباب وبعض الكهول الذين يجمعون الخبز، لإعادة بيعه للموالين ومربيي الدجاج. وبالموازاة أكد بعض الخبازين بوسط المدينة أن العديد من المواطنين يقتنون هذه المادة بإفراط كبير، إذ أحيانا يشتري بعض الزبائن، أكثر من 10 أرغفة يوميا، وهو ما يدل على الإفراط في الاستهلاك ما يتسبب وينتج عنه تبذير ورمي الخبز. رمضان للعبادة والاقتصاد - من جهة أخرى أوضح السيد بوخماشة مخفي، رئيس مصلحة التعليم القرآني بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لوهران «أن ظاهرة رمي الخبز في هذا الشهر الكريم تعد من ضمن السلوكيات التي تتنافي مع ديننا الحنيف، الذي يدعو إلى عدم التبذير والإسراف، فشهر رمضان حسب محدثنا هو شهر العبادة والاقتصاد والتحكم في الشهوات، وفرصة مباركة للتمسك بالصفات الحميدة بتقديم الخير للغير والعمل على زيادة ميزان الحسنات، مشيرا إلى أن شهر رمضان ليس للأكل وإنما للتقرب للمولى العلي العظيم، لشكره على النعمة التي أنعم بها على المسلمين جميعا، مجددا دعوته إلى ضرورة العقلنة في استهلاك مادة الخبز والابتعاد عن التبذير والإفراط في هذا الشهر المبارك. نقابة الخبازين تدعو إلى ترشيد الاستهلاك أنه حان الوقت لترشيد الاستهلاك وتجنب التبذير، وأنهم سيطلقون حملة تحسيسية لدعوة المواطنين إلى تفادي هذه الظاهرة المشينة، مؤكد أنه يتم يوميا جمع أكثر من 10 أطنان من مادة الخبز المرمية في الشوارع والأحياء والأرصفة، وهو ما يسيء إلى خلق المسلم الذي ينبغي عليه عقلنة الاستهلاك وتجنب اللهفة في شراء المواد الاستهلاكية